للسنة الثالثة على التوالي، شاركت الإسكوا في تنظيم المنتدى السنوي للمحتوى الرقمي العربي بالتعاون مع المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية وبرعاية كريمة من جامعة الدول العربية. وقد استضافت فعاليات المنتدى لهذه السنة هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات العربية المتحدة حيث تم تنظيمه في دبي يومي 19 و20 تشرين الأول/أكتوبر 2015 تحت عنوان " المحتوى العربي في عصر التحولات الرقمية الكبرى".
افتتح أعمال المنتدى السيد حمد المنصوري، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات، حيث رحب بالمشاركين مبيناً أهداف المنتدى وإطار الجلسات والنقاشات وما تقوم به الإمارات العربية المتحدة من مبادرات لتعزيز اللغة العربية. تلى ذلك كلمات افتتاحية ألقاها كل من السيد خالد فودة، مدير تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات - ممثلاً جامعة الدول العربية، والسيد ابراهيم الحداد المدير الاقليمي للمكتب الاقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، والسيدة نبال إدلبي رئيسة قسم الابتكار في إدارة التكنولوجيا من أجل التنمية - ممثلة الإسكوا.
وقد أكدت السيدة إدلبي في كلمتها الافتتاحية على الحاجة الملحة لإثراء المحتوى الرقمي العربي ذي الجودة العالية. كما بينت الرابط ما بين أنشطة الإسكوا في المحتوى الرقمي العربي وأولويات القمة العالمية لمجتمع المعلومات بعد مضي عشر سنوات (WSIS+10) وكذلك خطة التنمية 2030. وأشادت بدور المنتدى كمنصة تجمع مختلف الفرقاء المعنيين بتطوير المحتوى الرقمي العربي لتبادل المعرفة والخبرات وتنسيق الجهود.
وقد تضمن المنتدى أربع جلسات رئيسية تمحورت حول واقع وطموحات صناعة وإدارة المحتوى الرقمي العربي، والمحتوى العربي في عصر التطورات التكنولوجية الحديثة، والبحوث والتطوير والابتكار كركائز عصرية لتنمية المحتوى الرقمي العربي، وفرص وتحديات المحتوى الصحفي بين البيئتين التقليدية والرقمية. كما جرى خلال فعاليات المنتدى إطلاق دراسة الإسكوا "الارتقاء بجودة المحتوى الرقمي العربي" وكذلك استعراض الإطار المرجعي للمنتدى السنوي للمحتوى الرقمي العربي الذي وضعته الأمانة الفنية لجامعة الدول العربية.
وقد نظمت الإسكوا الجلسة الثالثة في المنتدى التي عالجت موضوع البحوث والتطوير والابتكار كركائز عصرية لتنمية المحتوى الرقمي العربي وضرورة تنسيق الجهود التي تتم على مستوى المؤسسات الأكاديمية والبحثية من جهة، وحاجات السوق والإنتاج الصناعي من جهة أخرى. وقد شارك في هذه الجلسة خبراء من الجامعات، والمؤسسات البحثية، والقطاع الخاص حيث تطرقت العروض إلى أدوات معالجة اللغة العربية من المنظور البحثي ومنظور المنتجات التجارية المتوفرة. إضافة إلى بعض قصص النجاح في ترقيم التراث العربي.
اختتمت أعمال المنتدى بمجموعة من التوصيات تم استقاؤها من الجلسات والنقاشات حيث أكدت على أهمية الاستمرار في التوصيات التي صدرت عن المنتدى في نسخته الثانية التي عقدت في القاهرة عام 2014. أما أبرز التوصيات، فهي على الشكل التالي: التأكيد على أهمية التنسيق والتكامل على مستوى الدول العربية ووضع خارطة طريق لتطوير المحتوى الرقمي العربي وصناعته، أهمية تطوير استراتيجيات وطنية للمحتوى العربي والعمل على إعداد خطط عمل خاصة بها، تشجيع المبادرات التحفيزية كالجوائز والمسابقات التي تعنى بتشجيع الابتكار في تطوير المحتوى الرقمي العربي، وتحفيز التعاون العربي/العربي في مجال البحث والتطوير الخاص بمعالجة اللغة العربية، إيلاء أهمية خاصة لصحافة المواطن وتكريس المناهج العلمية لها، العمل على زيادة التفاعل بين مؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص لتسويق نتائج البحث العلمية وجعلها منتجات فعلية، ودعم شركات الأعمال الناشئة في هذا المجال، وكذلك تشجيع المؤسسات البحثية على نشر نتائج أعمالها.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء العرب للاتصالت والمعلومات في جلسته الثامنة عشرة التي عقدت في القاهرة عام 2014، دعا الإدارات العربية المعنية إلى تكثيف مشاركتها في فعاليات المنتديات القادمة التي من شأنها تشجيع المبادرات والمشاريع التي تعمل على تنمية المحتوى الرقمي العربي، كما أوصى بالتنسيق مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بخصوص المنتدى السنوي.
يمكن الاطلاع على جدول الأعمال والعروض التقديمية على موقع المنتدى الذي قامت بتصميمه واستضافته هيئة تنظيم الاتصالات كموقع رسمي للمنتدى: http://arabiccontentforum.org