بيانات صحفية

17 كانون الأول/ديسمبر 2013

بيروت

وعود الربيع العربي: الثورات مستحيلة إلى أن تصبح حتمية

"جميع الثورات مستحيلة إلى أن تصبح حتمية"، بهذه المقولة لليون تروتسكي بدأ التمهيد الذي أعدته الدكتورة مهى يحيى، رئيسة قسم التنمية الاجتماعية بالمشاركة في الإسكوا، لدراسة "وعود الربيع العربي: المواطنة والمشاركة المدنية في المسارات الانتقالية الديمقراطية"، التي أطلقت صباح اليوم في الإسكوا بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والناشطين المدنيين الذين أتوا من لبنان والأردن، والبحرين، وتونس، وسورية، وليبيا، ومصر، والمغرب، واليمن. اللقاء بدأ بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس إدارة التنمية الاجتماعية في الإسكوا الدكتور فريديريكو نيتو قبل أن تقدّم يحيى الدراسة وظروف وضعها والأقسام التي تشملها. في عرضها، قالت يحيى إن هذه الدراسة تستند إلى ذهنية أساسية مفادها أن المواطنة هي قاعدة الديمقراطية وأن على المسارات الديمقراطية أن تمضي أبعد من المسائل الإجرائية وحدها كالاقتراع والانتخابات. وأضافت أن الدراسة تبدأ بفصل يحمل عنوان "النص والمضمون: الشعب يريد"، ويدرس الإطار العام الذي حدثت من ضمنه الانتفاضات العربية بهدف تقديم إطلالة عريضة على العوامل ربما تكون ساهمت في تفجير الاستياء الشعبي وبعض المتغيرات التي تلت. وتعالج الفصول من الثاني إلى الرابع تحديات بناء الإجماع والمحافظة والتماسك الاجتماعي خلال الفترات الانتقالية من خلال ثلاث محاور أساسية للتعاطي مع وعود الربيع: الأول، الدولة المدنية والانتفاضات العربية، الذي يقدم دراسة للمراجعات الدستورية ودور الدين والنصوص المعرّفة للدولة المدنية في حالتي تونس ومصر؛ والثاني، العدالة الاجتماعية وبناء الإجماع، الذي يناقش أربعة وجوه مترابطة من القصور الاجتماعي ويبحث في مقاربة الحكومات العربية للقضايا الاجتماعية من وجهة نظر إدارة الأزمات؛ والثالث، التماسك الاجتماعي والعدالة الانتقالية، الذي يحاول استكشاف مضمون العدالة الانتقالية في البلدان العربية والوسائل والآليات المتوفرة لهذا الغرض، ودور المجتمع المدني خصوصاً في إرساء أسس سليمة للعدالة الانتقالية والحفاظ على التماسك المجتمعي. وختمت يحيى بالقول إن الفصل الخامس يحمل عنوان "المسارات الانتقالية العربية: دروب بديلة وتوجهات محتملة". ويحاول هذا الفصل استبصار توجهات محتملة للمسارات الانتقالية الراهنة في المنطقة واستنتاج مدى تأثير هذه السيناريوهات على قضايا مطروحة مثل المشاركة وبناء الإجماع والعدالة الاجتماعية والتماسك الاجتماعي. ويقدم هذا الفصل أيضاً توصيات سياسية بشأن البنية التحتية اللازمة لمأسسة السياسات التشاركية وتمكين تنظيمات المجتمع المدني وترسيخ مبادىء المواطنة. وبعد العرض الذي قامت به يحيى، بدأ النقاش مع مجموعة من الخبراء وصانعي القرار حول التوصيات الصادرة عن الدراسة وآثارها على دول المنطقة، وكيفية تنفيذها، بالإضافة إلى نقاش نقدي مع الناشطين الشباب حول مسار الانتفاضات الشعبية ومستقبل المنطقة العربية.
arrow-up icon
تقييم