يواجه قطاع الزراعة في لبنان، وبخاصة التعاونيات الصغيرة التي تعمل في مجال تصنيع الأغذية، تحديات كثيرة تتعلق باستدامة الإنتاج والتسويق، وضمان جودة المنتج. في هذا السياق، نظّمت الإسكوا على مدى أربعة أيام في تموز/يوليو ورشة عمل تدريبية حول "التكنولوجيات الزراعية الخضراء" في بلدة قب الياس البقاعية، شاركت فيها تعاونيات نسائية محلية تعمل في القطاع الزراعي والغذائي في لبنان.
في كلمتها، قالت مسؤولة قسم سياسات الغذاء والبيئة في الإسكوا ريم نجداوي "إن الهدف من هذه الورشة التدريبية هو تعزيز قدرات التعاونيات المحلية العاملة في القطاع الزراعي والغذائي في منطقة البقاع من أجل تحسين إنتاجها واستكشاف إمكانية صناعة منتجات غذائية جديدة مطلوبة في السوق بما يساهم في ضمان استدامة ومرونة قطاع الإنتاج الزراعي".
شاركت في الورشة سيدات من تعاونيات زراعية من البقاع الغربي والأوسط في لبنان متخصصة بالتصنيع الغذائي، تعرّفن إلى خمس تكنولوجيات زراعية خضراء تعزز الاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية وتحسن إنتاج القطاع الزراعي. وتشمل هذه التكنولوجيات حصاد مياه الأمطار، والأسمدة الخضراء، والتصنيع الغذائي، والحفظ البيولوجي للأغذية.
وقد اعتبر رئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم أنّ "ما تقوم به الإسكوا هو مشروع رائد، والمطلوب من كافة الجهات الفاعلة الاستمرار بمساعدة المنتج والمصنّع على تطوير هذه الصناعات المهمة".
إلى ذلك، استعرضت الورشة تطبيقات المجففات الشمسية ومتطلباتها الفنية كتقنية تجفيف خضراء بديلة قد أثبتت فعاليتها في انتاج منتجات ذات جودة عالية. كما تطرقت الورشة إلى موضوعات أخرى مهمة للإنتاج الغذائي تتعلق بسلامة الغذاء، والتسويق، والابتكار والإبداع، وتطوير الأعمال.
نظمت الإسكوا الورشة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبلدية قب الياس والمعهد الفني للصناعات الغذائية في قب الياس و"جمعية سوا للتنمية" في قب الياس، وذلك ضمن مشروع "تعزيز مرونة واستدامة القطاع الزراعي في المنطقة العربية" بهدف بناء القدرات الوطنية في هذا المجال في كلّ من الأردن وفلسطين ولبنان، وتتضمن تطوير مواد تدريبية وتنفيذ أنشطة بناء قدرات وتعزيز استدامة سلسلة القيمة الغذائية على المستوى الوطني في البلدان المعنية.