1-2 كانون الأول/ديسمبر 2021
اجتماع فريق الخبراء

نهج العلاقة الثلاثية في مناطق النزاعات والبيئات الهشة

المكان
  • فندق روتانا، عمّان، الأردن
للاتصال
شارك

تنظم الإسكوا اجتماعاً لفريق خبراء حول نهج العلاقة الثلاثية بين المساعدة الإنسانية والتنمية والسلام. يسعى الاجتماع إلى تعزيز المؤسسات الوطنية ونظم الحوكمة لتمكينها من الانتقال من مرحلة الاعتماد على المساعدة الإنسانية إلى مرحلة التنمية المستدامة وبناء السّلام. ويركّز على تحسين القدرات المؤسسية وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة الوطنية في مجموعة من البلدان الأعضاء هي الجمهورية العربية السورية، والسودان، والصومال، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، وموريتانيا، واليمن.

ويهدف الاجتماع إلى:

  1. تقييم الفرص والتحديات المتعلقة بتطبيق نهج العلاقة الثلاثية في مجموعة مختارة من البلدان المتأثرة بالنزاعات وأقل البلدان نمواً
  2. وضع مبادئ إرشادية للحكومات (وأصحاب المصلحة المعنيين) بشأن تفعيل النهج
  3. بناء القدرات المؤسسية للحكومات على تطبيق النهج في مراحل النزاع وما بعد النزاع والتعافي.

الوثيقة الختامية

قام اجتماع فريق الخبراء هذا بتقييم الفرص والتحديات التي تواجه تنفيذ نهج المقاربة الثلاثية في البلدان المستهدفة. كما ناقش المسارات المحتملة للحكومات بشأن تفعيل هذا النهج. علاوة على ذلك، ركزت المناقشة بشكل رئيسي على بناء القدرات المؤسسية للحكومات من أجل تنفيذ هذا النهج في البيئات الهشة، ومراحل النزاع وما بعد النزاع.

تمّ الاتفاق على ضرورة توفير فهم أفضل للتعريف والإطار المفاهيمي للمقاربة الثلاثية؛ فالآليات المالية الحالية محدودة وبالتالي ينبغي النظر في آليات التمويل الحالية؛ كما أن تنفيذ البرامج المختلفة يجب أن يتم بالتعاون الوثيق مع الأفراد والمجتمعات والمؤسسات المحلية والوطنية، وليس من خلال تجاوزهم.

من المهم فهم دور السياسات العامة في تسهيل أو إعاقة المقاربة. هناك مجال معين يجب فحصه وهو ما إذا كان لدى الحكومات سياسات مطبقة لتسهيل الانتقال بين الاستجابة للطوارئ وتقديم الخدمات على المدى الطويل (في كلا الاتجاهين)، كالسياسات المتعلقة بالمشتريات في حالات الطوارئ، أو مرونة الميزانية، أو الاحتفاظ أو (إعادة) نشر موظفي الخدمة المدنية / أنظمة تقديم الخدمات في / إلى المناطق المتضررة، شبكات أمان اجتماعي قابلة للتطوير.

من الضروري سد الفجوة الثقافية التي تفصل بين الأبعاد الثلاثة: التدخلات الإغاثية والتنموية وبناء السلام لمساعدة المؤسسات الوطنية على الانتقال تدريجياً من الاعتماد على المساعدات إلى التنمية والسلام.

الفعالية في تخطيط استراتيجيات الانتقال، حيث تفتقر معظم خطط وبرامج المساعدة إلى معايير واضحة للانتقال من الإغاثة إلى التنمية ومن الملكية الدولية إلى الملكية الوطنية.

بناء منصات على المستوى الوطني تجمع جميع أصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين الرئيسيين تحت مظلة صنع القرار المشتركة ضمن نهج المقاربة الثلاثية - أي تعزيز قدرات التنسيق المترابطة للمؤسسات الوطنية فيما يتعلق بأنفسهم وكذلك الجهات الفاعلة الدولية.

دمج نهج المقاربة الثلاثية في ​​ترتيبات التمويل للجهات الفاعلة الدولية والميزانيات والسياسات المالية التي طورتها الحكومات الوطنية / المحلية، بحيث تقوم بتوفير الموارد الكافية للاستجابات المحلية وثلاثية الروابط والحلول الدائمة للأزمات.

تقديم الدعم للمؤسسات الوطنية للقيام بتنفيذ النهج المتعددة القطاعات التي تتصدى للتحديات عبر المقاربة الثلاثية على مستوى البرامج / تقديم الخدمات.

عرضت الإسكوا التحديات المعمقة التي تواجهها الحكومات المتأثرة بالنزاعات والأزمات والتي لا تزال تفتقر إلى القدرة المؤسسية على توفير الخدمات العامة اللازمة لفئاتها المستهدفة من خلال النظم والمؤسسات العامة القائمة. تمّ عرض العمل الذي قامت به الإسكوا بشأن الحوكمة والتنمية المؤسسية في سياقات الأزمات والبلدان المتأثرة بالنزاعات، مع التركيز على الحاجة إلى تفعيل نهج المقاربة الثلاثية في بيئات شديدة التقلب في المنطقة العربية. أهمية تعزيز المؤسسات الوطنية وأنظمة الحوكمة نحو التنمية المستدامة وبناء السلام وكذلك استكشاف طرق جديدة للعمل في سياقات صعبة.

قام المتحدثون بتعريف المقاربة الثلاثية وناقشوا العديد من التحديات التي تمت مواجهتها أثناء تنفيذها، بما في ذلك حقيقة أنه لا يزال هناك تشويش مفاهيمي وعدم وضوح لما تعنيه هذه المقاربة على أرض الواقع. وتمّ عرض تجربة كل من إثيوبيا وتشاد، لتسليط الضوء على أهمية التدخل الحكومي، مع التركيز بشكل خاص على الحكومات المحلية. تم التشديد على الحاجة إلى أساليب اتصال أفضل وتحليل مشترك للسياق وبرامج التنفيذ لفهم تصور الناس ووسائلهم وآليات التأقلم؛ مؤكدا أنه يجب أن يكون نهجا قائما على الاحتياجات.

شدد المشاركون في حلقة النقاش على التحديات التي تواجه تنفيذ المقاربة الثلاثية، لا سيما مع غياب جهود تعزيز النظم الوطنية. كما ركزوا على أهمية الدور الذي تلعبه السياسة من خلال تقييم الحوافز السياسية على الصعيدين المحلي والدولي، فالأموال المقدمة من المانحين غير كافية لأن جميع الجهود تتركز على إدارة النزاعات بدلا من حلها. وقد أوصي المشاركون بتبادل المعلومات التي تسمح بخلق أوجه التآزر وفهم مختلف النظم التشغيلية المعمول بها. وقد تم ذكر مثال المبادرات والبرامج العراقية التي تستهدف قيادة المرأة وتمكينها. وتم اعتبار العمل من خلال نهج المقاربة أمر أساسي مع غياب مسار سياسي واضح يرتبط بالسلام.

ناقش المشاركون ركيزة بناء السلام ضمن إطار المقاربة الثلاثية والطريقة التي ينبغي معالجتها وتنفيذها. كما ناقشوا كيفية معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وعدم الاستقرار وذلك باتباع نهج تصاعدي وآخر تنازلي يشملان المؤسسات المحلية والوطنية، وذلك بغية ضمان تنفيذ فعال لركيزة بناء السلام. تجدر الاشارة إلى أن الاعتقاد بتحسن الحالة من قبل الأفراد والمجتمعات المحلية هو نقطة محورية. وبالتالي، تم التأكيد على ضرورة أن تركز الجهات الفاعلة في عملية التنفيذ على أمن الفرد، بدلا من التركيز على أمن الدولة.

ركزت هذه الجلسة على ضرورة تعافي المالية العامة نظرا لتدهور البنية التحتية العامة في البلدان المتأثرة بالنزاعات. حيث أدى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والفقر والتحديات الأمنية وندرة الموارد، إلى زيادة التحديات والحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وقد أثر ذلك على التزام برامج الحوكمة. وعليه، ينبغي النظر في إيجاد آلية تمويل مرنة. وقد شدد المشاركون في حلقة النقاش على ضرورة تعزيز المؤسسات لإدارة القضايا الإنسانية ومعالجتها والاستجابة للأزمات بطريقة أكثر مرونة. تخلل الجلسة تقديم ميثاق الأردن ومبادرة لندن لإظهار نتائج البرامج التي تستهدف النمو الشامل. وقد قام ممثلو الوكالات ودول الأعضاء المانحة بتسليط الضوء على تجاربهم في هذا المجال.

تركز النقاش في هذه الجلسة على كيفية تجاوز الحلقة المفرغة والعمليات المنعزلة للجهات الفاعلة في عملية التنفيذ، وفشل مختلف الجهات في تضافر جهودها لتنفيذ برامجها وولاياتها بطريقة منظمة وأكثر تنسيقا وفعالية. كما تم التطرق إلى تطبيق المقاربة الثلاثية في القطاع الصحي من خلال التأكيد على أهمية أن تكون جزءا لا يتجزأ من المنهج الاوسع للمقاربة وذلك من خلال الاستفادة من الأطر القائمة، مثل خطة الاستجابة الإنسانية وإطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة، بدلا من النظر إليها كعملية مستقلة.

شكرت اللجنة الحضور على مشاركتهم وعلى تقديم تجاربهم وخبراتهم في مجال تنفيذ المقاربة الثلاثية. كما تم تقييم نتائج مختلف المشاريع والبرامج والمبادرات التي تم تنفيذها في كل من الأردن واليمن والعراق. وقد صور ذلك الطريق إلى الأمام نحو تفعيل المقاربة الثلاثية التي هي في صميم المساعدات الإنسانية والتنمية وبناء السلام. وتم تكرار التأكيد على ضرورة بناء وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة المحلية والوطنية. وينطوي ذلك على تقديم الدعم التقني واللوجستي للمؤسسات والحكومات في بناء القدرات المؤسسية للحكومات من أجل تنفيذ نهج المقاربة الثلاثية في مراحل النزاع وما بعد النزاع/الانتعاش. وأوصى الحضور بضرورة وضع خرائط طريق مصممة خصيصاُ للتنفيذ الفعال للمقاربة الثلاثية ووضع كتيبات ومبادئ توجيهية خاصة ببلدان محددة بشأن تفعيل نهج المقاربة الثلاثية في بلدان عربية مختارة، تتأثر بالهشاشة المؤسسية والأزمات طويلة الأمد والنزاعات.

arrow-up icon
تقييم