استثمار 40 بليون دولار إضافية سنويا في قطاع الغابات سيقلص بمقدار النصف معدلات إزالة الغابات بحلول عام 2030 ويرفع معدلات زراعة الأشجار بنسبة 140 في المائة بحلول عام 2050 ويحفز على توفير الملايين من فرص العمل الجديدة. كانت تلك من بين النتائج الرئيسية لتقرير عن الغابات صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أطلقه اليوم فريق الأمم المتحدة الإعلامي في مؤتمر صحفي في بيروت بمناسبة يوم البيئة العالمي 2011. قدمت ميشلين متى من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا عرضا يلخص النتائج الرئيسية للتقرير الذي يحمل عنوان "الغابات في اقتصاد اخضر". والتقرير الذي يتألف من ستة أقسام يعرض مساهمات الغابات ووضعها الراهن ودورها في الاقتصاد الأخضر والاستثمار في قطاع الغابات وتوصيات بشأن السياسات العامة المتعلقة بالغابات في الاقتصاد الأخضر، وبعضاً من قصص النجاح بالإضافة إلى جوانب أخرى. يربط التقرير تقدم ورفاه الإنسان بوجود الغابات، التي "تحقق استقرار المناخ العالمي وتوفر الموائل للتنوع البيولوجي". وعددت متى قيمة بعض الخدمات التي توفرها الغابات، بما في ذلك التغذية والطاقة. ورغم أن التقرير أوضح أن عملية إزالة الغابات تقلصت، غير أنه تتم سنويا إزالة 13 مليون هكتار من الغابات الاستوائية مما يسبب عواقب وخيمة على تغير المناخ من حيث زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وقالت متى إن الغابات تشكل "صلة وصل حيوية في التحول إلى الاقتصاد الأخضر، فهي تعزز التنمية المستدامة والقضاء على الفقر في إطار سعينا إلى السير نحو مستقبل منخفض الكربون وأكثر إنصافا". وأضافت قائلة: "يتم سنويا استثمار نحو 64 بليون دولار أمريكي في قطاع الغابات، تنفق نسبة 28 في المائة منها على إدارة الغابات ويصرف الباقي على تصنيع منتجات الغابات والاتجار بها". يحث التقرير الحكومات والمجتمع الدولي على إجراء إصلاحات في مجال السياسات العامة من اجل إيجاد الحوافز والاستثمارات في الغابات. ودُعيت أيضا المؤسسات التجارية والمالية إلى تشجيع الاستثمار في القطاع الحرجي. وفي كلمة افتتاحية، أعرب مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي، الذي يرأس الفريق الإعلامي، عن الأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة في يوم البيئة العالمي من حفز أكبر عدد ممكن من الأشخاص، هنا في لبنان وفي المنطقة العربية وفي كل مكان، على أداء أدوار فعالة للتغيير نحو حماية وتحسين البيئة. وأضاف قائلا: "لقد ثبت بالأدلة القاطعة أنه بدون بيئة صحية لن تتمكن الشعوب والمجتمعات من تحقيق تنمية مستدامة لها وللأجيال المقبلة". وقال القوصي إن يوم البيئة العالمي لا يقتصر على الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات والمجتمع المدني، وإنه لا معنى حقيقي لهذا اليوم دون أدوار فعالة ونشطة للأفراد في طائفة واسعة من نشاطات حماية البيئة. وقال مدير المركز: "إننا نأمل أن يزداد الإجلال والاحترام للغابات بين كل المجتمعات، وأن يتم التشجيع على إنفاق الأموال عليها من أجل الحفاظ على هذا المورد الطبيعي الفريد والنادر. دعونا نعمل على إعطاء هذه الأرض فرصة حقيقية. فوجود بيئة نظيفة وغير ملوثة أمر ضروري لبقائنا". يتصادف يوم البيئة العالمي هذا العام مع إعلان الأمم المتحدة عام 2011 السنة العالمية للغابات، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الصلات الحاسمة بين الغابات والتحول إلى اقتصاد أخضر. وقد حضر إطلاق التقرير في بيت الأمم المتحدة في بيروت ممثلون لعدد من المنظمات غير الحكومية البيئية الفاعلة في لبنان. وشاهد المشاركون فيلمين وثائقيين حول الغابات من إنتاج برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتم الاتفاق في نهاية المناقشات على عقد اجتماع تنسيقي قريبا بين مسؤولين في الإسكوا يسعون إلى تحقيق هدف الاقتصاد الأخضر وجماعات المجتمع المدني ذات الصلة في لبنان بغية تعزيز الجهود الوطنية من أجل حماية البيئة.