الموارد

تعَدّ جداول العرض والاستخدام أداة فعالة لمقارنة البيانات المستقاة من مصادر مختلفة وتحسين تماسك الإحصاءات الاقتصادية وشمولية ودقة تقديرات الناتج المحلي الإجمالي في الحسابات القومية، من خلال عملية التوازن التي تؤدي إلى تقدير واحد متطابق للناتج المحلي الإجمالي. فهي تسمح بتحليل المنتجات والصناعات وبتجميع الإنتاجية على مستويات مختلفة من التصنيف لتحديد الثغرات وأوجه التباين ومسائل التقييم في نظام البيانات وبالتالي تحسين دقة البيانات المصدرية للحسابات القومية. وتسمح جداول العرض والاستخدام أيضاً للاقتصاديين والمستخدمين الآخرين بالاطلاع على الأعمال الداخلية للاقتصاد، لا سيما تلك منها التي تفصّل مساهمة صناعات ومنتجات معينة في الناتج المحلي الإجمالي. فتقيس هذه الإحصاءات وتحلل الإنتاج حسب الصناعة، وتفصل تدفق المنتجات المشتراة من قبل كل صناعة، وتوزيع المبيعات لكل منتج، والدخول المكتسبة كجزء لا يتجزأ من حساب الناتج المحلي الإجمالي.

لا تزال معظم البلدان الأعضاء في الإسكوا متأخرة في بناء جداول العرض والاستخدام. فصعوبة عملية جمع البيانات من مصادر مختلفة تمثّل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه بلدان المنطقة، وبالتالي فإن هذا المجال يعتبر من التحديات ذات الأولوية التي يتعين معالجتها. وفي إطار الركائز الاقتصادية لحساب الأمم المتحدة للتنمية بشأن الإحصاء والبيانات، خطط البرنامج الفرعي للإحصاء التابع للإسكوا لتوأمة البلدان (المغرب ودولة فلسطين مع الأردن وقطر) وأصدر دراستين عن الإعداد العملي المغربي والفلسطيني لجداول العرض والاستخدام لتبادل المعارف والاستفادة من الخبرات. تقدّم هذه الدراسة لمحة عامة عن إعداد جداول العرض والاستخدام، وتتوسّع في حالة إعداد هذه الجداول في المغرب.