الموارد

يشكل زواج الأطفال انتهاكاً لحقوق الإنسان وشكلاً من أشكال العنف القائم على التمييز ضد المرأة والفتاة الذي يؤدي الى نتائج سلبية عديدة على نمو الطفل والطفلة.  وبالرغم من أن المنطقة العربية شهدت في السنوات الخمس والعشرين الماضية انخفاضاً في معدلات زواج الأطفال، إلا أن وتيرة هذا التقدم تباطأت خلال العقد الماضي. فمنذ الأعوام 2010-2011، تم تسجيل ازدياد في زواج الأطفال بين الفئات السكانية المتأثرة بالصراعات واللجوء/ النزوح في المنطقة العربية. إن العواقب المترتبة عن زواج الأطفال عديدة وعميقة. فبالإضافة الى تعطيل الفرص التعليمية والاقتصادية للفتيات، يزيد تزويج القاصرات من خطر تعرضهن لأشكال إضافية من العنف القائم على التمييز ضد المرأة والفتاة والاستغلال. فغالباً ما تفتقد الزوجات القاصرات القدرة على اتخاذ القرارات في أسرهن فيما يتعلق بالمسائل المهمة مثل الصحة، والتفاوض على الممارسة الجنسية الآمنة، ومنع الحمل. والحقيقة أن لتزويج الطفلات العديد من العواقب الخطيرة على الصحة الجنسية والإنجابية لكل من الفتيات وأطفالهن، بما فيه زيادة احتمال حدوث حالات الحمل المتكررة وغير المخطط لها، زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفيات بين الأمهات والرضع، مضاعفات الحمل، الموت أثناء الولادة وزيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا.

يشكل وضع حد لتزويج الطفلات عنصراً أساسياً لتحقيق المساواة بين الجنسين ولتمكين المرأة ولتحسين صحة الأم والطفل في جميع أنحاء العالم. كما هو جزء هام من عملية حماية استقرار المجتمعات والاقتصاد العالمي. تقدّم ورقة المعلومات الأساسية هذه لمحة عامة عن زواج الأطفال، نطاق انتشاره ودوافعه وعواقبه في المنطقة العربية. كما تناقش أهمية تقدير التكلفة الاقتصادية لزواج الأطفال، وتنظر في إمكانية إجراء دراسة لتقدير هذه التكلفة في المنطقة العربية، ومدى توفّر البيانات اللازمة لتنفيذ مثل هذه المهمة، إضافة الى الإطار المناسب الذي يجب النظر فيه عند معالجة موضوع زواج الأطفال في المنطقة العربية.