معالي السيد يونس السكوري
وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغري والتشغيل والكفاءات
سمو الأمير عبد العزيز بن طلال ال سعود
رئيس برنامج الخليج العربي للتنميه AGFUND
أصحابَ المعالي والسعادة،
رائدات وروّاد الأعمال الأعزّاء،
الحضورُ الكريم،
صباحُ الخير!
بدايةً، اسمحوا لي أن أدعوَ للموتى من جرّاءِ الحربِ على غزّةَ بالرحمة، وللجرحى بالشفاءِ العاجل.
وأدعو إلى هدنةٍ إنسانيةٍ فوريةٍ لإيصالِ المساعداتِ إلى القطاعِ المحاصَر،
وإلى الالتزامِ بالقانونِ الدوليِ التزاماً كاملاً حفظاً لحياةِ المدنيين.
الحضورُ الكريم،
يشرّفُني أن أكونَ اليومَ في مراكشَ الخلاّبة، التي تعكسُ إرثَنا العربيَّ الغنيّ،
وأن ألتقيَ بهذا الجمعِ النابضِ بالحياةِ من روّادِ الأعمال!
ويسرُّني أنّ أرحّبَ بكم جميعاً في القمةِ العربيةِ لريادةِ الأعمال والمشروعاتِ الصغيرة والمتوسطة.
فلقاؤنا هو دليلٌ على تصميمِ كلّ منّا على الانتقالِ من التحدياتِ إلى الفرص، ومن المنعةِ إلى الازدهار، ومن الابتكارِ المحليِ إلى التأثيرِ العابرِ للحدودِ الإقليميةِ والعالمية.
حضرةَ السيداتِ والسادة،
تشهدُ منطقتُنا العربيةُ اليومَ نهضةً في مجالِ ريادة الأعمال.
فلنتأمّلْ معاً في هذه النهضة، وفي المسارِ الرائعِ الذي قطعَتْه ريادةُ الأعمال.
سنجدُ أنّها ازدهرَت في ظلِّ ظروفٍ صعبة.
وسنجد أنّ روّادَ الأعمال تغلّبوا على شتّى العقبات، واستفادوا من شتّى الفرص.
وهم تجسيدٌ للقدرةِ على الصمود، والإبداع، والتصميمِ على إحداثِ فرقٍ إيجابيٍ حقيقي.
انظروا حولَكم!
سترَوْن روّادَ أعمالٍ من شركات مثل Ecodome من المغرب، وKenda Ai من الأردن، وCraft store من السودان، وMedesign healthcare من الكويت، وNextAV من تونس، وSnoonu من قطر، وground vertical من لبنان، وFiDoctor من اليمن.
هؤلاء، وغيرُهم الكثيرُ من الشبابِ والشاباتِ الذين ستلتقون بهم خلال هذه القمة يتبنّونَ التحولَ الرقمي والتكنولوجيا الذكية، ويسعَوْن من أجل التنويعِ الاقتصاديِ والنموِ المستدام.
روّاد الأعمال الأعزّاء،
وأنتم تسعونَ للالتحاقِ بالاتجاهاتِ الرقميةِ الحديثة، ولمواكَبةِ طفرةِ التقنياتِ الذكيّةِ لتطويرِ أعمالِكم، التزموا بأفضلِ ممارساتِ الحوكمةِ البيئيةِ والاجتماعيةِ والمؤسسية.
فنحنُ على عتبةِ عصرٍ جديد، حيث الاستدامةُ والمسؤوليةُ الاجتماعيةُ ليست مجردَ كلماتٍ رنّانة، بل قيمٌ أساسيةٌ لنجاحِ ريادة الأعمال.
وسّعوا آفاقَكم، واعبُروا إلى خارجِ حدودِ بلدانكم.
ضعوا أهدافاً طموحة.
اخطوا خطواتٍ جريئة.
وابنوا جسوراً قويةً مع الأسواقِ الإقليميةِ والعالمية.
وهذه القمةُ ستمدُّكم بالمعرفةِ والفرصِ اللازمةِ للاستفادةِ من سلسلةِ القيمةِ العالمية، ولتوسيعِ نطاقِ أعمالِكم.
وستُعقَدُ خلال هذه القمةِ اجتماعاتٌ للتعارفِ بين المشاركين، وأنا أشجّعُ الجميعَ على اغتنامِ هذه الفرصة، فهي لا تقدَّر بثمن.
الحضورُ الكريم،
لا يزال الوصولُ إلى التمويلِ تحدياً جسيماً.
لذلك، نحن بحاجةٍ إلى نماذجَ ماليةٍ مبتكرةٍ لسدِّ هذه الفجوة، وتمكينِ مشاريعِنا من الابتكار والتوسّع.
وتُعتَبر منظماتٌ مثلُ برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) مثالاً يُحْتَذى في هذا الشأن.
فهي تقدّمُ الخدماتِ الماليةَ الأساسيةَ والدعمَ للمشاريعِ الصغيرة، محوِّلةً التطلّعات إلى واقع والإمكاناتِ إلى فرص.
كذلك، ها هي شركات مثل Beehive، وWamda، وMaroc Numeric Fund، وNamaa، وHalan، تُحدِث ثورةً في مشهدِ ريادةِ الأعمال. وهي تجسّدُ نماذجَ التمويلِ المبتكرةَ التي ستكون محرّكاً للنموّ في منطقتنا في المستقبل.
غير أنّ المسؤوليةَ عن تعزيزِ هذا النموِ لا تقع فقط على عاتقِ المؤسساتِ المالية، بل أيضاً على عاتقِ واضعي السياسات، الذين يؤدّون دوراً حاسماً.
فمن الأهمية بمكان إعادةُ تقييمِ وصياغةِ السياسات، لإنشاءِ بيئةٍ أكثر مواءمةً وتحفيزاً للمشاريعِ الصغيرةِ والمتوسطة.
وينبغي تصميمُ القوانينِ والقواعدِ والأنظمةِ ليس لتسهيلِ ريادةِ الأعمال فحسب، بل أيضاً لتمكينِها والنهوضِ بها.
فالنهوضُ بهذا القطاعِ هو أكثرُ من مجرّدِ هدفٍ اقتصادي: إنه أساسُ الاستقرارِ الاجتماعي والازدهار.
وتتيحُ هذه القمةُ لواضعي السياسات محفلاً لتبادلِ الخبرات وتعلُّمِ أفضلِ الممارسات والتفاعلِ مع المشاريع الصغيرة والمتوسطة خلال جلساتِ الحوارِ بشأن السياسات.
السيداتِ والسادة،
لروّادِ ورائداتِ الأعمال، والمبتكرين والمبتكرات، والطموحين والطموحات، أقول: إنّ أحلامَكم وشغفَكم وقدرتَكم على الصمود رغمَ الصعاب هي محرّك اقتصاداتنا!
ولواضعي السياسات أقول: إن بصيرتَكم والتزامَكم لا غِنى عنهما لتهيئةِ بيئةٍ مواتيةٍ لنجاحِ ريادةِ الأعمال.
ولشركائنا، المتنوّعين في توجّهاتِهم ومشاريعِهم ومجالاتِ عملهم، أقول: إنّ حضورَكم خيرُ دليل على التزامِكم بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والصغرى في منطقتنا، لتزدهرَ وتخلقَ المزيدَ من الفرص.
ختاماً،
أشكرُكم جميعًا على حضورِكم،
وعلى مشاركتِكم في رحلتِنا نحو مستقبلٍ أفضل.
فمعًا، نحن لا ننفّذُ مشاريعَ وأعمالًا فقط، بل نحن نرسمُ المستقبل.
مستقبلٌ روحُه الابتكار، ونهجُه الشمول، ووُجْهَتُهُ الازدهار.
وشكراً.