أخبار

17 يونيو 2008

اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف

تتهدد العالم أخطارأً طبيعية طارئة لها أن تشكّل مفترق طرق في التاريخ. ويشكل التصحر أحد هذه التحديات التي  تحدق بالعالم بأسره، ولا سيما المنطقة العربية، وهو يتطلّب عملاً مشتركاً وسريعاً من أجل الحد من آثاره أو وضع حدٍ له.
في العام 1994، أعلنت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يوم 17 حزيران/يونيو من كل عام "اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، من أجل نشر الوعي بالمشكلة وبضرورة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من جفاف قاس و/أو تصحّر. ويشكّل هذا اليوم تحذيراً بالأخطار الموجودة وتذكيراً بالعمل المطلوب لمحاربتها.
الرياح العربية
وفقاً للمؤتمر الإقليمي حول قضايا تدهور الأراضي في المنطقة العربية، الذي نظّمته "الإسكوا" في 30 تشرين الأول/أكتوبر -1 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 في القاهرة، مصر، تعاني معظم الأراضي في المنطقة العربية بمستويات مختلفة من التصحر، وذلك لأسباب مختلفة. وتعدّ نتائج التصحر خطيرة جداً على الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية. ويقع 90 بالمائة من مجمل الأراضي العربية في مناطق قاحلة أو قاحلة للغاية. كما أنّ موارد التربة جديدة التكوين وفقيرة التنمية والخصوبة، فضلاً عن أنها معرّضة لمختلف عوامل التدهور. أما موارد المياه فشحيحة وتمثّل إحدى أعظم العقبات أمام التنمية المستدامة.
وتتضمن عوامل التصحر في المنطقة العربية عوامل التعرية وخسارة المغذيات وزيادة نسبة الملوحة في الأراضي المنتجة والإفراط في الرعي وتوسّع المدن والتلوّث، من بين عوامل أخرى. ويؤدي تضافر هذه العوامل إلى استنزاف التربة، والتقليص من إنتاجية معظم الأراضي. كما يؤدي إلى خسارة الغطاء النباتي الطبيعي والتنوع البيولوجي.  
موضوع العام 2008: خطة للإصلاح
بذلت السلطات المحلية والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والإقليمية في العالم العربي جهوداً كبيرة خلال العقدين الأخيرين من أجل مكافحة التصحر. وتركّز العمل على دعم المعاهدات الدولية الرامية إلى محاربة التصحر ووضع الخطط العملية لتنفيذها وتعزيز استخدام التقنيات الجديدة من أجل تقييم التصحر ومراقبته والمحافظة على الغطاء النباتي والموارد المائية، إلخ. إنما لا زالت هذه الجهود التي تستحق الثناء، غير كافية ويجب فعل المزيد.
وتتضمن مبادرات الحل الجديدة العودة إلى الطرق الزراعية القديمة. وتتمثل إحداها بـ"مكافحة تدهور الأراضي لخدمة الزراعة المستدامة"، الموضوع المختار من أجل الاحتفال بهذا اليوم في العام 2008. فالأمم المتحدة تدعم الزراعة المستدامة باعتبارها سبيلاً لتغيير الآثار السلبية على التربة وإيقاف زحف التصحر.
يعرّف موقع الأمم المتحدة المعني بهذا الموضوع الزراعة المستدامة على أنها قدرة المزرعة على إنتاج الغذاء إلى ما لا نهاية، دون إلحاق الضرر بسلامة النظام البيئي. وهذا الموضوع ذو وجهين، أحدهما ذو طبيعة فيزيوبيولوجية تتعلق بالآثار البعيدة المدى لعدة ممارسات وعمليات أساسية من أجل إنتاج المحاصيل. وثانيهما ذو طبيعة اجتماعية واقتصادية تتعلق بالقدرة البعيدة المدى للمزارعين للحصول على مدخلات وإدارة الموارد كاليد العاملة مثلاً.  
تشكّل السنوات الـ20 إلى 50 المقبلة فترة  حرجة بالنسبة للعالم. إذ تتسبب السرعة التي تسير وفقها عملية التنمية بازدياد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وارتفاع مستوى مياه البحر وذوبان الجبال الجليدية وتوسّع رقعة التصحّر، حسبما حذّر خبراء البيئة.
إنّ هدف المستقبل هو بناء شراكة عالمية من أجل محاربة التصحر وتدهور الأراضي ووضع حدٍ لهما، ومن أجل التقليص من آثار الجفاف في المناطق المصابة به من أجل تعزيز التقليص من حدة الفقر والاستدامة البيئية.   
arrow-up icon
تقييم