يرتدي تعزيز الموارد المائية أهميّة خاصة في منطقة "الاسكوا"، التي تعدّ من المناطق القاحلة إلى الشبه قاحلة. وتعتبر 10 بلدان من أصل 13 بلداً في منطقة "الاسكوا" من بين أفقر 15 بلداً في العالم فيما يتعلّق بالموارد المائية. إذ لا يحصل سكّان هذه المنطقة، وهم يشكّلون 2.5 بالمائة من سكان العالم، سوى على أقلّ من 0.4 في المائة من منسوب الموارد المائية المتجدّدة سنوياً. وتعدّ مسألة المياه بالتالي في صلب الصراعات التي تعصف بالمنطقة، ولا سيّما أنّ 80 بالمائة من الموارد المائية تأتي من خارجها، مما يفتح الباب أمام احتمال اندلاع الإشكالات بين البلدان المتجاورة. ويزداد الطلب على المياه في هذه المنطقة بسبب الزيادة السكّانية فيها، والمنافسة بين القطاعات المنتجة عليها.
كما يشكّل النقص في الصرف الصحي معضلة أخطر في المناطق الريفية والحضرية على حدٍ سواء في المناطق ذات الدخل المنخفض في "الاسكوا". ففي بعض المناطق، يعاني حوالي 80 بالمائة من السكان من غياب المرافق الصحية الأساسية، مّما يتسبّب في أغلب الحالات في انتشار الأمراض التي تنتقل عبر الماء. وأوّل المعرّضين للإصابة بهذه الأمراض هم النساء والأطفال.
وتضطلع "الاسكوا" بدور في العمل مع بلدان المنطقة على ترشيد استخدام المياه وتشجيع التعاون والتنسيق بين البلدان التي تقع على حوض الأنهار أو البحار في مسألة المياه المشتركة، ودعم المبادرات الإقليمية وغيرها الرامية إلى بناء القدرات ورفع درجة الوعي بالقضايا المتعلقة بإدارة الموارد المائية المتكاملة، ونشر تقنيات جديدة في تحلية المياه.
وقد عملت "الاسكوا" في هذا المجال على وضع دراسات حول المياه الجوفية المشتركة في شبه الجزيرة العربية، وبين سوريا والأردن وفي حوض النهر الكبير بين سوريا ولبنان. كما تنسّق الجهود من أجل نشر الوعي حول فضّ النزاعات والخلافات في البلدان الأعضاء، وبناء الثقة وتحسين مهارات التفاوض حول الموارد المائية المشتركة.
من جهة أخرى، شاركت "الاسكوا" في تأسيس الشبكة العربية للإدارة المتكاملة للموارد المائية التي تجمع الخبراء الإقليميين في مجال المياه، لنشر أفضل الممارسات في مجال استخدام الموارد المائية. وقد وصل عدد الأعضاء في هذه الشبكة إلى 124 مركزاً ومؤسسة بحثية وجامعة في العالم العربي. وأسّست "الاسكوا" كذلك، بالتعاون مع وكالة التعاون الفني الألماني، الجمعية العربية لمرافق المياه، التي تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي في مجال المياه وخدمات الصرف الصحي، وتبادل الخبرات الرامية إلى تحسين فعالة استخدام المرافق المائية وتسهيل التواصل بين المسؤولين على المستوى الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، تضع "الاسكوا" الدراسات والتقارير حول الموضوع، التي كان آخرها تقرير التنمية المائية الثاني "وضع الموارد المائية في منطقة الاسكوا"، التي تعنى بتقييم الوضع المائي في بلدان "الاسكوا"، وتضع توصيات خاصّة بترشيد استخدام الموارد المائية، لكي لا تتفاقم معضلة ندرة المياه وتؤثّر سلباً على مستقبل المنطقة وشعوبها ككلّ.
للإطّلاع على التقرير: http://www.escwa.un.org/information/publications/edit/upload/sdpd-07-6-e.pdf
