اجتمع مسؤولون حكوميون من البلدان الأعضاء في "الإسكوا" ، ومن ضمنهم رؤساء مجالس وطنية للشباب مؤتمنين على استراتيجيات الشباب وبرامجهم الوطنية، في أبو ظبي لمناقشة سبل إدماج الشباب بشكل أفضل في نخطط التنمية. وقد عقدت المناقشات في إطار اجتماع الخبراء الذي عقدته "الإسكوا" بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية، حول "تعزيز الإنصاف الاجتماعي: إدماج الشباب في عملية التنمية"في 29-31 آذار 2009. وقد استقطب الاجتماع أيضاً خبراء بارزين في ميادين العلوم الاجتماعية والاقتصاد، وباحثين من المراكز الوطنية والإقليمية المتخصّصة في علم السكان والتنمية، إلى جانب خبراء من المنظمات غير الحكومية المتخصصة بسياسات وقضايا الشباب.
على الرغم من أن البلدان الأعضاء قد التزمت بالمقرّرات الدولية بتطوير سياسات كفيلة بمعالجة قضايا الشباب المتنوعة، وبتقديم الدعم اللازم للشباب للوصول إلى أقصى ما يمكن من تحقيق للقدرات الذاتية، إلا أنّ هذه البلدان لا تزال تفتقر إلى المشاريع والبرامج الخاصة بالشباب مقارنة بالتقدم التي حققته بلدان شرق وجنوب شرق آسيا في مجال صياغة السياسات. وربما يكون ذلك بسبب عوامل سياسية واقتصادية وفنية، منها غياب السياق المحلي والإقليمي الذي يمكن بموجبه تأطير أو تحديد الاحتياجات والأولويات التي يسعى إليها الشباب على كافة المستويات، أكانت ريفية أم حضرية أو المناطقية؛ وغياب الرؤية المعاصرة، والتي يمكن بموجبها أن يتحدّد دور الشباب في المجتمع.
البروز الشبابي
كان الهدف من الاجتماع تحقيق أهداف بعيدة المدى وأخرى آنية، وذلك باعتبار الشباب مجموعة ديموغرافية اجتماعية لها احتياجات خاصة، وتواجه في بعض الأحيان تحديات استثنائية غير مسبوقة.
وفي مبادرة قيّمة ولافتة، تتشارك "الاسكوا" ومؤسسة التنمية الأسرية في أبو ظبي في إدراكهم المسبق وفهمهم المشترك لأهمية هذه القرارات والتوصيات وأهمية الالتزام بتنفيذها لما له من أبعاد ايجابية مؤثرة على نسق التنمية واتجاهاتها المستقبلية في المنطقة.
وقد أوضح الأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، بدر عمر الدفع في الاجتماع أنّ عددَ الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 24 سنة في المنطقة العربية مرشّح إلى الارتفاع ليصل إلى 79 مليون نسمة بحلول العام 2015". وسوف يشكّل هذا الواقع تحدياً كبيراً أمام الحكومات العربية ربما يستدعي مراجعة لاستراتيجيات التنمية التي تنتهجها.
وقد أوصى الاجتماع أن تتبنى هذه الحكومات مقاربة جديدة لقضايا الشباب واستراتيجية وطنية للشباب ترتكز إلى المواطنة والحقوق والواجبات وتتمحور حول العنصر الإنساني في التنمية.