أكّد مسؤولو النقل من منبر الإسكوا اليوم على أهمية توحيد المسارات بين البلدان العربية في مجال تشريعات النقل وإزالة العوائق أمام التنقل في ما بين هذه البلدان. وكانت الإسكوا قد جمعت كبار المسؤولين في مجالات النقل البري والبحري والتجارة في المنطقة، في إطار الدورة الحادية عشرة للجنة النقل، والتي عُقدت برعاية وزير الأشغال العامة والنقل في لبنان السيد غازي العريضي.
وقد ألقى رئيس إدارة التنمية الاقتصادية والعولمة في الإسكوا السيد نبيل صفوت كلمة اللجنة التي شددت على الإنجازات المحققة في مجال النقل وأهمية هذا المجال في عمل اللجنة. وقال صفوت "بفضل التعاون المثمر والجاد بين الإسكوا وبين البلدان الأعضاء والمنظمات والهيئات المعنية، شهد قطاع النقل تطوراً ملحوظاً من حيث البنى التحتية والأنظمة والوسائط والإجراءات".
واستعرض صفوت أهم الإنجازات في هذا المجال، وأهمها قيام البلدان الأعضاء التي صدّقت على اتفاق الطرق الدولية في المشرق العربي بإنجاز ما يقارب السبعين بالمائة من خطة العمل لتنفيذ الاتفاق؛ وإعداد معظم البلدان الأعضاء التسعة المنضمة إلى اتفاق السكك الحديدية في المشرق العربي دراسات الجدوى الاقتصادية للوصلات الناقصة على المحاور الواردة ضمن الاتفاق؛ ووصول عدد بلدان الإسكوا المنضمة إلى مذكرة التفاهم في مجال النقل البحري إلى اثنتي عشرة دولة بعد انضمام كل من جمهورية السودان وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية للمذكرة في العام 2009. وفي هذا الإطار أيضاً، وضعت الإسكوا ضمن برنامج عملها للعامين 2010 – 2011 مشروعاً لتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء من أجل تنفيذ مكونات نظام النقل المتكامل في المشرق.
وأضاف قائلاً: "بالرغم من ذلك، فإن المنطقة لا تزال بحاجة إلى تكثيف الجهود من أجل تطوير النقل البري على الطرق؛ والسكك الحديدية؛ والنقل البحري؛ وموائمة الهياكل المؤسسية والتشريعات المتعلقة بالنقل واتفاقيات النقل الدولي متعدد الوسائط وإجراءات تسهيل النقل والتجارة؛ وذلك من أجل تحقيق التنمية والتكامل الإقليمي ورفع مستوى معيشة شعوب المنطقة".
وقد تكلّم في الافتتاح أيضاً ممثل راعي الدورة، المدير العام للنقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية السيد عبد الحفيظ القيسي، ورئيس الدورة العاشرة للنقل ممثل فلسطين السيد محمود خالد.
وقال القيسي إنّ "الإنجازات التي تحققت حتى الآن في إطار لجنة النقل في الإسكوا قد شكلت خارطة طريق نحو تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين البلدان الأعضاء". واعتبر أنه من شأن مواءمة التشريعات التي ترعى عمل قطاع النقل في المنطقة أن توجّه البلدان الأعضاء نحو سلوك مسار موحّد، بطريقة تسمح لها أيضا بالاحتفاظ بطابعها الخاص. إنما أضاف أنّه "يتوجب علينا إزالة المعوقات التي نواجهها جميعاً عند انتقالنا من بلد عربي إلى بلد عربي آخر، وعند نقل بضائعنا عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية لدول العالم العربي".
أمّا خالد فعدّد انجازات الدورة العاشرة للنقل، التي ركّزت على "مواءمة الهياكل والتشريعات في قطاع النقل وطلب جمهورية السودان الانضمام إلى اتفاقيات النقل الثلاث المعتمدة في الإسكوا". وركّز خالد على مصادقة فلسطين على هذه الاتفاقيات.
وبعد جلسة الافتتاح، تم انتخاب ممثل قطر رئيساً للدورة الحادية عشرة للجنة النقل. كما انتُخب ممثلا فلسطين والكويت نائبين للرئيس فيما انتُخب ممثل لبنان مقرراً.
وقد ناقشت اللجنة في اليوم الأول التقدم المحرز في مجال النقل، ولا سيما متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن الدورة السابقة للجنة؛ ومتابعة تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالنقل في إطار برنامج عمل الإسكوا. كما تناولت المحادثات مسودّة مقترح حول تشكيل مجموعة عمل بشأن مواءمة الهياكل المؤسسية والتشريعات في قطاع النقل في منطقة الإسكوا.
وسوف تتناول اللجنة يوم غد التقدم المحرز في تنفيذ مكونات نظام النقل المتكامل في المشرق العربي، ومنها اتفاقي الطرق الدولية والسكك الحديدية الدولية. وستناقش أيضاً برنامج عمل الإسكوا لعامي 2010-2011 في مجال النقل، بالإضافة إلى الإطار الاستراتيجي المقترح لعامي 2012-2013 في المجال نفسه.
الجدير بالذكر أنّ اللجنة تضمّ مسؤولون رفيعو المستوى من البلدان الأعضاء، ولا سيما من الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، وخبراء متخصصين في مجالات مختلفة، وبشكل خاص في مجالي النقل البري على الطرق، والنقل البري على السكك الحديدية، إضافة إلى متخصصين في الهياكل المؤسسية والتشريعات المعنية بالنقل. وتختتم اللجنة أعمالها يوم الأربعاء في 24 آذار/مارس.