بيانات صحفية
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
بيروت، لبنان
الإسكوا تحيي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
كلام خلف جاء من على منبر بيت الأمم المتحدة أمام حشد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني لمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع العشب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/نوفمبر) الذي دأبت الإسكوا على إحيائه منذ سنوات طويلة.
وقالت خلف: "ما نشهده اليوم في فلسطين، هو نتيجة لتسامح قوى كبرى في العالم مع تطبيق مفهوم الدولة ذات النقاء العرقي والديني. وهو مفهوم لا يستقيم مع مبدأ المساواة بين الناس ولا يمكن فرضه إلا بالقمع والقتل والإرهاب. فيعاقب الطفل باثني عشر عاماً في السجن لرميه حجراً، ويعتقل 850,000 فلسطيني منذ احتلال الضفة وغزة، ويقضي الكثيرون حرقاً ورصاصاً لأنهم فلسطينيون يرفضون الانتقاص من حقوقهم ويأبون الاستسلام للظلم".
وأضافت: "وللظلم عندما يطول عاقبة من اثنتين، فإما أن يألفه المظلومون فيعتبروه قدراً ويستسلموا له، وإما أن يواجهوه بمقاومة لا تملّ حتى يزول الظلم. وقد أثبتت السنون أن الشعب الفلسطيني لم يتعود على الظلم، بل اختار المقاومة، لم يقبل بسرقة حقه، بل تمسك به، لم يقبل بالنفي من الجغرافيا والتاريخ بل سكنه الوعد بالانتصار".
ولفتت الأمينة التنفيذية للإسكوا إلى أنّ: "العالم يتغيّر بسرعة. تتزايد الأصوات التي ترفض الاكتفاء بكلمات التعزية والاعتذار، ويكثر المتضامنون مع الشعب الفلسطيني في محنته ونضاله: حملات المقاطعة لنظام الاحتلال ومؤسساته تتسع وتصبح أصلب عوداً. مشاهير يؤثرون رفض المشاركة في الجريمة، بل يصرون على فضحها. مهنيون، كالدكتور مادس غيلبيرت – الذي يشاركنا اليوم في إحياء هذه المناسبة – يضعون خبرتهم في خدمة الحق ودعماً لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. شعوب عربية تنتفض عندما تشتم رائحة تطبيع أو تساهل مع نظام الاحتلال الإسرائيلي. لكل هؤلاء، لجميع أصحاب الضمائر الحية في المنطقة والعالم، أقول: سعيكم لن يذهب هدراً".
وإلى كلمة خلف شهد إحياء يوم التضامن لهذا العام عرضاً موسيقياً وغنائياً لفرقة المنفيين، بصوت الفنانة ضحى نوف، تبعته تلاوة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون من قبل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ؛ وكلمة لبنان ألقاها رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة؛ وكلمة فلسطين ألقتها وزيرة الاقتصاد عبير عودة قبل أن يختتم بكلمة رئيسية للمتحدث الضيف، الطبيب والناشط الحقوقي النرويجي مادس جيلبيرت.
بان كي-مون
وفي رسالته للمناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون: " (...) شهدت السنوات الأخيرة محاولتين فاشلتين للتفاوض بشأن تسوية سلمية، ونشوب ثلاثة نزاعات مسلحة، وسقوط آلاف القتلى - غالبيتهم العظمى من المدنيين الفلسطينيين - وتفشي ممارسات التحريض والهجمات الإرهابية، وإطلاق آلاف الصواريخ والقنابل على إسرائيل انطلاقا من غزة، وتنفيذ مشروع استيطاني غير قانوني آخذ في التوسع يهدد بتقويض القيم الديمقراطية في إسرائيل وطابع مجتمعها. وفي العام الجاري، تضاعف عدد عمليات هدم المنازل الفلسطينية والهياكل الأخرى من قبل القوات الإسرائيلية مقارنة بعام 2015. ولا تزال غزة تشكل حالة طوارئ إنسانية، حيث يوجد هناك مليونا فلسطيني يعانون من الهياكل الأساسية المتداعية وشلل الاقتصاد، وعشرات الآلاف من المشردين الذين ما زالوا ينتظرون إعادة بناء المنازل التي دُمرت بفعل الصراع".
وأضاف: "وقد أدت كل هذه العوامل إلى تنامي مشاعر الغضب والإحباط لدى الفلسطينيين، وإلى خيبة أمل عميقة في صفوف الإسرائيليين. كما ساهمت في تعزيز الجناح المتطرف وإضعاف الجناح المعتدل من كلا الجانبين. وما زاد الأمر سوءا الغياب الخطير لاهتمام المجتمع الدولي بهذه القضية في وقت تستحوذ فيه الأزمات الدائرة في أماكن أخرى على انتباه قادة العالم. وتضيف الانقسامات الداخلية والاقتتال الدائر في الضفة الغربية بعدا جديدا ومثيرا للقلق إلى الغياب التعجيزي للوحدة الفلسطينية، كما تقوّض الديمقراطية وسيادة القانون. ومع اقتراب الذكرى السنوية الخمسين لبدء الاحتلال الإسرائيلي، واحتمال تلاشي الآمال في التوصل إلى حل الدولتين، يجب على المجتمع الدولي أن يعلن بوضوح أنه ما زال ملتزما بمساعدة الطرفين على إعادة بناء الثقة وتهيئة الظروف المواتية لإجراء مفاوضات مجدية".
منيمنة
ثم ألقى رئيس مجلس الحوار الفلسطيني اللبناني حسن منيمنة كلمة جاء فيها: "إننا في لجنةِ الحوار اللبناني الفلسطيني نعمل منذ عقد من السنين على نثر بذور ثقافة الحوار في حقل العلاقات اللبنانية الفلسطينية، يقينا أنها السبيل الوحيد لبناء جسور الأخوة والثقة مجدداً بعد الأثمانِ الفادحة التي دفعناها خلال سنواتِ المحنِ والحروب. إن لبنانَ يتمسك بما سبقَ وكرّره من أن حلَ قضيةَ اللاجئينَ الفلسطينيينَ على أرضه له طريق واحد وحيد يتمثل في إنهاءِ الاحتلالِ الاسرائيلي، وفرضِ حقِ العودةِ وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ على الاراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ عام 1967 . لقد تقاطع الموقفان اللبناني والفلسطيني في الاصرار على إنتزاعِ هذا الحق، مع رفضِ التوطينِ أو التجنيسِ وسواهُ من أشكالِ تبديدِ الهويةِ الوطنية الفلسطينية. وحتى ذلك الحين كرست الحكوماتُ اللبنانيةُ قبل أكثرَ من عشرِ سنواتٍ التوجه نحو إعطاء الفلسطينيين حقوقَهم الانسانيةِ والاجتماعيةِ . لقد أعددنا في لجنة الحوار العديدَ من التوصياتِ التي توصلنا اليها بالنقاش مع الاحزابِ اللبنانيةِ الرئيسيةِ المشاركةِ في المجلسِ النيابي والحكوماتِ المتعاقبة التي تصب في هذا المجرى . لقد سعينا بدأبٍ على التأكيد أن الوجودَ الفلسطينيَ يجب أن يخضعَ للسيادةِ اللبنانية مع التعهد بنيله حقوقه الطبيعية . وعليه فإنني أؤكدُ أمامَكم أن الحوادث الأمنية التي شهدها مخيمُ عينُ الحلوة لا تعالج بإقامةِ جدارٍ عازلٍ بين المخيمِ ومحيطه، كما أن الجدار الذي ندينه كفكرة ومبدأ، وكما دلت كل التجارب لا يمكن أن يعالج قضايا ذات أبعاد سياسية واجتماعية ومعيشية .إن أمنَ المخيمِ وصيدا يتحقق عبر التنميةِ المستدامةِ وحل المعضلات المتراكمةِ منذ عقودٍ طويلةٍ والتي يضاعفها تراجع الاموال التي تصل من المانحين الى وكالةِ الاونروا وتنفقُ على الطبابةِ والتعليمِ وغيرها من مقوماتٍ أوليةٍ للعيش . وخلافا لما ينشر، نرى كلجنة حوارٍ أن إقامةَ هذا الجدارُ يقدمُ خدمةً مجانيةً للجماعات التكفيرية التي تتعيشُ على اليأس وإهدارِ الحقوقِ الانسانية وفرضِ الحواجزِ ومنعِ موادِ البناءِ وفرضِ المعازلِ وتجاهل حقيقة واضحة مفادها أن المخيم ليس بؤرة أمنية، إذ هو منطقة سكنية تضم حوالي 80 ألف لاجئ معذب ، وهي تعاني الكثير الذي يتطلب المعالجة المتكاملة والعاجلة".
عودة
وفي كلمتها، قالت وزيرة الاقتصاد الفلسطيني عبير عودة إن سلطات الاحتلال تعمل "حالياً على تحويل الصراع من نزاع سياسي إلى نزاع ديني حيث تواجه مدينة القدس تصعيداً خطيرا من خلال استمرار الاعتداءات والتحريض من قبل المتطرفين الإسرائيليين ضد الأماكن المقدّسة المسيحية والإسلامية وفرض واقع جديد من خلال التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى والحرم الشريف وتغيير معالم المدينة وطابعها التاريخي والسكاني وعزلها عن محيطها العربي الفلسطيني".
وأضافت: "بالرغم من وجود قرارات مجلس الأمن التي أدانت الاستيطان باعتباره غير شرعي وطالبت بتفكيك جميع المستوطنات لانتهاكها اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من قواعد وأسس القانون الدولي والحث على الوقف الفوري لما تمارسه سلطة الاحتلال من تغيير في التركيبة الديمغرافية في مدينة القدس الشرقية المحتلة وإدانة مجتمع دول المجتمع الدولي الإجراءات الإسرائيلية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء فعّال حتى الآن لمحاسبة إسرائيل على أعمالها".
ثم ختمت بقولها: "إن شعبنا الفلسطيني ما زال مسلّحاً بالأمل وقد اختار طريق السلام بكل شجاعة وبإيمان راسخ باستمرار الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية للوصول إلى سلام عادل وشامل، يحقق التطلعات الوطنية المشروعة لشعبنا في العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة. لذلك لا بد من العمل لإنقاذ فرص تحقيق السلام وبذل الجهور للمشاركة الدولية لتحقيق السلام بما في ذلك العمل مع الأصدقاء الفرنسيين من أجل دعم مبادرتهم في عقد مؤتمر للسلام قبل نهاية هذا العام للخروج بمعايير واضحة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين على حدود 1967 ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق ووضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال".
جيلبرت
وقال المتحدث الضيف الطبيب النرويجي مادس جيلبرت في كلمته إنه يجب إيلاء الاهتمام لمقاومة الشعب الفلسطيني الجريئة والبعيدة الأمد. وأكّد أن الشعب الفلسطيني "يجب أن يتمتع بما يتمتع به بقيتنا أي بحقوق متساوية في تقرير المصير وفي القدرة على السعي وراء الرفاه الاقتصادي والتنمية الاجتماعية".
وأضاف: "لستُ ببطل. بل الأبطال هم الذين أهديهم هذه الكلمة وهم شعب غزة وطاقمها الطبي. فهم الأبطال الحقيقيون الذين يدافعون عن الإنسانية بلا استسلام ولا هروب".
وأعطى الدكتور جيلبرت أمثلة من عمله في بيروت في العام 1982 وفي غزة خلال العام 2014. وقال: "خلال حصار بيروت الغربية في العام 1982 تعرفت بـ"خليل" الذي قُتلت أمه وبترت ذراعه. وفي الأسبوع التالي قُصف المستشفى الذي كان فيه، غير أن اللون عاد لخديّه وكان مصراً على تغيير ضمادات جراحه بنفسه. كما كان يغنّي أغان فلسطينية. وبالنسبة إليّ، تحوّل إلى تجربة تثقيفية ورمز للكرامة والمرونة والصمود الفلسطيني ولكن بالدرجة الأكبر الاحترام. في موقع التوازن هذا بين الشفقة والاحترام، يبدو التضامن الذي لا يبحث عن الألم فحسب بل عن الصمود".
وفي اقتباس للرئيس الموزمبيقي الراحل سامورا ماشيل، قال: "ليس التضامن بعمل خيري. بل هو فعل اتحاد بين حلفاء يحاربون في مواقع مختلفة ولكن لخدمة الأهداف عينها".
وختم جيلبرت قائلاً: "أكبر تحدٍ أخلاقي في زماننا هو إفلات إسرائيل من العقاب"، متسائلاً: "كيف نساهم في العدالة والحرية في فلسطين؟ علينا أن نتعلم الصمود والمقاومة من الفلسطينيين. كما أن حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضرورية جداً. ويمكننا أن نتعلم من أيسلندا التي طبقت مقاطعة البضائع الإسرائيلية في العام 2015. وقد حذونا في النرويج حذوها لمقاطعة البضائع الإسرائيلية التي تصنّع على أراض فلسطينية محتلة".
ثم انتقل المشاركون إلى أسواق بيروت حيث افتتحوا معرضاً ثقافياً يحمل عنوان "لحظات فلسطينية" ويستمر حتى يوم الأحد 4 كانون الأول/ديسمبر. وقد تم تنظيمه بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ولجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني. ويتألّف المعرض من خمسة أجزاء:
• معرض للصور حول "الرحلة الطويلة" قامت بتحضيره الأونروا؛
• معرض رسومات بيانية بعنوان "لحظات وعي" تنظمه Visualizing Palestine؛
• معرض صور من غزّة تحت عنوان "حياة تحت الحصار" يقدمة اتحاد المصورين العرب؛
• معرض أعمال فنية عنوانه "لحظات وحي" لعبد الرحمن كتناني؛
• معرض حرف يدوية عنوانه "لحظات مطرّزة" للاجئين فلسطينيين في لبنان.
وفي تمام الساعة 5:00 من بعد ظهر يوم غد الأربعاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر، تستضيف قاعة بطحيش في مبنى الويست هول في الجامعة الأميركية في بيروت حلقة نقاش تحت عنوان "غزة: جراح لا نهاية لها" تنظمها الإسكوا بالتعاون مع برنامج طب النزاعات في المركز الطبي للجامعة الأمريكية والنادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الأمريكية، وذلك بمشاركة الدكتور مادس جيلبيرت والدكتور غسان أبو ستة، وهما زارا غزة مرات عدة لتقديم مساعدات طبية. ويتناول النقاش الظروف الحياتية والصحية في القطاع.
* *** *
للتواصل مع وحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا:
السيد نبيل أبو ضرغم: 0096170993144
السيدة مران أبي زكي: 0096176046402
البريد الإلكتروني:
dargham@un.org
abi-zaki@un.org
escwa-ciu@un.org
لمزيدٍ من المعلومات والأخبار:
موقع الإسكوا الجديد على الانترنت: www.unescwa.org
فايسبوك : https://www.facebook.com/unescwa وتويتر: ESCWACIU@