Press release

30 Apr 2014

بيروت

100 شاب وشابة سوريين يناقشون مستقبل بلادهم

في 17 نيسان/أبريل 2014، الذي يصادف ذكرى الجلاء، تنادى إلى بيت الأمم المتحدة في بيروت 100 شاب وشابة سوريّين بدعوة من "برنامج الأجندة الوطنيّة لمستقبل سوريا" الذي أطلقته الإسكوا عام 2012 وذلك لتبادل وجهات النظر حول البرنامج وأهدافه وبالتالي خلق آلية تواصل تضمن مشاركتهم في كافة مراحل تطبيقه. وقد جمَع هذا الفريق شباباً من أطياف وانتماءات وتوجّهات المجتمع السوري وأحاط بالمواضيع المتعلّقة بالأزمة السوريّة من جميع النواحي في جوٍ اتسم بالحرية والشفافية مما وفّر للجميع المناسبة للإلتقاء على نقاط معينة ومناقشة الآراء المتباينة. وقد عُرضت في بداية اللقاء المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والسياسية للواقع الحالي السوري ومناقشة أربعة محاور هي تحليل جذور الأزمة؛ وآثار الأزمة على البنية الاجتماعية والاقتصادية لسوريا؛ والمفاهيم الجامعة للسوريين؛ وأولويات البناء الاقتصادي والاجتماعي والحوكمي. كما اطّلع المشاركون على المبادئ العامة لإنجاز الأجندة الوطنيّة المستوحاة من مبادئ الأمم المتحدة مثل وحدة أراضي البلاد، واحترام سيادة الدول وحقوق الإنسان والديمقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة، والحق في التنمية المستدامة والمتوازنة، وضمان السلام والاستقرار الإقليميين. واعتبر الشباب أن هناك أسباباً عديدة أدّت إلى تفاقم الأزمة في سوريا، تختلف من منطقة إلى أخرى، ومنها: غياب مفهوم المواطنة وانخفاض الحس الوطني؛ وعدم ترسيخ هوية وطنية جامعة؛ والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية؛ وضعف في الحوكمة؛ ونقص العدالة الاجتماعية؛ وعدم توفر إطار واضح للحوار الوطني؛ وتدخل أجهزة الأمن في عمل المؤسسات وحياة الناس؛ وضعف المشاركة في العمل السياسي بالإضافة إلى العوامل الاقتصاديّة والاجتماعيّة الأخرى والثورة التكنولوجيّة التي ساهمت في انتشار النزاع . وقد تناول المجتمعون ايضاً النتائج السلبيّة التي خلّفها هذا النزاع كتجذر الطائفية، وتشظي المجتمع، وظهور أمراض كانت نادرة الوجود في سوريا، كشلل الأطفال والسلّ، وتدمير البنية التحتية، وخراب المنظومة الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى انتشار الفوضى وخسارة الكفاءات العلمية والمهنية وتدمير المعالم التاريخية وغيرها. كما لفت المشاركون إلى بعض الآثار الإيجابية للأزمة وسط كل السلبيات، مثل ظهور مجتمع مدني مبادر وفاعل، ونمو روح المبادرة عند الشباب السوريين، ومعرفة السوريين لبلدهم، وحثّ السوريين - لا سيما الشباب - على التفكير والحوار. وفي الأوليات والقضايا الجامعة، تم التطرق إلى مواضيع كثيرة منها عدم إهمال موضوع المغتربين وأهمية إعادة المهجرين لوطنهم والاعتماد على دور المؤسسات الحكومية وعلى المجتمع المدني في التعليم وعدم إهمال دور المنظمات التي تعمل خارج سوريا وأهمية إنشاء أعمال وشركات وفرص عمل لبدء حياة جديدة وإعادة تأهيل البنية التحتية والاستفادة من المصادر المحلية في عملية إعادة البناء ووضع خطة لتأسيس مفهوم المواطنة وحماية الأفراد وحرياتهم وبناء علاقات الثقة بين جميع الأطراف المشاركة في الصراع. كما تطرق المشاركون إلى أهمية نزع السلاح وضمان تمثيل سياسي للجميع وبرامج لتمتين السلم الأهلي والعدالة الانتقالية. وكان هناك شبه إجماع من المشاركين على أولوية الحوكمة والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان. يذكر أن فريق عمل برنامج "الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا" يضمّ خبراءً من مختلف الانتماءات والتوجهات في سوريا، وتساهم فيه مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة. ويسعى البرنامج لإنتاج أجندة وطنية شاملة حول بدائل السياسات الضرورية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحديات الحوكمة في مرحلة ما بعد الازمة، وتطوير شبكات وشراكات بين مختلف الأطراف السورية وبين الشركاء الإقليميين والدوليين لتسهيل العملية الانتقالية بعد انتهاء الأزمة السورية.
arrow-up icon
Feedback