بيانات صحفية

27 تشرين الثاني/نوفمبر 2015

الإسكوا أحيت يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة واسعة من الرسميين والمهتمين

بيروت, 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2015  (وحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا)-- "بين اجتماعنا هنا السنة الماضية واجتماعنا اليوم، استمرت اسرائيل في انتهاكاتها للقانون الدولي. استمرت في قتل المدنيين الفلسطينيين وحبس الأطفال وتعذيبهم. وصعدت في تدمير البيوت والحقول والممتلكات، وأمعنت في استغلال الموارد الطبيعية للفلسطينيين من معادن ومياه، وفي تلويث بيئتهم الحيوية. كل ذلك في خرق سافر للمواثيق الدولية".

هكذا استهلت صباح اليوم وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة ريما خلف كلمتها لمناسبة إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/نوفمبر) أمام حشدٍ من الشخصيات السياسية والدبلوماسية وممثلي منظمات المجتمع المدني الذين غصّت بهم قاعة المؤتمرات الكبرى في بيت الأمم المتحدة-بيروت تلبية لدعوة اللجنة الإقليمية.

وقد تكلم في الاحتفال بالإضافة إلى خلف كلٌ من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة ممثلاً رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ووزير خارجية فلسطين رياض المالكي ومديرة حملة التضامن مع فلسطين في المملكة المتحدة سارة كولبورن.
وقالت خلف في كلمتها أيضاً: "تزداد المستوطنات ونظام الاحتلال الذي قتل الناس وسلب أرضهم يعتقد صلفاً أن القانون الدولي ينطبق على كل سواه. وها هو يصر على أن استعمار الأرض المحتلة وبناء المستوطنات لأصحاب ديانة معينة فيها، هو حق إلهي يعلو على حقوق الإنسان للآخرين كافة. قد يكون من المنطقي أن يطالب أحدهم بالتفاوض على آلية تناسبه لتطبيق القانون الدولي. لكن أن يأخذ من القانون ما يناسبه فقط، ويضرب بالباقي عرض الحائط، فهذه عجيبة ليس أغرب منها إلا التغاضي عنها".

وأضافت: "إن الغزاة، رغم طول العهد بهم، لم يدركوا أنهم كلّما ازدادوا في القتل ازداد الناس إصراراً على الحياة. شباب فلسطين يرفضون منطق الاستعلاء بالقوة. لا يخافون مواجهة جنود الاحتلال وآلته العسكرية، ولا غطرسة مستوطنيه وعنصرية نظامه. شباب فلسطين يُسقطون كل رهان على تعبهم واستسلامهم".

وختمت: "يجابه الشعب الفلسطيني بإرادة الحياة نظاماً مدججاً بالسلاح المتدفق من الخارج، ومحصناً بدعم من عواصم ومؤسسات تغض النظر عن جرائمه وافتراءاته. ويبدو للناظر أن قضية فلسطين هي قضية معقدة في أحسن الأحوال وخاسرة في أسوأها. لكن القضية واضحة والحل جلي. فرض تطبيق القانون الدولي وعدم استثناء النظام الإسرائيلي من المحاسبة في إطاره. وفي التاريخ شواهد لا تُحصى على أن الاستثناء لا يدوم، فإما أن يزول أو تكثر الاستثناءات فيزول النظام. لا عجب إذاً أن كل الوثائق التي توافقت عليها دول العالم أجمع، وآخرها أهداف التنمية المستدامة، تضع التزام الجميع بالقانون الدولي شرطاً وهدفاً للوصول إلى عالم أفضل".


رسالة بان كي-مون
وكان الاحتفال قد بدأ برسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون التي تلتها السيدة سيغريد كاغ والتي جاء فيها: "يحل موعد الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام في وقت وصل فيه مستوى الأمن والأمل إلى الحضيض. فقد اجتاحت المنطقة موجة عنف شملت شن هجمات مشينة وحوادث طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات، مسببة معاناة شديدة للأسر الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء. وإنني أدين هذه الهجمات وجميع أعمال العنف. وقد استمرت أنشطة الاستيطان غير القانونية وأعمال العنف التي يمارسها المستوطنون، إلى جانب عمليات الهدم العقابي للمنازل والمباني التي يملكها الفلسطينيون. وقد أضفت التوترات المتصلة بالأماكن المقدسة في البلدة القديمة بالقدس بعداً دينياً مقلقا وخطيرا على النزاع. وخلال زيارتي للمنطقة الشهر الماضي، أكدت على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الحرم الشريف/جبل الهيكل، تماشيا مع الاتفاقات المبرمة بين إسرائيل والأردن وبالنظر إلى الدور الخاص الذي يؤديه جلالة ملك الأردن، باعتباره صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة. وأرحب بالتطمينات المتكررة التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن عدم اعتزام إسرائيل تغيير الوضع القائم؛ بيد أن هذا الالتزام بحاجة إلى أن يكون مشفوعا بإجراءات لتهدئة الوضع واستعادة الثقة".

وأضاف: "يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه، أن يؤدي دورا أكبر لكسر حالة الجمود. وتواصل المجموعة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط جهودها للإبقاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية وتهيئة الظروف المواتية للعودة إلى طاولة المفاوضات بجدية".

وختم قائلاً: "في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، انضمت دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفة ”دولة مراقبة غير عضو“. واليوم، فإن دولة فلسطين يعترف بها 136 بلداً، ويرفرف علمها في الأمم المتحدة إلى جانب أعلام الدول الأعضاء جميعها. غير أن هذه التطورات الإيجابية لا يشعر بها أطفال غزة أو سكان نابلس والخليل والقدس الشرقية. بل إن ما يشعر به هؤلاء هو أن لا أمل في أن تتغير حياتهم إلى الأحسن وأن يصبحوا مواطني دولة قادرة على كفالة حريتهم ورفاههم عبر السلام مع جيرانهم".


سلام
ثم ألقى السيد حسن منيمنة كلمة الرئيس سلام فقال: إننا عندما نتضامن مع فلسطين وشعبها فإننا نتضامن مع أنفسنا ، و نقول إننا وأخوتنا من فلسطين تقاسمنا طويلا وما نزال ، كل أشكال شظف العيش ومراراته ، ولن نتراجع عن توجهنا هذا في مواجهة مخاطر التفلت الاسرائيلي من القوانين والمواثيق الدولية . كما أن محاولات الجماعات التكفيرية النفخ بنار الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين لن يكتب لها النجاح ، فقد إتخذ الشعبان قرارهما المشترك منذ عقود أن لا عودة مطلقا الى أي شكل من أشكال الاقتتال والتناحر ، وقد باتا يدركان معا أن ذلك ارتد وبالا وخسرانا عليهما . إن تسعير الصراعات المذهبية والطائفية على امتداد ساحة المنطقة من أي طرف أتى، هو الخدمة الكبرى التي تقدم للاحتلال وسياساته العدوانية . إن ضمان أمن وسلام المنطقة التي لم تعرف الحروب الدينية، وإن شهدت بعض التجاوزات ، لن يكون مدخله التغطية على تجاوزات العدوان والاستيطان والتمييز العنصري عبر تفجير التناقضات الداخلية وإدعاءات محاربة الارهاب ، كما أنه لن يتحقق بزيادة مخزون الترسانة العسكرية الاسرائيلية، ولا من خلال اعتبار أمن اسرائيل من أمن الولايات المتحدة الاميركية ، بل يكون بإرغام العدوان الصهيوني على الانكفاء، وجيوش الاحتلال الاسرائيلي على الرحيل عن أرض فلسطين، واعتماد حل الدولتين وتنفيذ القرارت العربية والدولية، وفي المقدمة منها القرار رقم 194 الذي ينص صراحة ودون تسويف على حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم التي هُجروا منها ولا يزالون .
في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يشد الشعب اللبناني على سواعد وأيدي مناضلي ومناضلات فلسطين، الذين يواجهون بصدورهم العارية الاحتلال الاخير المتبقي على سطح الكرة الارضية ، ونرفع الصوت عاليا داعين المجتمعات العربية والدولية الى دعم هذا النضال، والتأكيد على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واعتماد حل الدولتين وبناء الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق المبادرة العربية. أما سوى ذلك فليس سوى عملية إيغال في الجريمة ودماء الضحايا، وتماديا في التنكر لقرارات الشرعية والأمن والسلام الدوليين".


المالكي
وبعد كلمة سلام، ألقى الوزير المالكي كلمة فلسطين التي جاء فيها: " لقد امتزجت الدماء في الأرض الفلسطينية المحتلة، واتحدت دماء المتضامنين، والعاملين الدوليين مع دماء أبناء شعبنا دون أن تفرَق آلة الحرب الإسرائيلية بيننا، فقتلت و دمرت واعتقلت".
وقال: "إن هذه الأوضاع الخطيرة لا يمكن أن تُعالج على نحو مستدام دون تدخل مباشر للمجتمع الدولي لإرغام إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للامتثال إلى قواعد القانون الدولي، و تطبيق قرارات الشرعية الدولية، و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، للأرض الفلسطينية، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية الثابتة، بما فيها تمكين شعبنا من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، وهي حقوق غير قابلة للتفاوض، بما فيها حقه في تقرير المصير والاستقلال والعودة وتجسيد دولة فلسطين المستقلة على أساس حدود ما قبل 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها، وإيجاد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194، ومبادرة السلام العربية. والإفراج الفوري عن كافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
وختم قائلاً: "...إننا نؤكد على أن شعبنا قد اختار بشجاعة، طريق السلام و أدواته، و بإيمان راسخ بمواصلة المسار السياسي و الدبلوماسي و القانوني للوصول إلى سلام عادل و شامل يحقق التطلعات الوطنية المشروعة لشعبنا في العيش بحرية و كرامة في دولته المستقلة . ولذلك فان هذا يعزز الحاجة إلى تشكيل جبهة سلام عالمية متعددة الأطراف من الدول أصدقاء فلسطين، وحماة حل الدولتين، تقوم بالعمل على وضع معايير واضحة متسقة مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، من اجل تحقيق السلام، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. لأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر العنف، وأهم مظاهر الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني. و قد حان الوقت للمجتمع الدولي لضمان تنفيذ الصيغة الوحيدة للسلام: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستقلال فلسطين".
وختاماً تكلمت السيدة سارة كولبورن التي دعت إلى العمل المشترك من أجل الوصول إلى فلسطين حرّة، لافتة إلى أنه لا تسامح مع انتهاك حقوق الإنسان وإلى أن إسرائيل لن تستطيع الهروب من الجريمة. وأضافت أن دعم الفلسطينيين يتعدَى الإطار السياسي ليكون موضوعاً يمس المجتمع بأكمله لجهة الحرمان. وقالت إن العام الماضي كان عاماً في غاية السوء بالنسبة للفلسطينيين و لم تكن السنة الحالية أفضل من السابقة حيث أُجبر الشباب الفلسطيني على الهروب من أجل حياتهم في حين أنهم محرومون من العودة إلى بيوتهم.


وقد نُظّمت على هامش الاحتفال الرسمي نشاطاتٌ أخرى في بيت الأمم المتحدة، تهدف إلى تعزيز الوعي حول معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز مناصرته من أجل إنجاز الحقوق الفلسطينية، منها معرض للأشغال الحرفية الفلسطينية، ومعرض للمصور الفوتوغرافي حمدي أبو رحمة، ومعرض لملصقات حملة Visualizing Palestine، ومعرض لرسومات اللاجئ الفلسطيني حمزة الكي (12 عاماً)، ومعرض لمشروع أرشيف التاريخ الشفهي الفلسطيني في الجامعة الأميركية في بيروت.

****

لمزيد من المعلومات، الرجاء الإتصال:
حياة الحسيني: 009613036869 ونبيل أبو ضرغم: 0096170993144
أو عبرالبريد الإلكتروني: escwa-ciu@un.org و el-husseinih@un.org و dargham@un.org
يمكن متابعة أخبار الإسكواعلى تويتر:@ESCWACIU و فايسبوك : https://www.facebook.com/unescwa

arrow-up icon
تقييم