لمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين الثاني/نوفمبر)، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون "لقد واجهنا صعوبات عديدة في العام الماضي. لكنه كان عاماً حاسماً في التمهيد لتحقيق السلام وينبغي أن تؤدي الجهود المبذولة إلى النتائج المرجوة في عام 2009. فلنلتزم جميعاً بالعمل البنّاء والمتواصل سعياً إلى تحقيق تسوية عادلة ودائمة وشاملة وعاجلة لقضية فلسطين".
وقد نقل وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي لـ"الإسكوا" بدر عمر الدفع رسالة بان إلى الحشد الذي تجمّع في بيت الأمم المتحدة لإحياء هذه الذكرى. وعقدت "الإسكوا" الاحتفال الرسمي برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان. وألقى كلمات الافتتاح كلّ من الدفع، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبّاس زكي، ووزير الدولة خالد قبّاني، ممثلاً الرئيس سليمان.
في كلمته، أكّد الدفع على ضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تضمن للشعب الفلسطيني حقه في حياة كريمة. وقال الدفع "أمنيتي اليوم هي أن يأتي يوم لا نقف فيه تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ولا مع أي شعب يعاني الاحتلال والاضطهاد، بل احتفالاً بعالم يسوده السلام والاستقرار. قد يبدو هذا اليوم بعيداً لكنه ليس بالمستحيل لأنه أمل الإنسانية جمعاء". وأضاف الدفع أنّه صدر عن الجمعية العامة ومجلس الأمن للأمم المتحدة أكثر من 300 قرار بشأن القضية الفلسطينية، جميعها تضمن للفلسطينيين حق العودة إلى أرضهم أو دفع التعويض لمن لا يرغب منهم بالعودة، وتطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، وغيرها الكثير من القرارات. وأشار قائلاً "في الواقع، فلم نعد نقف أمام قضية بقيت من دون حل 60 عاماً بل أمام مأساة تزداد عمقاً يوماً بعد يوم"، مضيفاً أنّ "الإسكوا" تعدّ سنوياً تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول انعكاسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته على الحياة اليومية للشعب الفلسطيني. وهي تراقب التدهور المستمر في مستوى معيشة الفلسطينيين والانتهاكات المستمرة لحقوقهم الإنسانية والمدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، اعتبر زكي أنّ "التضامن مع الشعب الفلسطيني يعادل اليوم تأييد ودعم الخيار السلمي للقيادة الفلسطينية من أجل أن يظفر شعبنا بحريته واستقلاله وإقامة دولته الوطنية وعاصمته القدس الشرقية". وإذ سلّط الضوء على قرار الجمعية العامة رقم 181، الذي طلب بإقامة "دولة يهودية" في فلسطين إلى جانب "دولة عربية" مع اعتبار القدس كياناً خاصاً يخضع لوصاية دولية، قال زكي إنّ دولة واحدة فقط قد أبصرت النور، أي إسرائيل، فيما يعاني الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى يومنا هذا. وقد تطرق إلى وضع الفلسطينيين في لبنان فقال إنّ "المصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي أن تتغير أحوال اللاجئين الفلسطينيين على أرض لبنان"، مضيفاً "من الضروري في هذا اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني أن تعطى الأولوية لضحايا الإرهاب في نهر البارد ومحيطه، لتوفير كل مؤيدات الحياة الكريمة (للاجئين) مع الإسراع في إنجاز المخيم لتحقيق العودة المؤقتة" إليه.
أمّا الوزير قبّاني، فقال إنّ القضية الفلسطينية ما زالت في صدارة اهتمامات الأمم المتحدة وجزءاً لا يتجزأ من تاريخ لبنان المعاصر. "ولبنان يتشارك مع الإخوة العرب في الإصرار على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم". وأضاف "من على منبر الأمم المتحدة في بيروت، نجدد التأكيد أنّ السلام ليكون دائماً يجب أن يكون عادلاً".
وقد حضر الاحتفال المنسّق الخاص الأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في لبنان، مارنا رويداس، والأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، ويليام حبيب، وسفراء البلدان الأعضاء في "الإسكوا"، وحشد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.
وقد تلى الاحتفال افتتاح معرض ثقافي، تضمّن رسومات للأطفال الفلسطينيين في لبنان، وصور فوتوغرافية (لحظة) التقطوها في المخيمات، بالإضافة إلى حرف وأشغال يدوية تقدّمها منظمات فلسطينية غير حكومية.
وقد وزّعت "الإسكوا" خلال الاحتفال منشورات بعنوان "كمان سنة"، حول أوضاع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، كما عرضت أربعة فواصل إعلامية ظهرت على شاشات التلفزيون المحلية حول الموضوع بين الخطابات في الاحتفال.
تجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية العامة أعلنت يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في قرارها رقم 32/40 ب الصادر في 2 كانون الأول/ديسمبر 1977. ويوفّر اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة لتركيز انتباه المجتمع الدولي على أنّ مسألة فلسطين ما تزال بانتظار الحلّ.