خطابات

25 أيار/مايو 2021

الاجتماع الجانبي الافتراضي، على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية الأولى لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً

أصحابَ السعادة،

الزملاءُ الكرام،

حضرةَ السيدات والسادة،

 

أرحّب بكم في الاجتماع الجانبي الافتراضي، الذي يشرّف الإسكوا أن تنظّمه على هامش اجتماع اللجنة التحضيرية الأولى لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً.

اجتماعنا هذا بالغ الأهمية.

فهو جزء من المسار التشاوري الذي أطلقته الإسكوا في العام الماضي، بالشراكة مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، للتوصّل إلى تصوّر عربي مشترك، للعقد المقبل، بشأن الأولويات الاجتماعية والاقتصادية للبلدان العربية الأقل نمواً، وهي السودان والصومال وموريتانيا واليمن، العزيزة علينا.

وهذا المسار، الذي تشارك فيه البلدان العربية الأقل نمواً، والجهات المانحة، والوكالات والهيئات الإقليمية والدولية المعنيّة، هو جزء من العملية التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، المرتقَب عقده في الدوحة في كانون الثاني/يناير 2022.

ويسرّنا أنّ الإسكوا ساهمت بشكل كبير في هذه العملية التشاورية.

فقد أعدّت تقريراً بعنوان "أقل البلدان العربية نمواً: تحديات وفرص التنمية"، تناول الجهود العربية الثنائية والمتعددة الأطراف المبذولة لدعم هذه البلدان. وحدّد الممارسات الفضلى لتعزيز الشراكة الإقليمية للوفاء بالالتزامات تجاهها وتجاه البلدان المتضررة من الصراعات. كما تناول آليات بناء المنعة المؤسسية والاجتماعية لهذه البلدان ومعالجة قضاياها المزمنة المتعدّدة الأوجه.

وفي إطار العملية التشاورية كذلك، عقدت الإسكوا في كانون الثاني/ يناير 2021 اجتماعاً إقليميًا للبلدان العربية الأقل نموًاً، والمانحين الإقليميين والدوليين، وأصحاب المصلحة. وكان الهدف منه تحديد مواقف عربية مشتركة بشأن دعم برنامج العمل المستقبلي لأقل البلدان نمواً، تصميماً وتنفيذاً.

وشكّل هذا الاجتماع الإقليمي محطةً بالغة الأهمية.

فقد وفّر منبراً لتبادل التجارب والدروس، والاتفاق على إجراءات وتوصيات عمليّة وفعّالة لمساعدة أقل البلدان العربية نمواً في التغلب على التحديات الهيكلية، ولتعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية والإقليمية، وتسريع وتيرة تقدمها على مسار التنمية المستدامة في العقد المقبل.

 

 

الحضور الكريم،

يسرّنا أنّ المسار التشاوري الإقليمي الذي أطلقته الإسكوا قد أسفر عن تحديد عناصر تأسيسية لرؤية مشتركة بين البلدان العربية الأقل نمواً والجهات المانحة. رؤية يمكن البناء عليها وتطويرها في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً.

اسمحوا لي أن أتشارك معكم أبرز عناصر هذه الرؤية.

أولاً، تكريس الصلة بين العمل الإنساني والتنمية والسلام بوصفها ركيزةً لجميع التدخلات، لا سيما في البلدان المتضررة من صراعات مزمنة. فالمعونة الإنسانية الطارئة يجب تقديمها في إطار مستدام طويل الأجل لتعزيز الاستثمار في التنمية على نحو مباشَر وسريع، والمساهمة بالتالي في تحقيق السلام.

ثانياً، إعطاء الأولوية لإنهاء الصراع. فعندها فقط، يمكن تخفيف معاناة السكان ووقف تدمير المؤسسات العامة والبنى الأساسية ورأس المال البشري. ويجب عكس الاتجاه المتزايد نحو الاعتماد المفرط على المعونة، والعمل على أن تكون ركائز السلام والإغاثة والتنمية معزّزة ومكمّلة لبعضها البعض قبل السلام وبعدَه.

ثالثاً، ضمان فعالية المعونة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الملكية الوطنية لخطط التنمية وبرامج المعونة والمساعدات، وذلك في إطار من المساءلة المتبادلة بين المستفيدين من المساعدات ومانحيها.

ورابعاً، اعتبار بناء رأس المال البشري مدخلاً لتحقيق السلام المستدام، والتعافي، والقدرة على الصمود.

 

السيدات والسادة،

 

غنيّ عن القول إننا نلتقي اليوم في ظروف استثنائية. إذ لا تزال جائحة كوفيد-19 تفاقم الصراعات، فتقوّض المكاسب الإنمائية المحقَّقة بشقّ الأنفس. ولا تزال شرائح كبيرة من سكان البلدان المتضررة من الصراع عالقة في حلقة مفرغة من الفقر، والجوع أحياناً، والحرمان.

في ظل هذه الظروف، ترى الإسكوا أنّ الحاجة إلى العمل المشترك باتت ملحةً ولا تحتمل التأجيل.

ولذلك، فهي ستواصل تنفيذ المبادرات والمشاريع بعد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، وخلال عقد العمل الحالي، من أجل تنفيذ خطة عام 2030.

وتغتنم الإسكوا هذه الفرصة لدعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود للوفاء بالتزاماته وزيادة نسبة المساعدات المخصّصة للبلدان الأكثر حاجة إليها. وهي تشجع المساعدات القائمة على الاستثمار في معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ومن أكثر المساعدات المنشودة فعاليةً: دعم القدرات الإنتاجية المحلية؛ وتعزيز أنشطة توليد الدخل، خاصة لدى الشباب؛ ووضع الأسس للخروج من حالة الهشاشة وتعزيز المِنعة في ظلّ الصراع.

 

في الختام،

كلّي أمل في أن يكون اجتماعنا اليوم محطةً تمكّننا من التوصل، في الأشهر المقبلة، إلى رؤية مشتركة تحقّق أولويات السودان والصومال وموريتانيا واليمن.

هذه البلدان العزيزة علينا، التي من واجبنا مؤازرتها للتقدّم على المسارات المتداخِلة للتنمية المستدامة.  

وشكراً.

arrow-up icon
تقييم