الإسكوا تبحث دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مشاريع كفاءة الطاقة
افتتحت اليوم لجنة الأمم المتحدة الإقليمية لغرب آسيا (الإسكوا) اجتماع خبراء لبحث موضوع «الترويج لمشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنفيذ مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة»، وذلك في بيت الأمم المتحدة في بيروت. الاجتماع، الذي يُنظّم برعاية وزير البيئة اللبناني السيد محمد رحّال، يسعى إلى عرض ومناقشة إمكانات تهيئة فرص عمل للشباب من خلال إنشاء وتفعيل مشروعات وأنشطة أعمال صغيرة ومتوسطة لخدمات الطاقة.
وقد تكلّم في الافتتاح كلٌ من الأمين التنفيذي للإسكوا، السيد بدر الدفع، والوزير رحّال، وممثل الاتحاد العربي للشباب والبيئة في لبنان، السيد عدنان حمزة. كما شهد الافتتاح كلمتي الاتحاد العربي للشباب والبيئة، ألقاها السيد مجدي علام، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ألقاها السيد مصطفى عيد.
وقد اعتبر رحّال في كلمته أنّ موضوع الملتقى "من المواضيع الأساسية والضرورية التي يجب أن نعمل عليها في عصرنا هذا للتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية. فالطاقات النظيفة الصديقة للبيئة كالشمس والهواء والمياه تساهم إلى حدٍ كبير في التخفيف من الأزمات البيئية الناتجة عن التغيّر المناخي والمترتبة عن استخدام الطاقات غير المتجددة". ودعا رحّال إلى الاستفادة من الطاقات المتجددة، مثل الشمس، "ففي لبنان هناك حوالي 300 يوم مشمس، وعلينا بالتالي الاستفادة من ذلك التزاما منا بتخفيف انبعاثات الغازات المضرّة بالبيئة وفقاً لمقررات مؤتمر كوبنهاغن الأخير".
وأشار رحّال إلى عمل وزارة البيئة اللبنانية، بالتنسيق مع عدد من الوزارات الأخرى، للتكيف مع تأثيرات التغير المناخي على الثروات الطبيعية، وبصورة خاصة الثروة المائية.
من جهته، قال الدفع: "تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر من نسبة 90 في المائة من مؤسسات الأعمال في المنطقة وتمثل إحدى الدعائم الأساسية في بناء اقتصاد الدول في ضوء ما تحققه من خلق فرص عمل جديدة للشباب وخفض معدلات البطالة وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي". وأضاف أنّ الإسكوا "تعطي أهمية خاصة لتمكين الشباب العربي وإعطائهم الفرص المناسبة للمشاركة الفاعلة في عملية التنمية وتحقيق التكامل الإقليمي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية. فمشكلة البطالة هي من الهموم الأساسية التي تواجه التنمية البشرية المستدامة في المنطقة. وقد جاءت الأزمة المالية في العامين الماضيين لتزيد من حدة هذه المعضلة. وفي هذا الإطار، لم يأت قرار الإسكوا صدفة باعتبار موضوع "الشباب العربي والتحديات والفرص المتاحة" المحور الأساسي لمناقشات دورتها الوزارية السادسة والعشرين التي تعقد في شهر أيار/مايو المقبل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تنفيذ مشروعات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة بشكل فعال في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، خاصة تلك المعنية بالقضاء على الفقر وصيانة البيئة وحمايتها".
ومن جهته، اعتبر حمزة أنّ "موضوع الندوة بالغ الأهمية، حيث أنّ معظم مؤسساتنا في العالم العربي، وإن كانت كبيرة محليا، فهي تعتبر في المعايير العالمية مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم. لذلك فإنّ الترويج لمشاركة هذه المؤسسات هو عملياً الترويج لمشاركة القطاع الخاص في العالم العربي في تحمّل أعباء إيجاد بيئة سليمة في عالمنا، من خلال مساهمتها في مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة".
وتحدّث علاّم عن الأنشطة التي ينفّذها الاتحاد في مجال البيئة، ومنها تنظيم ورش العمل وعقد اجتماعات للخبراء وتنظيم مؤتمرات للجهات المعنية.
أمّا عيد، فقال إن حدة المخاطر على الحياة تزداد كل يوم بفعل "تفاقم الوضع البيئي والتغير المناخي الناجم عن تنامي الأنشطة الاقتصادية وزيادة احتياجات السكان"، معدداّ بعض أنشطة الإسيسكو في مجال المحافظة على البيئة وحمايتها.
تعقد الإسكوا هذا الاجتماع بالتعاون مع الاتحاد العربي للشباب والبيئة، وجامعة الدول العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. الاجتماع، الذي تختتم أعماله في 29 نيسان/أبريل، يطرح مواضيع تتعلق بدور مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية المستدامة، ولا سيما المؤسسات المعنية بكفاءة وترشيد الطاقة. ويناقش دور هذه المؤسسات في حل مشكلة البطالة لدى الشباب، كما يبحث في المشاكل والتحديات التي تواجهها في عملها.
يشارك في الاجتماع ممثلون عن الدول العربية، ومراكز البحوث والجامعات، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.