الموارد

خلال العقود القليلة الماضية، شهدت المنطقة العربية تحسّناً كبيراً في المؤشرات الصحية الرئيسية شمل انخفاضاً في معدلات وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال مستويات الصحة والرفاه متفاوتة، إلى حدّ بعيد، داخل البلدان العربية وفي ما بينها (الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة). فالخدمات الصحية في المنطقة مجزّأة وقائمة بمعظمها على العرض، والتفاوتات في الحصول على الرعاية الصحية الأولية والتغطية الصحية الشاملة واسعة جداً داخل البلدان والفئات الاجتماعية، وفي ما بينها (الهدف 1). ولا تزال معظم النُظُم الصحية تركّز على الخدمات الصحية العلاجية بشكل رئيسي، وليس على الرعاية الأولية والوقائية، ولا تولي اهتماماً يُذكر للمحدّدات الاجتماعية للصحة. وتَحُول دون التقدّم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة للجميع صعوبات في العديد من البلدان العربية، وهي تُعزى جزئياً إلى الأزمات الإنسانية وعدم الاستقرار السياسي (الهدف 16).

وجائحة كوفيد- 19 تفرض ضغوطاً غير مسبوقة على النُظُم الصحية في المنطقة، ويُخشى أن تُضيّع الكثير من الإنجازات المحقَّقة بالفعل. وينبغي للمنطقة ككلّ أن تتّجه نحو اعتماد نَهجٍ قائم على الحقوق ومتعدد القطاعات في توفير الرعاية الصحية والرفاه للإنسان، وذلك بطُرق منها توحيد النُظُم والخدمات، وتعزيز قدرات مقدّمي الخدمات ورفع عددهم، ومعالجة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة (الأهداف 1، و 2، و 4، و 6، و 8، و 11، و 13). وينبغي أيضاً زيادة الاستثمار في البيانات وتحليلها وفي استمرارية الخدمات الأساسية في ظلّ الأزمات.