وفي كلمته الافتتاحية، تحدث رئيس قسم العدالة الاجتماعية في الإسكوا أسامة صفا عن خلفية إعداد هذا التقرير وقال إنّ "الحركات الاجتماعية والسياسية الميدانية تكشف عن السخط الشعبي إزاء انعدام العدالة الاجتماعية وتزايد الفوارق في المستويات الاجتماعية والاقتصادية. واستنادًا إلى ذلك، ركّزنا في الإسكوا على وضع إطار جديد متعدّد التخصصات من شأنه أن يبيّن الوضع الحقيقي للمساواة في المنطقة".
وتشير التقديرات إلى أنّ نحو 23.4 بالمئة من سكان العالم العربي كانوا يعيشون تحت خط الفقر الوطني في عام 2012. وفي عام 2014، تجاوز معدل البطالة في صفوف الشباب ضعف المتوسط العالمي بينما بلغ معدل البطالة بين الشابات ضعف معدّل البطالة في صفوف الشبان. إلى ذلك، يعدّ التمثيل السياسي للمرأة في المنطقة العربية الأدنى حول العالم.
وأشار صفا إلى أنّ التقرير "يوثّق تزايد اللامساواة في الحصول على التعليم ذات الجودة وفرص العمل اللائقة في العديد من بلدان المنطقة. ومن خلال استخدام الطرق المبتكرة، يربط أيضًا بين اللامساواة ومفهوم الاستقلالية كما يدرس احتمال تأثير هذين العنصرين مع مرور الوقت على أيّ ’تسوية سياسية‘ واسعة النطاق في المنطقة العربية".
في الواقع، توصّل التقرير إلى أنّ هناك فجوة واسعة بين النسب المئوية الأعلى (90) من الدخل والنسبتين الأدنى (25 و50) ولا سيما في تونس والعراق ومصر. وهناك انخفاض في درجات التحصيل واختلاف كبير في توزيع الدرجات مقارنة بسائر مناطق العالم ما يعني ارتفاع التفاوت في فرص الحصول على تعليم جيّد.
وبحسب التقرير، تبدو المجتمعات منقسمة في الأغلب حسب الفئات العمرية، ولا سيما بين شباب حالم يتطلع إلى التغيير ولا قدرة له على التحكم بالأحداث، وأصحاب سلطة قادرين على تغيير الأحداث ولا رغبة لهم بذلك.
ويفترض التقرير أنّ المجتمعات التي يتمتع أفرادها بالاستقلالية الذاتية قادرة على تحقيق المزيد، وإذا تمكنوا من المشاركة في العمل السياسي، يمكن لهذه المجتمعات أن تجد حلولاً لتحسين نوعية الخدمات العامة والحد من الفجوات القائمة في أسواق العمل، ما يعزز تكافؤ الفرص.
ويعتمد التقرير إطارًا متعدد التخصصات يجمع بين العناصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كما يستخدم مجموعة بيانات حديثة نادرًا ما تستخدم في التقارير المعدة حول المنطقة العربية. ويقدم تحليلاً جديدًا يغطي اللامساواة في الأجور حسب مستوى التعليم ويكشف روابط وفجوات بين الاستقلالية السلبية والإيجابية ويستعرض النتائج بحسب الجنس والسن ومستوى التعليم. ويقدم نتائج جديدة حول طبيعة التعليم وآثاره على تصورات الاستقلالية والتحرّر وحول الفوارق حسب الجنس والسن وحول تصورات المساواة بين الجنسين والتسامح الاجتماعي والديمقراطية في المنطقة مقارنة بسائر مناطق العالم.
وختم صفا بالتأكيد على أنّ التقرير يطرح فكرة جديدة لمعالجة اللامساواة من منطلق أنها ليست موضوعًا اقتصاديًا أو ماديًا فحسب بل من حيث أنّها أيضًا موضوع اجتماعي وسياسي وثقافي وديني ونفسيّ.
وتلا عرض التقرير جلسة مناقشات واقتراحات، على أن يصدر التقرير في غضون أسبوعين بنسخته النهائية وباللغتين العربية والإنكليزية.
* *** *
لمزيد من المعلومات:
نبيل أبو ضرغم، المسؤول عن وحدة الاتصال والإعلام: 96170993144+ dargham@un.org
السيدة رانيا حرب: +96170008879 harb1@un.org
السيدة ميرنا محفوظ: +96170872372 mahfouz@un.org
السيد حيدر فحص: +96170079021 haydar.fahs@un.org