الموارد

تعتمد المنطقة العربية اعتماداً كبيراً على الموارد المائية المشتركة، فمعظم الدول المتجاورة فيها تتقاسم إمدادات المياه في ما بينها، أو مع بلدان من خارج حدودها حيث مصدر ما يفوق ثلث موارد المياه العذبة. وتتشارك 14 دولة عربية من أصل 22 موارد مائية سطحية، وتعتبر هذه المنطقة من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه. وتتجلى هذه الندرة في القطاع الزراعي، وهو المصدر الأساسي لتوفير الأمن الغذائي وسبل العيش في الدول العربية، وأكبر مستهلك للمياه بمتوسط 80 في المائة من موارد المياه العذبة في جميع أنحاء المنطقة الموجهة نحو الاستخدام الزراعي. ولا بد من أن تؤدي الآثار المسقطة لتغير المناخ على توفر المياه إلى تفاقم الضغوط على الموارد المائية. وتؤثر هذه العوامل تأثيراً كبيراً على إمدادات المياه العذبة لجميع القطاعات المعتمدة على المياه، ولا سيما الزراعة، من حيث الكمية والنوعية، مما يهدد الأمن الغذائي في المنطقة. وحوض نهر الفرات هو المثل النموذجي الذي يعكس هذا الوضع.

يقدم هذا التقرير الفني دراسة مفصّلة حول تقييم آثار تغير المناخ على استخدام الموارد المائية المشتركة وتوفرها في حوض نهر الفرات في العراق والجمهورية العربية السورية، كما أنه يتضمّن تحليلاً للآثار الموضعيّة لتغير المناخ على محاصيل القمح، ومناقشة لما تخلفه على الناتج المحلي الإجمالي في هذا الحوض. وقد ساهم المعهد السويدي للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في إعداد الإسقاطات المناخية الإقليمية لنطاق المشرق المستخدمة لإغناء هذا التقرير. وقد أجريت الدراسة في إطار مشروع تنفّذه الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي يركّز على الأمن المائي والغذائي في ظروف مناخية متغيّرة.