لأنّ التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا تتحقق في غياب الطابع الفني والانساني، استضافت الإسكوا اليوم السيدة ماجدة الرومي، التي تعرفت عن كثب على ماهية اللجنة وعملها. ومن مقرّ اللجنة دعت إلى إيلاء الشباب الاهتمام اللازم باعتبارهم "حصاد المستقبل وأداة التغيير الجذري". كما دعت الشباب العربي إلى اعتبار الفن الراقي جزءاً لا يتجزأ من التنمية المستدامة.
واستهلت الرومي زيارتها بلقاء الدكتورة ريما خلف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، التي أثنت على مكانتها الفنية الراقية وعلى مواقفها الإنسانية والخيرية اللافتة. ووجّهت خلف دعوة إلى الرومي للتعاون مع الإسكوا في مجالات الاهتمام المشتركة، ومنها التخفيف من حدة الفقر ودعم البيئة السليمة من خلال إشراك الشباب بهذه العملية. وقد شارك في اللقاء السيدة سولانج سعادة مُمثلةً منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إذ ان الرومي هي سفيرة "الفاو" للنوايا الحسنة.
ثم توجّهت الرومي إلى مكتبة الإسكوا حيث اطّلعت من السيّد محمّد البقله، مدير المكتبة، على المراجع التي تضمّها منذ تأسيس الأمم المتحدة وكيفية الحصول على المعلومات التي توفّرها وفقاً للأساليب الحديثة التي تخدم الباحثين والطلاّب. واختبرت الرومي بنفسها عملية البحث مع فريق عمل المكتبة الذي رافقها في ما بعد في جولة على أقسامها.
واستمعت الرومي بعد ذلك إلى عرضٍ حول ماهية الإسكوا وبرامجها مع التركيز على التخفيف من حدّة الفقر في لبنان والمنطقة قدّمه السيد أديب نعمه، رئيس قسم أسس الحكم والدولة، في إدارة القضايا الناشئة والصراعات في الإسكوا، وذلك في حضور رئيسة مجلس الموظفين نائلة حداد، التي القت الكلمة الترحيبية، إلى جانب حشد من الموظفين.
وتوجّهت السيدة ماجدة الرومي بكلمةٍ إلى موظفي الإسكوا أثنت فيها على جهودهم وعلى مثابرتهم رغم ما مرّت به الإسكوا من صعوبات منذ تأسيسها وحتى اليوم، وعلى الرغم من الأوضاع غير المستقرة في المنطقة العربية.
ودعت الشباب العربي إلى التحصّن بالعلم والمعرفة لأنّ الجهل يؤدي إلى الفقر، الذي بدوره يشكّل أحد الأسباب الرئيسية للحروب. وحثّت على محاربة الشر بالخير والحرب بالسلم والخلاف بالمصالحة والعنف بالوداعة والتحاور لتحقيق التغيير. وقالت إنّ زرع قيم الفنون الجميلة في نفوس الشباب واجب "لأنّهم إذا كبروا معها، تقودهم إلى عالمٍ اكثر جمالاً وانفتاحاً بعيداً عن الجهل الذي يقود إلى التقوقع والدمار ولأن هذه الفنون أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التنمية المستدامة". كما تمنّت على النساء، ولا سيما الشابات، الإقتداء بالصورة التي تمثلها الأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف، كامرأة عربية استطاعت تحقيق انجازات مشرّفة لأنها وثقت بنفسها وآمنت بطاقاتها.
وفي ختام الزيارة، جالت السيدة ماجدة الرومي على معرض حرفيّ تستضيفه الإسكوا بمناسبة عيد الميلاد، حيث قدّم لها القيّمون على المعرض هدية تذكارية.