توقيت بيروت
تُنظَّم الإسكوا جلسة نقاشية حول التمويل للنظر في الأسئلة الواردة في المسح الأخير الذي أجرته لرأس المال البشري، والذي جمع معلومات من أكثر من 420 مشاركًا يمثلون كل دولة من الدول العربية. وتشمل مواضيع المناقشة تطوير القوى العاملة، وإدارة المخاطر، والأدوات المالية، ونماذج الأعمال المبتكرة، وتطوير التكنولوجيا.
وستبرز الأفكار الواردة في هذه الجلسة في تقرير الإسكوا القادم، بعنوان "الاستثمار في المستقبل: دور رأس المال البشري في تمكين التحول العادل في مجال الطاقة".
التأكيد على الحاجة إلى الاستثمار المستمر في تطوير رأس المال البشري، بما في ذلك التدريب المهني والبرامج التعليمية المخصَّصة، من أجل سد الفجوة في المهارات في مجال الطاقة النظيفة.
تطوير وتنفيذ آليات تمويل مبتكرة، مثل التمويل المختلط والسندات الخضراء والقروض التساهلية، لدعم مشاريع الطاقة المستدامة وتنمية رأس المال البشري.
تعزيز الشراكات بين الحكومات والمؤسسات المالية والهيئات التعليمية والقطاع الخاص لمعالجة عدم التوافق بين المهارات ودعم الانتقال في مجال الطاقة من خلال الجهود المنسَّقة.
وضع معايير متسقة لجمع البيانات ومعالجتها وتصويرها لتتبع الاستثمارات وأوضاع التوظيف وفعالية مبادرات تنمية رأس المال البشري بشكل أفضل.
ضمان حصول جميع الفئات الديموغرافية، بما في ذلك النساء والشباب، على فرص التعليم والتوظيف في قطاع الطاقة المتجددة من خلال معالجة العوائق وتقديم الدعم المستهدِف.
سياق المنطقة العربية: تواجه المنطقة العربية تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص التنويع الاقتصادي والاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري ونمو الطلب غير المنضبط الذي يؤدي إلى تلوث الهواء وتزايد البصمة الكربونية. تجذب المنطقة واحدة من أقل حصص الاستثمارات في الطاقة المتجددة على الصعيد العالمي، حيث جاء 1 بالمائة فقط من تمويل الطاقة المتجددة في عام 2020 من التمويل بشروط ميسرة.
نتائج الاستطلاع: أظهر أكثر من 420 مشارك في الدول العربية الأعضاء البالغ عددها 21 دولة تحديات رئيسية مثل عدم كفاية التخطيط طويل الأجل ونقص الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف التدريب والتعليم. كما أن هناك عقبات كبيرة أمام النساء والشباب في الحصول على التعليم والتوظيف في مجال الطاقة المستدامة. هناك حاجة إلى دعم حكومي أفضل وسياسات واضحة وتمويل كافٍ لتمكين الانتقال في مجال الطاقة وخاصة في المناطق الأقل نموًا والمتأثرة بالنزاعات.
أكدت المناقشة على الدور المحوري للمؤسسات المالية في التخفيف من قيود رأس المال البشري لتسهيل الانتقال في مجال الطاقة. وتمت الإشارة إلى وجود فجوة كبيرة بين المهارات التي توفرها الأنظمة التعليمية ومتطلبات صناعة الطاقة المتجددة. تعترف المؤسسات المالية بشكل متزايد بالحاجة إلى الاستثمار في رأس المال البشري من خلال دعم برامج التطوير المهني المستمر والتدريب المهني. تم تقديم مثال على ذلك من خلال التنفيذ الناجح لمشاريع الطاقة الشمسية في الأردن، حيث لعبت جهود بناء القدرات والشراكات مع منظمات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومؤسسة التمويل الدولية دورًا مهمًا.
سلطت المناقَشة الضوء على أهمية البرامج المصمَّمة خصيصًا لتلبية احتياجات البلدان المختلفة، كما هو ملاحَظ في العديد من المبادرات في المنطقة العربية. على سبيل المثال، تم الاستشهاد ببرامج المنح الدراسية وبرامج الربط العكسي للبنك الإسلامي للتنمية كأدوات فعّالة لتطوير القدرات، مما يمكّن البلدان من تبادل الخبرات ومعالجة الفجوات المحدّدة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مناقشة حول التكلفة العالية لرأس المال في مشاريع الطاقة المتجددة، التي تظل عقبة كبيرة. تم اقتراح حلول مبتكرة، مثل إدخال السندات الخضراء والقروض المرتبطة بالاستدامة، كطرق للتغلب على هذه العقبات المالية. وكانت الحاجة إلى شراكات وتعاونات قوية لضمان استدامة هذه المبادرات موضوعًا متكررًا، مما يدل على الجهد الجماعي المطلوب لتحقيق انتقال ناجح في مجال الطاقة.
تونس العاصمة