وزير الزراعة اللبناني يفتتح ورشة عمل للإسكوا حول تعزيز الإنتاج الزراعي المستدام
عقدت الإسكوا اليوم ورشة عمل حول "معايير الاستدامة الطوعية لتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام، وجودة الأغذية وسلامتها، وحماية البيئة والتجارة في المنطقة العربية"، وذلك في بيت الأمم المتحدة في بيروت. عقدت الورشة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وبرعاية وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن، وشهدت جلستها الافتتاحية كلمات لكل من الوزير اللبناني، ونائب الأمينة التنفيذية للإسكوا نديم خوري، والمدير القطري في لبنان وسورية للوكالة الألمانية للتعاون الدولي توماس إنغلهارت.
أعرب الحاج حسن في كلمته عن أهمية موضوع الورشة ومدى حيويته على المستوى العالمي، لاسيّما في ظل التحديات السياسية والاقتصادية المتسارعة التي تواجه العالم. وقال إن عدد سكان العالم اقترب من سبعة بلايين نسمة، وإن الثقافة الاستهلاكية لدى الجميع تغيرّت وأصبح نمط الاستهلاك ضاغطاً، مما يؤدي إلى تنافس سياسي واقتصادي على حدّ سواء. وأضاف أنه بعد سنوات من استثمار الموارد الطبيعية في القرن العشرين وصلنا اليوم إلى مرحلة استشعر فيها العالم كله بالخطر، ومن هنا يتعين إيجاد نظم اقتصادية مستدامة ومراعية للبيئة وعادلة اجتماعياً. وقال الوزير إن الموضوع سياسي بالدرجة الأولى ولذلك يجب الارتقاء بهذه المعايير من الطوعيّة إلى الإلزامية في هذا العالم المأزوم. وتساءل هل يُفترض أن يسمح بانبعاث الغازات الدفيئة من جهة، وقطع الغابات من جهة أخرى؟ مضيفاً أن هذا ما يحصل في لبنان والمنطقة التي باتت تشهد تصحراً وتزايداً اقتصادياً في الوقت نفسه.
ثم قال خوري في كلمته إن تحقيق الجودة والسلامة في عملية الإنتاج يمثل تحدياً متصاعداً في جميع أنحاء العالم، مضيفاً أن هذا الأمر يتّسم بأهمية خاصة في سياق العولمة التي يشهدها العالم والتقدم التكنولوجي المطرد. وأشار إلى أن معايير الاستدامة الطوعية هي أدوات للتحقق من السلع والخدمات السليمة اجتماعياً والمراعية للبيئة، وأنها تؤدي دوراً متزايد الأهمية في التجارة العالمية والوصول إلى الأسواق. وأوضح نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا أن تطبيق هذه المعايير لا يزال دون المستوى المطلوب نسبياً في المنطقة العربية، مع أنها يمكن أن توفر للدول سبلاً جديدةً تساعد في مكافأة المنتجين في المنطقة على حسن أدائهم الاجتماعي والبيئي من خلال الوصول إلى أسواق تتخطى الحدود الوطنية والإقليمية. واختتم قائلاً إنه حان الوقت لتشجيع الجهات العربية المعنية على المشاركة في وضع هذه المعايير وتطبيقها لئلا تتخلف هذه المنطقة عن مواكبة التطور الحاصل في هذا المجال، في القطاع الزراعي والمناطق الريفية النائية.
من جهته، قال إنغلهارت إن المجتمع الدولي يواجه ضغوطاً متزايدة لضمان التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي المستدام، وذلك بسبب مشاكل تغيّر المناخ. وأضاف أنه على الرغم من أن النتائج الملموسة للمناقشات حول النمو المستدام غير مرضية، هناك نتيجة واحدة واعدة وهي المتعلّقة بمعايير الاستدامة الطوعية. وأشار إلى أن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي مسرورة لتضافر جهودها مع جميع الشركاء، لاسيّما الإسكوا والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية والحكومات الوطنية، من أجل تعزيز تنمية معايير الاستدامة الطوعية. وقال إن الوكالة تولي أهمية للأسواق والأثر المفيد لتنظيمها بشكل جيّد ومن خلال الارتكاز على أسس الإدارة المستدامة واعتبارات الإنتاج. وختم قائلا إن تعزيز الشراكة في مجال معايير الاستدامة الطوعية يسهم في التنمية المستدامة والإنتاج.
تتمحور المواضيع الرئيسية للورشة حول استعراض مفهوم معايير الاستدامة الطوعية وتأثيرها على السياسات في المنطقة؛ مناقشة التحديات والفرص التي تواجه اعتماد معايير الاستدامة الطوعية في المنطقة؛ استعراض تطبيق معايير الاستدامة الطوعية في المنطقة من خلال دراسات حالة محددة؛ مناقشة احتمال تبسيط إدخال معايير الاستدامة الطوعية في المنطقة وتحديد الخطوط العريضة لكيفية المضي قدماً.