شهد العقد الماضي صراعات واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة العربية، مما ألحق الضرر بالمشهد الثقافي الغني وقوّض الأمن البشري وآفاق التنمية المستدامة في هذا الإطار، أطلقت الإسكوا بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية وجامعة الدول العربية وصندوق الأمم المتحدة الاستئماني للأمن البشري تقريرًا إقليميًا حول "تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول المتأثرة بالنزاعات في المنطقة العربية".
بوحي من الركائز الخمسة الواردة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، يسلط التقرير الضوء على إطار العمل المتكامل لرصد أهداف التنمية المستدامة في الدول التي تواجه تحديات معقدة ومتكررة. ويشمل الدول الأعضاء التي تشهد نزاعًا، وتلك الخارجة من نزاع، والمتأثرة به مثل الأردن والسودان وسوريا والصومال والعراق ولبنان وليبيا واليمن.
ويعكس التقرير التزامًا وحرصًا على الشمول والشراكة، إذ إنه ثمرة مشاورات مكثفة دامت أكثر من عامين مع الهيئات الحكومية، وصانعي السياسات، ووكالات الأمم المتحدة ومكاتب المنسقين الأمميين المقيمين، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، والوسط الأكاديمي، وغيرها من الجهات المعنية.
في هذا السياق، شدّد مدير مجموعة الحوكمة ودرء النزاعات في الإسكوا طارق علمي على أنّ الترابط الملحوظ بين التنمية والسلام والعمل الإنساني يجب أن يدعم الاستجابة للأزمات المتداخلة في المنطقة فالعمل المشترك بين جامعة الدول العربية والمنظمات الأممية الثلاث يدل على أهمية الشراكات لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة.
وأضاف:" تؤكد الإسكوا التزامها بدعم الدول العربية لتسريع وتيرة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول".
ويتضمن التقرير أمثلة وأدلة عن الدروس المستفادة والتجارب الناجحة في إحداث تحول يجلب أكبر قدر من السلام والازدهار. كما يوفر التقرير مخزونًا واسعًا من الأطر القائمة حاليًا لتعزيز الاستجابات لسد الثغرات وإيجاد الفرص. ويركّز على تبني نهج تحوّلي يركّز على الأمن البشري ويمثل فرصة لوضع خطة عمل شاملة يمكن أن تترجمها الحكومات إلى سياسات وطنية تتوّج بإحداث تحسينات ملموسة تطال حياة الملايين في المنطقة العربية.