بيانات صحفية

28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014

بيروت

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: يبقى الصوت ويعلو

قالت اليوم الدكتورة ريما خلف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا: "كثيرون هم المتضامنون مع الشعب الفلسطيني والمؤمنون بمعنى هذا التضامن، من دول ومنظمات وأفراد. والنوايا الطيبة كانت دائماً على سباق مع أعمال الهدم والتدمير. واليوم، كلنا أمل في الإسراع في إعادة إعمار ما تهدم في الأرض الفلسطينية المحتلة، وكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، براً وبحراً، لأنه ضرورة إنسانية وسياسية". خلف كانت تتحدث أمام حشد من السياسيين والدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة والمعنيين من أفراد ومنظمات وقفوا معاً صباحاً لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مقر الإسكوا، ساحة رياض الصلح، بيروت. وفي ختام كلمتها، قالت خلف: " إذ نتضامن مع الشعب الفلسطيني سنة بعد سنة، نعتذر منه. نعتذر لا عن التضامن، بل على طول الأمد ومر السنين. وإذا كان لنا من داعٍ للتفاؤل، فهو بما رأته أعيننا ولمسته أيدينا من صبر هذا الشعب الأبي وصموده، وأمله العنيد. هذا الأمل هو الذي يلهمنا. وإن لم ينل اليأس من أهل البيوت المهدمة وأسر الضحايا المنكوبة، فلا يجوز أن ينال منّا، إلى أن يشرق في الغد القريب سلام من مدينة السلام". بالإضافة إلى خلف، تعاقب على الكلام للمناسبة كل من المتحدثة الضيفة ميريل-فانون-منديس-فرانس، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي ألقى كلمة الأمين العام للمنظمة الدولية، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة الذي ألقى كلمة رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، ووزير الزراعة والشؤون الاجتماعية الفلسطيني شوقي العيسة الذي ألقى كلمة فلسطين. فانون-مينديس-فرانس بداية، قالت فانون-مينديس-فرانس: "يموت الفلسطينيون ويصابون ويهدم ممتلكاتهم جيشٌ لا يحكمه شرفٌ أو قانون يفرط في استخدامه للعنف وكافة تقنيات الحرب من أجل القضاء على مجتمع بأكمله. أما الأهداف المعلنة للحروب الإسرائيلية فهي مجرد شعارات تسعى لبثّ الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني عبر حصد أكبر عدد ممكن من الضحايا وإحداث أكثر قدر ممكن من الدمار". وأضافت: " في الحقيقة تغيب الإرادة السياسية في أوساط المجتمع الدولي والدول الأعضاء في معاهدة جنيف الرابعة من أجل احترام ديباجة ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية وبالطبع معاهدة جنيف الرابعة بالإضافة إلى بروتوكول العام1977، وفرض هذا الاحترام على الغير ". وختمت بالقول :"لا مستقبل للإنسانية إن كان من المسموح لدولة مسلّحة بقوة عسكرية أن تمنع على غيرها من الشعوب حقها في السيادة، وأن تتفلت من العقاب رغم ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". رسالة بان وفي رسالته التي ألقاها بالنيابة عنه بلامبلي، قال الأمين العام للأمم المتحدة: " أكرر ما قلته في غزة: إنني أدين هجمات حماس الصاروخية التي استهدفت بشكل عشوائي مدنيين إسرائيليين. فهي لم تجلب إلا المعاناة لجميع الأطراف. وأكرر ما قلته في إسرائيل: إن نطاق الدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي أثار تساؤلات عميقة حول احترام مبدأي التمييز والتناسب وأوجد دعوات على نطاق واسع إلى ضرورة المساءلة. فلا بد من القيام بما هو أكثر بكثير لحماية المدنيين والتقيد بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. إن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل يتوقف على معالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع. وهذا يعني إنهاء إغلاق غزة ووقف احتلال الأرض الفلسطينية المستمر منذ نصف قرن ومعالجة شواغل إسرائيل الأمنية المشروعة". سلام وفي كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه منيمنة، قال الرئيس سلام: " يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظروف أقل ما يقال فيها وعنها أنها تشهد هجمة ضارية على هذا الشعب وجوداً وتراثاً وتاريخاً ومصيراً". وأضاف: "إن ما يجري هذه الأيام يدفعنا إلى التحذير من خطورة المسارات التي تدفع إسرائيل الأوضاع إليها، وهي مسارات لا تقتصر أثراً ونتائج على أرض فلسطين بل تشمل من دون تردد العالمين العربي والإسلامي وهو ما يترك بصماته على السلام والأمن الدوليين وبما يتجاوز جغرافية المنطقة إلى العالم بأسره". وقال "إن التوجه نحو إقرار مشروع "قانون القومية" وتباري الكتل الصهيونية في تقديم المشاريع الأكثر تطرفاً هو خطوة بالغة التطور ستعيد مسار طريق الصراع بالديناميت والمتفجرات؛ إذ انّ ادعاء الحقوق القومية إن كان يعني من امر ما فإنه يعني المزيد من حملات الإستيطان والمستوطنين. وهذا سيتم بالتأكيد على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المحيطة". العيسة وفي الختام، ألقى الوزير شوقي العيسة كلمة جاء فيها: " يأتي يوم التضامن هذا العام والاحتلال يواصل تصعيده بارتكاب الجرائم اليومية ضد شعبنا وذلك بعد عدوانه الدموي على قطاع غزة الذي ارتكب خلاله جرائم غير مسبوقة. ومن المنطقي أن نقول إنه ما كان ممكناً لهذا الاحتلال وهو الأكثر فاشية وعنصرية في التاريخ، أن يرتكب كل هذه الجرائم ويجاهر بعنصريته وإصراره على الاستمرار على نفس النهج لولا هذا الصمت الدولي وعجز المؤسسات الدولية والذي يعتبره مجرمو الحرب في إسرائيل تشجيعاً لهم على ارتكاب المزيد من الجرائم". وأضاف: "استمرار الجرائم واستمرار الصمت عليها جعلنا أبعد ما نكون عن تحقيق السلام في المنطقة وحل الصراع عن طريق المفاوضات، لذلك فإننا نقوم هذه الأيام بالتوجه إلى نفس الجهة التي يفترض أن دورها الحفاظ الامن والسلام في العالم لنضعهم أمام مسؤولياتهم تجاه شعبنا وحقوقه للتاكيد على هذه الحقوق وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وبسط سيادة الدولة الفلسطينية واستقلالها. وفي حال فشل مجلس الأمن في ذلك فخياراتنا مفتوحة والتي من ضمنها الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية إضافة إلى مواصلة شعبنا النضال للتخلص من الاحتلال". مساحات فكرية وثقافية وكان إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني قد استهلّ بأغان تراثية مؤثرة أداها الفنان أشرف الشولي. ثم انتقل المشاركون بعد ذلك إلى ثلاثة معارض للصور، الاول من أرشيف مفوضية الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الأونروا)، والثاني لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان تحت عنوان "كرمالهم". اما الثالث فقد أقيم بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، مجسّداً مشروع للمصور جورج رباط تحت عنوان "نحو عالم أفضل: العدالة والسلام في فلسطين". وقد سبق لقاء اليوم ندوة عقدت أمس بالتعاون مع مركز الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت، تحت عنوان "فلسطين، بين الاحتلال ومعاهدة جنيف الرابعة: إعادة تفعيل القانون الدولي في الأرض المحتلة" وذلك في فندق الكومودور. يذكر أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد دعت في عام 1977 إلى اعتبار يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعت كافة الهيئات التابعة للأمم المتحدة لإحياء هذا اليوم.
arrow-up icon
تقييم