نظم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وأسرة الأمم المتحدة في لبنان احتفالا رسميا يوم الخميس 10 كانون الأول/ديسمبر للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان لعام 2009، بحضور نواب لبنانيين وشخصيات رسمية وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة وعن السفارات المعتمدة في لبنان ومنظمات المجتمع الأهلي وجمعيات حقوق الإنسان.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في رسالة مصورة لها عرضت في الاحتفال، إنّ "التمييز يقبع في صلب أغلب المشاكل الطارئة في مجال حقوق الإنسان. ولا بلد محصّن ضد هذه الآفة. لذا فالقضاء على التمييز واجب من أسمى الواجبات".
وقد تخطى الاحتفال الذي عقد تحت عنوان "نعم للتنوع، لا للتمييز"، الشكل التقليدي الذي تتخذه الاحتفالات، فأشركت في فعالياتها أشخاصاً يعانون من التمييز قدموا شهادات حية في إطار طاولات مستديرة أدارها رئيس مكتب قناة الجزيرة التلفزيونية في بيروت غسان بن جدو، وعرضت في نقل مباشر على الهواء على القناة.
وشهدت الطاولات المستديرة حوارات حول كيفية التعامل مع التحديات التي تطرأ في إطار حقوق الإنسان والالتزام بإلغاء التمييز في مجتمعاتنا.
وألقى ممثل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط فاتح عزام، كلمة افتتاحية عبّر فيها عن أمله في أن يخرج المشاركون في الاحتفال بمفهوم أشمل وأوسع عن التمييز وأن يجروا تقييماً خاصاً لأدائهم من أجل الالتزام بوضع حد للتمييز.
من جهته، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز إنّ لبنان اليوم عبارة عن بلد وشعب يحاولان استيعاب عدد كبير من الآراء والتعاطي مع طبيعة اختلاف الاعتقادات فيهما. وفيما لا تعتبر هذه المسيرة مثالية، أشار ويليامز إلى أنّه يحس "بأن مجتمعاً مختلف الألوان والأطياف تحرّكه رغبة التقدم وتفادي أخطاء الماضي". وأضاف ويليامز "يريحني وجود روح من الحوار طوال الأشهر الماضية. نأمل الآن أن يصبح هذا الحوار أساسيا من أجل تحقيق الكثير من الإصلاحات التي يطالب بها اللبنانيون بغض النظر عن اختلاف آرائهم السياسية أو انتماءاتهم المذهبية".
وقال ويليامز إنّ لبنان سيشغل مقعده كعضو منتخب في مجلس الأمن. وهذا شرف عظيم وفرصة كبيرة، وإنما تصاحبه مسؤولية أكبر بعد كما كافة الفرص الكبيرة التي تقدمها الحياة. وقد اعتمد لبنان عدداً من المعاهدات والاتفاقات الدولية البالغة الأهمية لحماية التعددية فيه. ويمكن بذل المزيد من الجهد من أجل ضمان التطبيق الكامل لكافة النقاط التي نصت عليها هذه الآليات الدولية المهمة من أجل المنفعة العامة.
أما رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان، ميشال موسى، فقال إنّ حقوق الإنسان تتعرض لانتهاكات خطيرة في المنطقة، وهذا الأمر يظهر جلياً من خلال القنابل العنقودية التي زرعتها إسرائيل على الأراضي اللبنانية في حرب صيف 2006، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والوضع في مخيمات اللاجئين والصراع العربي-الإسرائيلي المستمر. وأضاف موسى "المزيد من الديموقراطية يساوي المزيد من التنوع والعدالة والمساواة". ولفت إلى أنّ اليوم العالمي لحقوق الإنسان يحتفل به هذا العام فيما يعقد مؤتمر قمة كوبنهاغن حول تغير المناخ، ودعا إلى الحفاظ على الطبيعة ووضع حد للانتهاكات البيئية بمختلف أشكالها.