رأى الأمين التنفيذي لـ"الإسكوا" بدر عمر الدفع بأنه من الضروري القيام بالمزيد من العمل لمناهضة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية. وتناول الدفع هذا الموضوع في ندوة "أثر العنف على كلّ من النساء والأسرة" ، التي نظّمها معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية في 19-20 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، في العاصمة القطرية.
واعتبر الدفع أنّ اللقاء "يشكّل خطوة باتجاه كسر حاجز الصمت الذي حجب هذا الموضوع عن النقاش العلني لفترة من الزمن ". واعتبر أنّ العنف ضدّ المرأة ظاهرة قديمة ومنتشرة في كافة أنحاء العالم. وبحسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للمرأة (اليونيفيم) الصادر في آذار/مارس من هذا العام أشار الدفع إلى أن العنف يطال امرأة من كل ثلاث نساء على الأقل. ويتابع التقرير ذاته أن العنف هو السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة لدى النساء في عمر 15 إلى 44 سنة، وربّما هو قبل السرطان والملاريا والحروب وحوادث السيارات.
وقال الدفع إنّ موضوع العنف ضد المرأة لم يعد من المواضيع المحرّمة في معظم البلدان العربية، بل أصبح قضية علنية، وموضوع بحث وتدقيق ومساءلة وإدانة على صعيد الحكومات والمجتمعات، " أما أهم مظاهر العنف في البلدان العربية فهي أربعة: العنف الأسري، والختان، وجرائم الشرف، والعنف في ظل الاحتلال والنزاعات المسلّحة".
وعدّد الأمين التنفيذي بعض التحديات القائمة أمام إنهاء ظاهرة العنف ذاكراً منها "عدم إنفاذ القوانين المعتمدة التي تدعو إلى معاقبة مرتكبي العنف وردعهم؛ وتأخر المحاكم في النطق بالحكم ضد مرتكبي جرائم العنف؛ وندرة الإحصاءات والدراسات التي تبيّن مدى تعرض المرأة للعنف، وخاصة العنف الأسري. واقترح بعض الحلول لهذه المواضيع، كـ"تعزيز الإرادة السياسية والالتزام على أعلى المستويات لإعطاء قضية العنف ضد المرأة أولوية على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والدولي؛ وتمكين المرأة في مختلف الفئات الاجتماعية، وتعميق وعيها القانوني وتعريفها بحقوقها وكيفية المطالبة بها.
وقد تطرّق الدفع إلى الدور الذي تضطلع به "الإسكوا" في مجال تمكين المرأة. وقال إن اللجنة الإقليمية “تخصّص أحد برامجها للمواضيع المتعلقة بالمرأة وتمكنيها، بما في ذلك مناهضة العنف ضد المرأة.