مؤتمر "الإسكوا" يبحث تعزيز مجتمع المعلومات في المنطقة العربية
دمشق-بيروت، 16 حزيران/يونيه 2009 (الدائرة الإعلامية في الإسكوا) — افتتحت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" مؤتمر" المتابعة الإقليمية لمقررات القمة العالمية لمجتمع المعلومات" ببيانات لافتة ركّزت على التطور الحاصل في بيئة المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية ودعوات إلى تحديث الأهداف الإنمائية للألفية لتتناسب مع التطورات العالمية، لاسيّما الأزمة المالية.
وقد قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، السيد بدر الدفع، إنّ اللجنة الإقليمية تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لتأسيسها، وهي "تبقى صوت المنطقة في الأمم المتحدة والذراع الإقليمي للمنظمة الدولية في المنطقة". وأضاف الدفع أنّه وعياً من "الإسكوا" بأهمية بناء مجتمع للمعلومات في المنطقة لتحقيق التكامل الإقليمي، تعمل اللجنة الإقليمية باعتبارها مركزا للخبرات يدعم البلدان الأعضاء في بناء مجتمع المعلومات. وقال إن هذه العملية تتم عن طريق سن التشريعات؛ تشجيع استخدام الوسائل التي تتيحها التكنولوجيا في القطاعات الحكومية والمؤسسات التعليمية؛ تعزيز مبادرة المحتوى الرقمي العربي الذي لا يتعدى حاليا 0.2 في المائة من مجمل المحتوى العالمي؛ ورصد التقدم نحو مجتمع المعلومات بما في ذلك تطبيق خطة العمل الإقليمية لبناء هذا المجتمع وخطة العمل للإستراتيجية العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للفترة .2007-2012
ثم تحدث وزير الاتصالات والتقانة في الجمهورية العربية السورية السيد عماد الصابوني فقال إن بلاده خطت خطوات كبيرة على طريق بناء مجتمع المعلومات، أسوة بالبلدان التي تسعى إلى مواءمة برامجها الإنمائية في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مع خطوط العمل المعتمدة، وطوّرت في هذا الاتجاه استراتيجياتها الوطنية نحو بناء مجتمع المعلومات العالمي. فقد استكملت بناء مراكز النفاذ المجتمعي في العديد من البلدات السورية والتي وصل عددها إلى 35 مركزاً تقريباً، ومن المزمع أن تصل إلى 80 خلال العامين القادمين. وعلى التوازي مع إقامة هذه المراكز، يستمر بناء مواقع البلدات السورية على الإنترنت ضمن بوابة المعرفة الريفية السورية. كما تستمر سوريا في إنشاء شبكة الاتصالات وربطها بالشبكة العالمية. ويطال التحديث في سوريا مجال بناء القدرات والبيئة التمكينية والحكومة الالكترونية. كما تعمل سوريا في مجال التنوع الثقافي واللغوي على تعزيز استخدام اللغة العربية على الإنترنت وكذلك على تشجيع استخدام اللغة العربية لغة للعلم والتكنولوجيا. وفي هذا السياق، تبنّت وزارة الاتصالات والتقانة في سورية بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية إحدى المبادرات الإقليمية لتنمية التعاون لوضع وتوحيد المصطلحات التقنية العربية في مجال الاتصالات وتعميم استخدامها في المنطقة العربية.
وقد دعا السيد طلال أبو غزالة، رئيس التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية UNGAID، في كلمته الافتتاحية إلى وضع "جدول جديد للأهداف الإنمائية للألفية التي باتت لا تصلح للمستقبل". فبسبب الإخفاق في عدد من الميادين ونظراً للتطورات العالمية الأخيرة كالأزمة المالية العالمية بات من الضروري اقتراح ووضع أهداف جديدة. وقد اقترح أبو غزالة تقسيم هذه الأهداف إلى جزأين، أولهما للبلدان المتقدمة وثانيهما للبلدان النامية. كما دعا إلى استخدام خطاب جديد في هذا الموضوع يتماشى مع التغيرات العالمية فيكون واقعياً وعملياً في الآن نفسه.
ويرمي المؤتمر الذي يستمر حتى 18 حزيران/يونيه إلى تبيّن ما تم تحقيقه في منطقة "الإسكوا" من مخرجات مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات بمرحلتيه في جنيف عام 2003، وتونس عام .2005 ويرمي بوجه خاص إلى تقييم خطة العمل الإقليمية لبناء مجتمع المعلومات في غربي آسيا، والتي كانت "الإسكوا" قد أطلقتها خلال المؤتمر الإقليمي التحضيري الذي عُقد في دمشق أواخر عام 2004 ؛ وتحديث تلك الخطة من خلال إضافة مشاريع جديدة إليها، وذلك حتى عام 2015 ، وهو الموعد الذي سيجري فيه تقييم ما تم تحقيقه من أهداف لبناء مجتمع معلومات على صعيد الأمم المتحدة.
وقد شارك في الجلسة الافتتاحية أيضا مدير مكتب تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات السيد سامي البشير المرشد، وممثل مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة السيد عبد العزيز عابد.
ويشارك في المؤتمر وزراء وواضعو السياسات وصانعو القرار ممن يساهمون في تنفيذ مقررات مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات وخطط العمل الإقليمية والوطنية في البلدان العربية عامة وبلدان "الإسكوا" خاصة. كما تشارك فيه أيضاً مجموعة من الخبراء في سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها وخدماتها، فضلا عن قياديين من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الإقليمية والدولية.
كما تُطلق خلال المؤتمر الشبكة الإقليمية العربية لـ "التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية"، والذي يسعى إلى إيجاد أساليب مبتكرة لتعزيز تسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة التنمية. وقد أطلقت هذه المبادرة في عام 2006 تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، وأقامت لها شبكات إقليمية للخبراء وأصحاب المصلحة لمعالجة المسائل الإنمائية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى الإقليمي ونشر الممارسات المثلى.
تنظم "الإسكوا" هذا المؤتمر برعاية رئيس مجلس وزراء الجمهورية العربية السورية وبالتعاون مع المنسقين الرئيسيين لمؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات - الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو (- وبالاشتراك مع جامعة الدول العربية، والمعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، والتحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، وشركة سيسكو، ومركز البحوث للتنمية الدولية، وشركة مايكروسوفت، والجمعية العملية السورية للمعلوماتية، والشركة السورية للاتصالات ومجموعة طلال أبو غزالة الدولية.