المنصة العربية للإدماج الرقمي
الحقوق الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة
2020 – مستمرة
الأشخاص ذوو الإعاقة ليسوا مجموعة متماثلة. وهم يتعرضون للتهميش بمستويات تختلف حسب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وجنسهم، وإقامتهم في المناطق الحضرية أو الريفية، وانتمائهم العرقي، وما إذا كانوا من المهاجرين، وعوامل أخرى مرتبطة بالهوية. والأشخاص ذوو الإعاقة أكثر تضرراً من غيرهم من الأزمات والكوارث التي تتفاقم بفعل النزاعات المستمرة في المنطقة العربية. ولا تعترض طريق هؤلاء عوائق مادية فحسب تحول دون إمكانية وصولهم إلى حيث يريدون، بل تعترضهم أيضاً عوائق اجتماعية وقانونية تمنع اندماجهم في الحياة السياسية والعامة. ومع تفاقم عدم المساواة في المنطقة والعالم، لا بد من اعتماد نهج متكامل لمعالجة هذه العوامل المعقدة والمتداخلة.
يزداد التزام البلدان العربية بالإدماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط في إطار تنفيذ خطة عام 2030، بل باعتبارها من الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. لكن النقص في البيانات المفصلة عن الأشخاص ذوي الإعاقة هو أحد أكبر التحديات التي تواجه عملية الإدماج، لأنه يمنع عن واضعي السياسات المعطيات التي يحتاجون إليها في عملهم. وتشير البيانات المتوفرة إلى أن فرص الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على التعليم والعمل هي أقل من فرص غيرهم، ما يزيد احتمال وقوعهم في الفقر. أما النساء والفتيات ذوات الإعاقة فهنّ أكثر تعرضاً للمخاطر.
تسعى الإسكوا إلى إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، أسوةً بالآخرين، للاستفادة من كامل إمكانات سكان المنطقة العربية وقدراتهم.
تدعو الإسكوا إلى تحوّلٍ في النموذج الفكري بعيداً عن النهُج السابقة المعتمدة في التعاطي مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك تماشياً مع الإطار المحدّد في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. فقد كانت النظرة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في النماذج السابقة سلبيّةً، واعتبروا بمثابة مرضى يتعيّن علاجهم. أمّا اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فتعتمد نهجاً اجتماعيّاً يقوم على حقوق الإنسان لإدماج الإعاقة، ويحمّل المجتمع مسؤوليّة إزالة الحواجز التي تحول دون الإدماج، ويضمن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في القرارات التي تعنيهم. وتقدّم الإسكوا الدعم الفنّي للدول الأعضاء في التخطيط الوطني، والمتابعة والرصد، وتقديم التقارير عن تطبيق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
أنشأت الإسكوا قاعدة بيانات إقليمية توفر بيانات متسقة عن الإعاقة، وتلتزم بتعاريف فريق واشنطن (www.unescwa.org/our-work/disability-statistics). وتصدر الإسكوا بحوثاً إقليمية ووطنية في مواضيع محددة، على غرار التقارير عن وضع الحماية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة.
تعقد الإسكوا اجتماعات دورية لفريق الخبراء العامل بين الدورات والمعني بالإعاقة. أنشئ الفريق في عام 2016 وهو يتيح منبراً إقليمياً للحوار في مجال السياسات العامة، والتنسيق، وتبادل المعارف، والتعاون فيما بين بلدان الجنوب بشأن قضايا تأمين الدمج الاجتماعي وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ويضم الفريق كبار واضعي السياسيات العاملين في مجال الإعاقة والإدماج الاجتماعي، من وزارات الشؤون الاجتماعية والمجالس الوطنية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة.
وبعقد الاجتماعات الدورية وورش العمل وأنشطة التدريب، وتطوير المنتجات المعرفية، وتقديم المشورة الفنية عبر فريق الخبراء، تساهم الإسكوا في توفير المعلومات اللازمة لواضعي السياسات في البلدان العربية وتعزيز قدراتهم على وضع سياسات الإدماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذها ورصدها بكفاءة، ما يسهّل التعاون الإقليمي ودون الإقليمي والتعلم المتبادل، ويسهم في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في البلدان العربية.
توفر الإسكوا أيضاً الدعم للحكومات العربية من خلال تقديم المشورة الفنية وعقد الدورات التدريبية في مختلف القضايا المتعلقة بالإعاقة، على غرار إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، وإتاحة وصولهم إلى وسائل الإعلام الإلكترونية، وصياغة سياسات وطنية للإعاقة.
أعدّت الإسكوا دراسة عنوانها الهياكل المؤسسية الوطنية لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: استعراض تنفيذ المادة 33 في المنطقة العربية. ولمزيد من مواد التدريب المرجعيّة التي وضعتها وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، يمكن مراجعة: أطر تنفيذ اتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة ورصدها والخطط الوطنية حول الإعاقة أو مجموعة وحدات التدريب حول الإعاقة في أفريقيا.