استضافت دبي مناقشات حول أجندة التنمية المستدامة في المنطقة العربية، من خلال "اجتماع التنفيذ الإقليمي العربي"، الذي عُقد يومي 29 و30 أيار/مايو في مقر أكاديمية شرطة دبي. وقد نظّمت الإسكوا الاجتماع بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووزارة البيئة والمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمكتب الإقليمي لغرب آسيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسة زايد الدولية للبيئة. وشارك في الاجتماع ممثلون عن البلدان العربية والمنظمات الإقليمية والدولية وخبراء وممثلون عن مجموعات رئيسية من المجتمع المدني ونخبة من المعنيين بموضوع البيئة والتنمية.
وقد اختُتم الاجتماع بـ"وثيقة دبي للتنفيذ الإقليمي العربي لمخرجات ريو20". وانطلاقا من التزامهم بالتنمية المستدامة في المنطقة العربية ومن مبدأ أنّ الإنسان محور التنمية، أكّد المشاركون التزامهم بالعمل على تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، كما أكدوا على ضرورة أن تكون مبادئ قمة ريو +20، وخاصة المبدأ السابع بشأن المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، هي الأساس لأي اتفاقيات متعلقة بالتنمية المستدامة، وعلى مفهوم الحق في التنمية لجميع الشعوب والفئات وأن يكون ذلك وفقاً للأولويات الوطنية وأن يؤدّي ذلك إلى توفير مستوى معيشة لائق وكريم للجميع. وقد ورد ضمن التوصيات التي تضمنتها الوثيقة العمل على تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية وفقاً للإمكانات المتاحة وبما يتوافق وتصوّرات المنطقة لتحقيق ذلك؛ ودعوة البلدان العربية إلى تنويع مصادر الطاقة بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق التنمية المستدامة؛ وإعطاء الأولوية للبرامج التي تستهدف الفئات الفقيرة والمهمشة.
وقد اعتبرت مديرة إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في الإسكوا رلى مجدلاني في افتتاح الاجتماع أن المنطقة العربية تواجه "تحديات معقدة ومترابطة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبيئي، مما يدعو إلى إتباع مقاربة لتطوير سياسات متكاملة وملائمة لظروف المنطقة." وعدّدت مجدلاني بعض هذه التحديات، فذكرت "الشح الذي تشهده المنطقة في المياه العذبة وانحسار وتدهور الأراضي الصالحة للزراعة، والتهديدات التي تواجهها المنطقة في أمنها المائي والغذائي وأمن الطاقة،" مضيفةً أنّ الدول العربية تواجه تحديات تتمثل في توفير فرص اقتصادية وفرص عمل للشباب، وكذلك في تأمين الخدمات الأساسية لسكان المدن التي تشهد نمواً مطّرداً.
وأضافت مجدلاني أنّ مخرجات ريو +20 توفّر "فرصة واعدة لمواجهة هذه التحدّيات المترابطة من خلال منظور تنموي يكون محوره رفاهية الإنسان والمحافظة على البيئة ومواردها المحدودة."
وقد سعى اجتماع التنفيذ الإقليمي العربي إلى توفير منبر للتباحث حول المخرجات الرئيسية لمؤتمر ريو+ 20 وآثارها على أجندة التنمية المستدامة في المنطقة العربية؛ وتحديد ومناقشة أولويات تنفيذ مخرجات مؤتمر ريو+ 20 حسب أولويات واحتياجات التنمية المستدامة للمنطقة العربية. وسوف يُرفع التقرير النهائي للاجتماع إلى الدورة العشرين للجنة التنمية المستدامة، كمساهمة من المنطقة العربية بشأن متابعة مخرجات مؤتمر ريو+