كانت هذه نقطة البداية لورشة عمل نُظمت في بيت الأمم المتحدة في بيروت حول الإحصاءات والمعلومات البيئية من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية. ويهدف هذا اللقاء إلى تعريف الإحصائيين من المكاتب الإحصائية الوطنية والخبراء من وزارات البيئة على النهج المعاصرة للإحصاءات البيئية ما يسمح لهم بتحديد الثغرات وأوجه القصور في البيانات البيئية والمساهمة في إنتاج إحصاءات بيئية منتظمة ودقيقة وموثوقة.
وركّزت ورشة العمل على تنفيذ إطار تطوير الإحصاءات البيئية لعام 2013 في المنطقة العربية الذي يُعتبر كأداة مفيدة في سياق أهداف التنمية المستدامة كما ركّزت على القضايا ذات الصلة لتحليل السياسات وصنع القرار.
وقد تمّ تنظيم ورشة العمل التي تستمر لخمسة أيام والتي بدأت يوم الإثنين 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، من قبل إدارة الإحصاء في الأمم المتحدة، بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الأوروبية للبيئة.
شارك في الورشة ممثلون عن الوزارات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وجامعة الدول العربية فضلًا عن خبراء البيئة والإحصاء من العراق والكويت وليبيا والمغرب ومصر والأردن وموريتانيا ودولة فلسطين وقطر وعمان وجمهورية السودان والجمهورية العربية السورية واليمن وتنزانيا وتونس.
وفي هذا الإطار، قالت رولا مجدلاني، نائب الأمين العام للإسكوا بالوكالة في كلمتها الافتتاحية: "إن البعد البيئي لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 يتطلب كمًا هائلًا من البيانات التي تعتبر ضرورية للرصد والإبلاغ عن الاستخدام المستدام لمواردنا الطبيعية وحماية البيئة في المنطقة العربية".
وكانت إحدى الرسائل الرئيسية لورشة العمل أنّ تأثيرات تغيّر المناخ جعلت من الضروري ضمان توفر إحصاءات بيئية دقيقة وموثوقًا بها، خاصة تلك المرتبطة بالنشاط البشري. وتم التشديد على الحالة المزرية التي تطورت بالفعل في المنطقة العربية، مع الإشارة إلى التصحر المتزايد ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة.
وفي هذا السياق، أبرز مدير شعبة الإحصاءات في الإسكوا، يوراي ريكان، أهمية الإشارات الجغرافية المكانية للربط ما بين البيانات من أجل العديد من أسطح الأرض بالنظر إلى الطبيعة العابرة للحدود للظروف البيئية.
وأشار ريكان إلى أنه "في عام 2017، تواصلت الإسكوا مع المكاتب الإحصائية الوطنية وجمعت معلومات عن الممارسات الحالية في مجال دمج المعلومات الجغرافية المكانية في الإحصاءات البيئية". وأضاف قائلًا إن "هذه المعلومات قد تم تحسينها بشكل أكبر في عام 2018".
كما شدّد ريكان على الدور الذي تلعبه الإسكوا في دعم إدارة المعلومات الجغرافية المكانية في المنطقة ودمج المعلومات الجغرافية المكانية بمجالات أخرى من الإحصاءات الرسمية.
وتهدف الإحصاءات البيئية إلى تقديم صورة كاملة وذات صلة تستند إلى بيانات موثوقة محايدة حول الظروف البيئية واستخدام الموارد البيئية وإدارة النفايات والأحداث الطبيعية بما في ذلك الكوارث وتأثير الاستيطان البشري على البيئة وإدارة حماية البيئة.
وفي معرض حديثه عن أهمية تقديم الدعم التقني للدول العربية وهيئاتها الإحصائية، أكد المسؤول الإقليمي لبرامج العلوم والسياسات في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، عبد المنعم محمد، على الحاجة إلى "بناء القدرات في مجال الإحصاءات البيئية وبلورة رؤية واضحة حول التنمية المستدامة".
وبهدف تعزيز الجهود والمساعدة في سد الثغرات القائمة، دعت رئيس قسم الإحصاءات البيئية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، رينا شاه، إلى تحسين المراقبة وقالت: "من الضروري الجمع بين مختلف القطاعات في نظام إحصائي موحّد ومنسّق".
اختُتمت ورشة العمل يوم الجمعة بمجموعة من التوصيات أهمها استخدام البيانات الوطنية الرسمية في قاعدة بيانات مؤشرات أهداف التنمية المستدامة العالمية؛ دعم البلدان بشأن العمل في مجال الإحصاءات البيئية والبيانات الجغرافية المكانية من أجل أهداف التنمية المستدامة والمؤشرات البيئية؛ تنسيق البيانات بين المنظمات الدولية والإقليمية وتنفيذ مختلف الأطر ذات الصلة.
* *** *
لمزيد من المعلومات:
نبيل أبو ضرغم، المسؤول عن وحدة الاتصال والإعلام: 96170993144+ dargham@un.org
السيدة رانيا حرب: +96170008879 harb1@un.org
السيدة ميرنا محفوظ: +96170872372 mahfouz@un.org
