الموارد

أجريت دراسة لتقييم أثر تغير المناخ على توفر موارد المياه الجوفية واستخدامها في المغرب، وتحديداً استخراج المياه من نظام الخزانات الجوفية في مجمع تادلة. واستندت الدراسة التجريبية إلى إسقاطات المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغيّر المناخ على الموارد المائية وقابلية تأثر القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة العربية (ريكار) التي كشفت أن المنطقة العربية ستشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وانخفاضاً كبيراً في معدل التساقطات، فضلاً عن تغيرات في جريان الأنهار والتغذية. وأنشئت قاعدة بيانات رقمية للمنطقة المشمولة بالدراسة، كما جرى تصميم ومحاكاة نموذج مفاهيمي ثلاثي الأبعاد للمياه الجوفية باستخدام مجموعة شاملة من التفاعلات الفيزيائية. وتمت مقارنة النموذج ومعايرته، وجرى التحقق منه باستخدام بيانات الرصد. كما تم تنفيذ نماذج لأنشطة الإنسان ونماذج مناخية محرّكة تستند إلى سيناريوهين من أجل إسقاط آثار تغير المناخ على نظام المياه الجوفية والتأثيرات الطويلة الأجل على المياه والمحاصيل الزراعية.

وأثبتت النتائج الرئيسية لهذه الدراسة أن موارد المياه في نظام الخزانات الجوفية في تادلة ستتأثر بتغير المناخ بسبب تقلص التغذية الطبيعية الناجم عن انخفاض معدل التساقطات، والزيادة في التبخر النتحي الناجمة جزئياً عن ارتفاع درجات الحرارة. وتكتسب هذه النتائج أهمية كبيرة باعتبار أنها تزوّد صناع القرار بمعلومات رئيسية متعلّقة بمستقبل الاستغلال المستدام لموارد المياه في الخزان الجوفي. لذلك تبدو الحاجة ماسة لاتخاذ تدابير للتكيف تأخذ في الاعتبار هذه التبعات التي يخلفها تغير المناخ على موارد المياه الجوفية، ولا سيما في ما يتعلق بتحسين الإنتاجية الزراعية.