بيانات صحفية

5 يونيو 2006

بيروت

تلاوي ترعى الاحتفال السنوي لثانوية المقاصد في صيدا:
العلم والاخلاق السامية تقي شباب اليوم من مخاطر المجهول

كان حفل التخرج السنوي لتلميذات وتلاميذ الصفوف المنتهية في ثانوية المقاصد الاسلامية للبنين- صيدا، الذي رعته مساء السبت الماضي السيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"اسكوا"، مناسبة لتستعيد فيه تلاوي الثناء على الدعم الذي لقيته الأمم المتحدة من المرحوم الرئيس رفيق الحريري "الذي ساعد على بناء بيت الامم المتحدة واستعاد لبيروت صورتها الاقليمية والدولية." تلاوي، وهي اول امرأة تعتلي منبر المقاصد الخيرية الاسلامية لرعاية حفل تخرج للثانوية في صيدا، قالت:" تمثل مدرسة المقاصد الخيرية الاسلامية دليلاً حياً على فعالية العمل الأهلي الهادف. فمنذ 125 عاماً كانت هذه الرؤية والعزيمة والايمان لبناء هذا الصرح العظيم من اجل خدمة المجتمع من خلال أهم المجالات وهو بناء الانسان بالتعليم. وتمثِّلُ جمعيةُ المقاصدِ الخيريةِ الإسلاميةِ في بيروتَ وصيدا ومختلفِ الدولِ العَرَبِيّة الأخرى، صيغةً نموذَجيةً للتفاعلِ الضروريِّ والحَيويّ بينَ المؤسّسات التربويةِ من جهةٍ، والمجتمعِ من جهةٍ أخرى، حيثُ أنشأَتْ روابطَ وثيقةً بينَ مؤسّساتِ المجتمعِ المدني والمؤسّساتِ التربوية ضُمنَ تَوَجُّهٍ يعتمدُ تلبيةَ حاجاتِ المجتمعِ المُلحَّة. إذ سَعَتِ الجمعيةُ منذُ تأسيسِها، إلى تحقيقِ عددٍ من الأهداف، أهمُّها "إعدادُ النشءِ ليكونَ مؤمناً بالتعاليمِ الإسلاميةِ السَمِحَةِ والمبادئِ الإنسانيةِ وبناءِ الشخصيةِ السويةِ القادرةِ على تحمّلِ مسؤولياتِها الوطنيةِ الواعيةِ لانتمائِها العربي وتعزيزِ التعليمِ لذوي الدخلِ المحدودِ وتعزيزِ التعليمِ المهني". ولم تنسَ جمعيةُ المقاصد دورَ المرأةِ في المجتمع، فكانتْ من المؤسساتِ التربويةِ الطليعيةِ التي فَتَحَتْ أبوابَها للبنات وأتاحتْ لهنّ متابعةَ دراستَهُنّ العلميّة، بعد أنْ كانَ ذلك أمراً يقتصرُ على الذكور. وكان طبيعياً أن تَحْمِلَ المقاصدُ الإسلاميةُ في صيدا الإرثَ الثقافيَ ذاتَه التي تعملُ بِهِدْيِهِ جمعيةُ المقاصدِ بشكلٍ عام، فَزَخَرَتْ بِقَرْنٍ وربع من العملِ التربوي الدؤوب والتفاعُلِ المجتمعيّ الملتزم. وهنا لا يسعني إلا أن أُؤكِّدَ على تلاقي أهدافِ المقاصد مع الأهدافِ الإنسانية التي تسعى الأممُ المتّحدة جاهدةً إلى تحقيقِها. ويشكّل تحقيقُ تعميمِ التعليمِ الابتدائي الهدفَ الثاني من الأهدافِ الإنمائيةِ للألفية، حيث تَعْمَلُ الأممُ المتّحدة على تمكينِ الأطفالِ في كلِّ مكان، ذكوراً وإناثاً، لإتمامِ مرحلةِ التعليم الابتدائي. ... وفي مثلِ هذه المناسبةِ العزيزة، أُودُّ أن أوجّهَ تحيةً خاصةً للرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري ولا سيّما أنه تخرَّجَ من هذا الصرحِ الكريم، ولا يَسَعُني إلاّ أن أشيرَ إلى عَظَمَةِ الدورِ الذي قام به ابتداءً بتوفيرهِ فرصَ التعليمِ لعشراتِ الآلافِ من الطلابِ والطالبات، مروراً بدَوْرِه في إنجازِ اتفاقِ الطائف، وأخيراً في إعادةِ بناءِ وَسَطِ العاصمةِ بيروت التي كانت قد دمّرتْها سنواتُ الحربِ الأهليةِ الدامية. وإن أنسى، فلن أنسى توجيهَ تحيةً من القلبِ إلى سعادةِ النائبِ السيدة بهية الحريري التي لا تألو جهداً في متابعةِ رسالةِ الرئيسِ الشهيدِ في المجالِ التربويّ والاجتماعيّ والسياسيّ، أكانَ ذلكَ من خلالِ عملِها في مؤسّسةِ الحريري في صيدا أو من خلالِ ترؤسِّها لِجْنَةِ التربيةِ والتعليمِ والثقافةِ في البرلمانِ اللبناني أو دَوْرِها كسفيرةٍ للنوايا الحسنة للأونيسكو أو غيرِها من النشاطاتِ العديدةِ التي تقومُ بها يومياً." وختاماً توجهت تلاوي الى الخريجين فقالت: "أَتَوَجَّهُ بأصدقِ التهاني وأحرِّها إلى المتخرّجينَ والمٌتَخَرّجات في المقاصد وإلى أهاليهم الكرام. وليس تَخَرُّجُكم اليوم سوى الخطوةِ الأولى نحو تحقيقِ الطموحاتِ وتلبيةِ الآمال باتجاهِ مستقبلٍ مفعمٍ بالنجاح. فالعلمُ والأخلاقُ الساميةُ وحدُها تقي شبابَ وبناتَ اليومِ من مخاطرَ المجهول. إن استكمالَ المراحلِ الدراسيةِ كافةً، هو وَحْدُه كفيلُ بتحصينِكُمْ وتحصينِ الوطن ضدَّ أيِّ طارِئ."
arrow-up icon
تقييم