بيروت، 2 كانون الأول/ديسمبر 2020--قُدّرت الكلفة الإجمالية للصراع في ليبيا منذ اندلاعه في عام 2011 حتى اليوم بمبلغ 783 مليار دينار ليبي، أي حوالي 576 مليار دولار امريكي وفقاً لسعر الصرف الرسمي، علماً بأن هناك أسعار صرف متعددة. هذا ما يبرزه التقرير الجديد الصادر اليوم عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت عنوان "الكلفة الاقتصادية للصراع في ليبيا".
وبحسب التقرير، أدى الصراع إلى انكماشٍ حاد في الاقتصاد الليبي، فانخفض الناتج المحلي الإجمالي وتراجعت معدلات الاستثمار. كما تقلَّص الاستهلاك بسبب عودة العمال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية وتراجع دخل المواطنين الليبيين. وتباطأت التجارة الخارجية نتيجة انخفاض كبير في صادرات بعض المنتجات الرئيسية كالنفط، ولكن الأثر كان أشد على الواردات لتقلُّص قطاعي التشييد والبناء.
ويشير التقرير إلى أن هناك عوامل أدت إلى تفاقم الخسائر الاقتصادية، مثل تدمير الأصول الرأسمالية في قطاعات كالقطاع النفطي والبناء والزراعة والتصنيع، وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وتحويل الموارد عن الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية إلى الانفاق العسكري. ويوضح التقرير أيضًا أن آثار الصراع في ليبيا تعدت اقتصاد البلاد لتطال اقتصادات البلدان المجاورة مثل الجزائر وتونس ومصر والسودان، التي تربطها بليبيا علاقات اقتصادية واسعة على مستويات التجارة والاستثمار والعمالة.
أمام هذا الواقع، قال طارق العلمي، المشرف على فريق إعداد التقرير بالإسكوا: "يتطلب السلام في ليبيا وضع خطة لإعادة البناء والإنعاش تقوم على حوكمة اقتصادية فعالة وشفافة وإعادة تأهيل للقطاعات المتضررة من الصراع". ودعا إلى تعزيز النمو والاستثمار من خلال برامج إعادة إعمار طارئة قصيرة المدى وإصلاح للمؤسسات على المدى الأبعد.
وينذر التقرير بأن كلفة الصراع سترتفع بشكلٍ حاد إذا لم يُوَقَّع اتفاق سلام في السنوات المقبلة. فوفقاً لتقديرات الإسكوا، إذا استمرّ الصراع حتى عام 2025 قد يضيف ما يساوي 462 مليار دولار أمريكي على الكلفة الاقتصادية، أي 80% من الكلفة في السنوات العشر الماضية.
وكانت الإسكوا قد أطلقت مشروعًا لدراسة آثار السلام وإعادة الإعمار في ليبيا على البلدان المجاورة وعلى التعاون الإقليمي، استكمالاً لـ"الحوار الاجتماعي الاقتصادي في ليبيا" الذي تقوده لمناقشة الأطر الاجتماعية والاقتصادية البديلة للتنمية المستدامة في ليبيا. ويتألف المشروع من مرحلتين متكاملتين، تقيس المرحلة الأولى الآثار المباشرة لاقتصاد الحرب على ليبيا. وتنظر المرحلة الثانية في الفرص التي تتيحها عملية السلام وإعادة الإعمار في ليبيا على البلدان المجاورة والتعاون الإقليمي. ويركز التقرير الذي تصدره الإسكوا اليوم على المرحلة الأولى من المشروع.
الإسكوا في سطور
الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، تعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.
لمزيد من المعلومات:
السيدة مريم سليمان، مسؤولة إعلامية مساعدة: +96181769888 sleiman2@un.org
السيدة رانيا حرب، مسؤولة إعلامية مساعدة: +96170008879 harb1@un.org