تعزيز المحتوى الرقمي العربي على سلّم الأولويات في "الإسكوا"
)-- شدّد اليوم السيد يوسف نصير، رئيس شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الإسكوا" على أهمّية وجود صناعة للمحتوى الرقمي العربي، وهو الأمر الذي تعمل "الإسكوا" على تطويره وتحفيزه في المنطقة العربية. وقال إنّ صناعة المحتوى الرقمي العربي تواجه معوّقات كبيرة في المنطقة، منها غياب الإستراتيجية الواضحة، وانعدام الاهتمام بالبحث والتطوير واستخدام العربية، بالإضافة إلى ضعف البيئة التمكينية، والنقص في وسائل الاتصالات والحواسيب في مناطق عدّة. كما أنّ الفجوة الرقمية، التي يشكّل عدم وجود محتوى عربي أحد أسبابها، تدفع بالمواطن العربي إلى العزوف عن الإطّلاع على هذا المحتوى. كلام نصير جاء في افتتاح اجتماع الخبراء الذي تنظّمه "الإسكوا" في 29-30 نيسان/أبريل 2008 حول "تعزيز صناعة المحتوى الرقمي العربي في غربي آسيا".
ويشارك في الاجتماع مدراء حاضنات الأعمال في عدد من البلدان الأعضاء في "الإسكوا"، إضافة إلى خبراء في ميدان المحتوى الرقمي من مؤسسات أكاديمية منتقاة، يناقشون عدداً من الدراسات التي أعدتها "الإسكوا" بالتعاون مع خبراء في المنطقة لتطوير صناعة المحتوى الرقمي العربي. وتستعرض هذه الدراسات واقع المحتوى الرقمي العربي وتقييم احتياجاته، ونماذج لخطط العمل والشراكة في صناعة المحتوى الرقمي العربي، ومتطلبات الاحتضان من حيث البنى الأساسية والتدريب.
وقال نصير في كلمته الافتتاحية إنّ العوامل المحفّزة للمحتوى العربي وصناعته، وإن لم تكن كافية، لا تغيب بشكل كامل، إذ تستخدم قاعدة عريضة من الأشخاص اللغة العربية، منها ما يفوق 300 مليون شخص في المنطقة العربية وحدها، وهذا العامل كفيل بتشجيع تنمية هذه الصناعة. كما أنّ المحتوى الرقمي العربي يتضاعف بشكل ملحوظ في بعض البلدان العربية، كسوريا مثلاً، حيث تضاعف 160 مرّة خلال فترة لا تزيد عن سنتين، أو في الكويت حيث تضاعف 58 مرّة خلال المدّة ذاتها. غير أنّ التقدّم ما يزال خجولاً وغير كافٍ. ومن هنا انطلقت مبادرة "الإسكوا" للمساهمة في بناء هذه الصناعة وتوطيدها.
إدلبي
وبعد الجلسة الافتتاحية، تكلّمت السيدة نبال إدلبي، رئيس فريق عمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتنمية، التي قالت إنّ "الإسكوا" بدأت بالعمل على هذا الموضوع منذ العام 2003، حين أطلقت مبادرة المحتوى الرقمي العربي وأصدرت دراستين في هذا الصدد، كما نظّمت ورشة عمل افتراضية في العام 2007، وأطلقت في العام نفسه مشروع "تحفيز صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال الحاضنات التكنولوجية".
وأضافت إدلبي أنّ المشروع يصبو إلى زيادة التوعية بأهمية صناعة المحتوى العربي في منطقة "الإسكوا" وزيادة ريادة الأعمال في هذا المجال، بالإضافة إلى زيادة المحتوى الرقمي بحد ذاته مما يوفّر فرصاً للاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويفتح سوقاً هامّة وفرص عمل للشباب، ناهيك عن المساعدة التي يوفّها في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وذكرت أنّ أنشطة المشروع تضمّ مسابقات للمحتوى الرقمي العربي بالتعاون مع الحاضنات، إلى جانب تنظيم حملات توعية حول الموضوع وإعداد الدراسات والتعاون مع الجهات المعنية.
ومن المتوقّع أن يفضي الاجتماع إلى إنشاء عدد من الشراكات مع حاضنات أعمال منتقاة لتنفيذ أنشطة المشروع بالتعاون مع "الإسكوا" التي تتضمن بشكل أساسي احتضان مشاريع في المحتوى الرقمي العربي تنتقى على أساس تنافسي. وسوف يتم تشجيع خريجي الجامعات ورواد المشاريع للمشاركة في المنافسة عبر مشاريع ذات مواضيع متنوعة وذات صلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية كالحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والمحتوى الثقافي والإعلامي والصحي والعلمي.
تجدر الإشارة إلى أنّ "الاسكوا" هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة. وهي تشمل 13 بلداً عضواً: المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق وسلطنة عمان وفلسطين ودولة قطر ودولة الكويت والجمهورية اللبنانية وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية. وتهدف "الاسكوا" إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي.