افتتحت اليوم السيدة آشا- روز ميجيرو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، الاجتماع الثالث عشر لآلية الأمم المتحدة للتنسيق، وذلك بحضور المدراء الإقليميين لمنظمات للأمم المتحدة ومسؤولين عن منظمات إقليمية ووزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان، السيدة بهية الحريري.
الاجتماع، الذي يستمر يومين، يهدف إلى مناقشة قضايا ذات أهمية إقليمية كبيرة، وعرض أبرز الدروس المستقاة والتحديات التي تواجه المنظمة العالمية في تنسيق الأنشطة المشتركة في المنطقة، والتطلع إلى تعزيز عمل ودور كل من فريق آلية الأمم المتحدة للتنسيق وفريق المدراء الإقليميين.
وقد تضمنت الجلسة الافتتاحية للاجتماع كلمات لكل من ميجيرو، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، السيد بدر الدفع، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، السيدة أمة العليم السوسوة.
تناولت السيدة ميجيرو في كلمتها ضرورة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في موعدها المقرر. وقالت إن "المنطقة العربية تواجه تحديات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف والتصدي لآثار تغير المناخ". كما تطرقت أيضاً إلى الأزمة المالية التي دفعت 100 مليون شخص إلى الفقر المدقع وأدت إلى خسارة 50 مليون وظيفة هذا العام. ولذا، أنشأت الأمم المتحدة الميثاق العالمي لتوفير فرص العمل. وأكدت ميجيرو على التعاون والتكامل الإقليميين وعلى ما قاله الأمين العام السيد بان كي-مون في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية، حيث قال :" إن العديد من التحديات الطارئة في المنطقة، من الهجرة إلى إدارة الموارد المائية، تتطلب حلولاً عابرة للحدود. فالتعاون الإقليمي هو موطن قوتكم".
وشددت ميجيرو على النقاط الجامعة بين مختلف منظمات الأمم المتحدة، التي يوحّدها التزامها بحق الأطفال والنساء والرجال في العيش بكرامة والتمتع بالحرية والفرص لتحقيق إمكاناتهم. ثم أكّدت على ضرورة إنجاح قمة كوبنهاغن حول تغيّر المناخ التي تعقد في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وشدد الدفع بدوره على أهمية هذه الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر قمة الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2010، ولا سيما أن خمس سنوات فقط تفصلنا عن عام 2015، وهو الموعد النهائي الذي وضعته الأمم المتحدة لتحقيق هذه الأهداف. وفي هذا المجال، قال الدفع :"علينا الآن أن نقيّم التقدم الذي أحرزناه وأن نضع خطة منسّقة للمستقبل".
وأشار الدفع إلى أنّ "هذه الفترة بالغة الأهمية لمنطقتنا وللعالم على حد سواء. فارتفاع نسبة الفقر والجوع، واستنفاد الموارد الطبيعية، والآثار المترتبة على تغيّر المناخ تشكل تحديات كبيرة للتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية".
وقالت السوسوة "إن التحدي الذي يواجهنا جميعا ليس فقط في الحد من التدهور ولكن في كيفية التأكيد على دفع التنمية باتجاه تحقيق كل الأهداف الإنمائية للألفية". وأضافت "لقد تحققت في العالم العربي انجازات كبيرة في مجال التنمية في العقدين المنصرمين (...)، ولكن هنالك مؤشرات أخرى (...) تدعو إلى إعادة النظر والتروي عند الإعداد لخطط برامج التنمية".
ثم تطرقت السوسوة إلى التوجيهات الإستراتيجية التي بادر بها فريق المدراء الإقليميين لدفع الفرق الأممية العاملة في الميدان كي تستجيب للأولويات الإنمائية الملحّة وتسرّع تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ومنها التلازم بين الأمن الغذائي والتغير المناخي؛ وقضية الشباب وأهمية هذا الموضوع في المنطقة وتأثيراته وتأثره بالتنمية؛ والتركيز على الدول ذات الدخل المتوسط؛ ودعم فرق الأمم المتحدة في إعداد برامجها الإطارية الوطنية.
وفي مناسبة افتتاح الاجتماع صرّح مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، السيد بهاء القوصي، بأنّ "الاجتماع سوف يستعرض كافة القضايا ذات الصلة، مثل اعتماد الشروط المرجعية لآلية التنسيق الإقليمية، والاستجابات الإقليمية للأزمات العالمية ، وحقوق الإنسان في العالم العربي ، والتدخلات المواضيعية، وغيرها"، مضيفاً أنّ "آلية الأمم المتحدة للتنسيق تهدف إلى تقوية الترابط والتعاون بين منظمات الأمم المتحدة في المنطقة العربية وتبادل المعلومات على المستوى البيني وتسهيل التنسيق وتعزيز العمل المشترك من أجل خدمة بلدان المنطقة بطريقة أفضل وزيادة فعالية عمل الأمم المتحدة وكفاءته".
كما تحدثت في الاجتماع وزيرة التربية والتعليم العالي اللبنانية السيدة بهية الحريري، التي قالت إن "ما يميّز هذا الاجتماع هو أنه ينطلق من طرح أسئلة حول آليات التكامل وضروراتها ورفع تأثير عمل هذه المؤسسات على الواقع"، مضيفة "لقد آن الأوان أن نسأل سؤالا بسيطاً ذات نتيجة عالية، ألا وهو :كيف نعمل معاً؟، لأنه بهذا السؤال نعكس مسؤولية عالية حول ضرورة العمل التكاملي والمنسّق ومسؤولية في وعي حجم التحديات التي تنتظرنا"، ولا سيما على أبواب انعقاد مؤتمر القمة العربية الثانية في جمهورية مصر العربية.
كما عرض رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد هشام يوسف مختلف جوانب التعاون بين الجامعة والأمم المتحدة، من عقد مؤتمرات وتنفيذ برامج تنموية وغيرها. وشدد على أن، المؤتمرات والاجتماعات مهمة غير أنّه يجب التنبه إلى أنّ التغيير على أرض الواقع هو ما يهمّ فعلياً. وعدّد اقتراحات لتحسين التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومنها وضع برامج تعاون من أجل التحضير للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية المقبلة، ووضع برنامج لبناء قدرات الجامعة.