خطابات

29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

كلمة الاسكوا

في

اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

 

معالي وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، ممثلاً دولةَ الرئيسِ نجيب ميقاتي  

معالي نائب رئيس وزراء دولة فلسطين، الدكتور زياد ابو عمرو،

الزّميلاتُ والزّملاء،

السّيداتُ والسّادة،

 

صباحُ الخير.

 

نلتقي، كما في كلِّ عام، إحياءً ليومِ التّضامنِ معَ الشَّعبِ الفِلسطيني.

وجديرٌ بالتّضامنِ، في هذه الظّروفِ الصّعبةِ المستجدّة، أنْ يكونَ نمطَ عملٍ وحياة، تضامنٌ منْ أجلِ حاضرٍ آمِنٍ ومستقبلٍ أفضل، على أرضٍ تاقَتْ إلى الخيرِ والسَّلام.  

ينشغلُ العالمُ بأسْرِهِ بِمُكافحةِ وباءٍ غيرِ مسبوق، وبالبقاءِ على مسارِ التّنميةِ المستدامة، ولا يزالُ في بقعةٍ عزيزةٍ منَ الأرضِ شعبٌ تحتَ الاحتلالِ يكافحُ لاستردادِ أبسطِ حقوقِهِ في العيشِ الكريم، في ظلِّ العدالةِ والسّلام، عملاً بقراراتِ الأممِ المتّحدة.

 

السَّيداتُ والسَّادةُ،

بعدَ أكثرَ من سبعةِ عقودٍ على صدورِ قرارِ تقسيمِ أرضِ فلسطينَ التّاريخيةِ، وبعدَ أكثرَ منْ أربعةٍ وخمسينَ عاماً على احتلالِ إسرائيلَ للضفةِ الغربيةِ، بما في ذلكَ القدسُ الشرقيةُ وقطاعُ غزة، لا يزالُ الشّعبُ الفلسطينيُ على صمودِهِ في حياتِهِ اليوميةِ وتطلّعِهِ إلى الغَد.

الحضورُ الكريم،

بناتُ وأبناءُ فلسطينَ يعانونَ الاحتلال،

حصارٌ في غزةَ منذُ عام 2007، يعزلُ السكانَ عنْ أهلِهِمْ في الضفةِ وعنْ العالم، وحرمانٌ وتمييزٌ واستبعادٌ في الداخلِ وفي مخيّماتِ اللجوء.

ولكنَّها شمسُ الإنسانْ.

نراهمْ بشتَّى السُّبُلِ، يتضامنونَ ويتكاتفونَ في مواجهةِ تداعياتِ الاحتلالِ بالصّمودِ اليوميِّ وبالأمل.

يبكون منْ سقط... ويواصلونَ المسير.

 يضمّدونَ الجراح... ويواصلونَ المسير.

يواسونَ منْ صودرتْ أرضُهُ وهُدِمَ بيتُهُ وعُزِلَتْ قريتُهُ بسببِ التَّوسعِ الاستيطاني... ويواصلونَ المسير.

يعيدونَ زرعَ أشجارٍ اقتُلِعتْ، يقطفونَ الزيتون، يعيدونَ بناءَ منازلَ دُمِّرت.

يعلّمونَ أطفالَهَم في البيوتِ وفي العراءِ إذا تعذّر الوصولُ إلى المدارس.

يرفعونَ صوتَهُمْ دفاعاً عنْ الحقِّ في تقريرِ المصير، تمسّكاً  بمبادئِ المساواةِ وعدمِ التمييزِ والعدالةِ المكرّسةِ في القانونِ الدولي.

يرسلونَ معاناتَهُمْ والصّمودَ إلى العالمِ رسماً وشعراً وموسيقى، في إبداعاتٍ ستبقى إرثاً للإنسانيةِ بعدَ زوالِ المحنة.  

السيداتُ والسادةُ،

العالمُ يصحو اليومَ منْ هولِ جائحةٍ قلبتْ فيه كلَّ الموازين.  

يلملمُ جراحَهُ ويعيدُ إعمارَ ما تدمّرَ الإنسان  والمجتمعِ والاقتصاد، يحاولُ استعادةَ الأملَ والثقةَ في المستقبلِ.

لهُ في الشعبِ الفلسطينيِّ مثالٌ حيٌّ على قوةِ الإرادةِ والقدرةِ على الصمودِ.

السّيداتُ والسّادةُ،

في هذا اليومِ نراجعُ ما قدّمناهُ للشّعبِ الفلسطينيِّ تضامناً، ونعيدُ على مسامعِ العالمِ ما يستحقُّهُ هذا الشعبُ منِ احترامٍ ودعمٍ.

فالخطةُ التي أجْمَعَتْ عليها الإنسانيةُ لتنهضَ بالتنميةِ ولا تهملَ أحداً تتعرضُ لاختبارٍ يوميٍّ على أرضِ فلسطين؛ انتهاكاتٌ مستمرةٌ للقانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ والقانونِ الدوليِّ لحقوقِ الإنسانِ وشرعةِ الأممِ المتحدةِ وقراراتِها، ممارساتٌ تضربُ مقوماتِ التنميةِ للحاضرِ والمستقبلِ، وسياساتٌ تجعلُ السلامَ هدفاً بعيداً.

السّيداتُ والسَّادةُ،

في هذا اليومِ، نشكرُ الشَّعبَ الفلسطينيَّ على شعلةِ الأملِ التي أبقاها فينا، ونحيّيهِ على عطائِهِ وتضحياتِهِ، وفي ضميرِ العالمِ بأسْرِهِ واجبٌ لتعجيلِ ما هو حتميٌّ: إحقاقُ الحقِّ وإحلالُ العدالةِ والسلامِ في أرضِ السلامِ.

أشكرُ حضورَكُمْ.

 

arrow-up icon
تقييم