كلمة الدكتورة رولا دشتي
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا
بمناسبة
اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
2 كانون الأول/ديسمبر 2022
معالي الدكتور سعادة الشامي، نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، ممثِّلاً دولة الرئيس نجيب ميقاتي،
دولة الرئيس محمد اشتية،
السيدات والسادة،
صباح الخير.
كما في كلِّ عامٍ،
نلتقي اليومَ تضامُناً مع الشعبِ الفِلسطيني،
واعترافاً بحقوقِهِ غيرِ القابلةِ للتصرُّف،
ودَعْماً لِتَوْقِهِ إلى حياةٍ كريمةٍ وآمِنة،
وتجديداً للدّعوةِ إلى رفعِ الظلمِ المزمِنِ عنْهْ.
وكما في كلِّ عام،
نلتقي شَجْباً لِما يَرْزَحُ هذا الشعبُ تحتَه من احتلالٍ، وتوسُّعٍ استيطاني، وتمييزٍ، ومُصادَرةِ أراضٍ، وطَردِ سكانٍ من بيوتِهِم وبيوتِ أجدادِهم، واستبعادٍ،
رغمَ القراراتِ الدوليةِ التي تدعو إلى وَقْفِ هذه الممارساتِ الإسرائيليةِ المُمَنْهَجَة.
ونلتقي وهذا الشعبُ لا يزالُ يناضلُ لتحقيقِ العدالة،
لاستِرْدادِ حقوقٍ يُفترَضُ أن تكونَ بديهيةً،
ليس تكرُّماً عليهِم،
بل إحْقاقاً للحقّ،
وإنفاذاً للقانونِ الدولي،
والتزاماً بالأعرافِ والقيمِ الإنسانية.
الحضورُ الكريم،
رُغمَ القهرِ والمعاناةْ،
لا يزالُ الشعبُ الفلسطيني،
في الضفةِ والقدسِ وغزّة،
وفي الشَتاتْ،
يناضلُ من أجلِ العدالةِ والسلام.
من أجل حقٍّ ينصُّ عليه مَطْلَعُ ميثاقِ الأممِ المتّحدة،
والمادةُ الأولى من معاهداتٍ دوليةٍ متعددةٍ لحقوقِ الإنسان،
ومن الإعلانِ العالمي عن الحقِ في التنمية.
و رُغمَ كلِّ القهرِ والمعاناة،
لا يزال كلُّ فلسطينيٍّ وفِلسطينية،
في كلِّ تفصيلٍ من تفاصيلِ حياتِه،
يناضلُ تحتَ الاحتلالِ من أجلِ تحقيقِ عدالةٍ طالَ غيابُها،
من أجلِ تنميةِ اقتصادٍ تُقَوِّضُه سياساتٌ وممارساتٌ إسرائيليةٌ مُجْحِفَة،
ومن أجلِ النهوضِ بمجتمعٍ يقاومُ الانهيارَ والتفكُّك.
بعبارةٍ أخرى، من أجلِ البقاء.
فذهابُ التلميذِ إلى مدرستِهِ كلَّ يومٍ تحت تهديدِ وعنفِ الجنودِ والمستوطِنين هو نضالٌ من أجلِ البقاءْ.
وإصرارُ طالبةِ الجامعةِ على نيلِ شهادتِها في ظلِّ حاضرٍ مؤلمٍ ومستقبلٍ قاتمٍ هو نضالٌ من أجلِ البقاء.
ومُثابَرةُ العامِلِ على كسبِ رزقِه، والموظّفةِ على تقديمِ الخدمات، والفلاّحِ على زراعةِ أرضِه، هي نضالٌ من أجلِ البقاء.
وتصميمُ الناشطينَ والناشطاتِ في الدفاعِ عن الحق،
وإصرارُ النساءِ على التحرّرِ والمساواة،
وإبداعُ الفناناتِ والفنانين في التعبيرِ عن واقعِ شعبِهِم،
كلُّ ذلك نضالٌ من أجل البقاء.
الحضورُ الكريم،
كما في كلِّ عام،
نتضامنُ مع الشعبِ الفلسطيني،
الذي يستحقُ الحياةَ ويستحقُ كلَّ إجلالٍ وإِكبار.
وتضامنُنا هذا ليس مِنّةً عليه،
بل واجبٌ تجاهَه،
وتجاهَ القيمِ والمبادئِ الإنسانية،
وتجاهَ السلامْ،
وتجاهَ العدالةِ في دولةِ فلسطينَ وفي كلِّ مكان.
وشكراً.