معالي السيدة ياسمين فؤاد رئيس الدورة الثانيه والثلاثين لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة،
معالي السيد احمد التازي رئيس الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة،
أصحاب المعالي والسعادة والسمو
الحضور الكريم،
الوقت يداهمُنا!
فتدهوُر البيئةِ في منطقتنا يتسارع،
وفرص تحقيق أهدافِ التنمية المستدامة المتعلقةِ بالمناخ تتضاءل.
وعلى الرغم من ذلك،
نرى أنّ الأوان لم يفت بعد.
وأنّ الدول العربية قادرة على مواجهة التحديات البيئية التي تعصف بها،
وأنّ الإسكوا يمكنها مؤازرة هذه الدول، من خلال التزامها بما يلي:
- دعم مشاركة الدول العربية ومواقفها فيCOP 27 ، لا سيما في قضايا الأمن الغذائي، والاقتصاد الدائري، والطاقة، وتمويل العمل المناخي، والتكيّف.
- العمل، مع شركائها، على تطوير منصّة إقليمية متعدّدة القطاعات ومتعدّدة أصحاب المصلحة لحماية التنوّع البيولوجي، نظراً إلى أهميته القصوى في مواجهة تغيّر المناخ وتأمين الغذاء والطاقة.
- مواصلة تطوير قدرات المفاوضين العرب للمشاركة بفعالية في مفاوضات تغيّر المناخ وبلورة المواقف والأولويات الإقليمية.
- دعم الدول العربية في تهيئة بيئة مواتية للاستثمار وفي وضع الأطر القانونية والتنظيمية اللازمة لجذب التمويل للعمل المناخي.
- تيسير الحوار بين الدول والمانحين لزيادة فرص الاستثمار في العمل المناخي.
- الاستمرار في تعزيز قدرة المجتمعات الريفية على التكيّف مع تغيّر المناخ باستخدام أدوات مبتكرة صمّمتها الإسكوا، مثل تكنولوجيات الحصاد المائي، واستخدام الطاقة المتجدّدة في قطاع التصنيع الغذائي.
- دعم الدول العربية في عدد من القضايا ذات الأولوية بالنسبة إليها.
الحضور الكريم،
يشكّل التكيّف أولويةً قصوى للمنطقة العربية، لاسيما في قطاعَي المياه والزراعة.
فالتكيّف في هذين القطاعين يسهم في الحفاظ على الأمن المائي والغذائي الذي يؤدي انعدامُه إلى تأجيج الكوارث الإنسانية والصراعات.
لذلك، تساعد الإسكوا الدول الأعضاء على وضع استراتيجيات وسياسات التكيّف المناخي، بالاستناد إلى الأدلّة العلمية والتقييمات الواردة في تقارير مبادراتها المختلفة، وأبرزها المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغيّر المناخ على الموارد المائية (ريكار).
غير أنّ تلك الاستراتيجيات والسياسات لن تنفّذ طالما أنّ تمويل العمل المناخي يظلّ غير ملائم كمّاً ونوعاً.
فالمنطقة العربية تلقّت في الفترة 2010-2020 ما مجموعه 4 مليار دولار على شكل منح، مقابل 30 مليار على شكل قروض. يضاف إلى ذلك أنّ هذه المنطقة لا تحصل سوى على نسبة ضئيلة من تدفّقات التمويل الدولي المخصّصة للتكيُّف، مع أنّها من أكثر المناطق ندرةً في المياه في العالم.
السيدات والسادة،
لمساعدة الدول على مواجهة التحدّيات التي تواجه التمويل المناخي:
- أعدّت الإسكوا، بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وجامعة الدول العربية، الاستراتيجية العربية لحشد التمويل المناخي والوصول إليه، بناءً على تقييم لاحتياجات تمويل المناخ والفجوات المالية.
- عقدت الإسكوا "المنتدى الإقليمي العربي حول المبادرات المناخية لتمويل العمل المناخي"، بالشراكة مع الرئاسة المصرية لـ COP27 وروّاد الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ، بهدف حشد الدعم المالي لتسريع العمل المناخي. وبناءً على نتائج هذا المنتدى، الذي أكّد أنّ المياه والتكيّف هما على رأس أولويات التمويل المناخي للدول العربية، التزمت الإسكوا بعقد منتدى تمويل المناخ العربي للعمل في مجال المياه في عام 2023.
- تنفّذ الإسكوا منذ عام 2020 مبادرةً لسد فجوات التمويل المناخي والتخفيف من أعباء الدين من خلال مقايضة الديون بالعمل المناخي.
- تنظّم الإسكوا مع شركائها منذ عام 2021 "تحدّياً سنوياً موجّهاً إلى الشباب لمكافحة التصحّر والجفاف في المنطقة العربية"، بهدف إشراكهم في إيجاد حلول للمشاكل والتحديات البيئية.
الحضور الكريم،
إذ أشكر مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة على دعوتي إلى هذا الاجتماع الرفيع المستوى،
وإذ أُشيد بالجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لاستضافة COP27 الشهر المقبل،
أدعوكم مجدداً إلى التعاون من أجل إنقاذ بيئتنا.
فإنقاذها لا يزال ممكناً... لم يفُت الأوان بعد.