تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة "الإسكوا"
كيف يمكن استقطاب رؤوس الأموال والاستثمار إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضمان كون هذا القطاع آمناً في عصر التمويل الحذر. هذا ما تطرق إليه وزير المالية السابق الدكتور دميانوس قطار في افتتاح اجتماع الخبراء حول "تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الإسكوا"، الذي تنظّمه اللجنة الإقليمية للأمم المتحدة في 11-12 آذار/مارس 2009، في بيت الأمم المتحدة، بيروت.
وأضاف قطار أنّه فيما كانت معظم المبادرات المنبثقة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس مبادرات حكومية، لا يمكننا الاعتماد على هذه المبادرات فقط بعد الآن. والموضوع المطروح هو جذب الأموال والمستثمرين إلى القطاع، وتقديمه على أنّه ضروري في الاقتصاد. وإن أردنا التحول من القطاع العام إلى الخاص علينا أن نضمن استدامة الخدمات ذات الجودة العالية، ونوفّر أسعار بمتناول الجميع. ولا يجب حصر استدامة النمو في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بالابتكار، بل يجب أن تتعدى هذا النطاق إلى تطوير المحتوى وإدارته أيضا. وقال قطار إنّ المنطقة العربية هي استهلاكية بالدرجة الأولى وليست منتجة، وهي تعاني من تحديات عدة منها التعليم، والحرية السياسية وضعف الاستثمار في ميدان البحث العملي. وفيما تقول الأرقام إنّ عدد مستخدمي الإنترنت قد بلغ 40 مليوناً في العام 2008، مقارنة بـ12 مليون في العام 2004، فما الذي يتصفّحه هؤلاء على الشبكة؟. وتطرق قطار ايضاً في هذا المجال إلى دور الحكومات في تعزيز القطاع وخلق البيئة التمكينية الداعمة له، وتعزيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وقد قال يوسف نصير، رئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الإسكوا" إنّه إن أردنا أن تكون مجتمعاتنا مجتمعات منتجة وليس فقط مستهلكة للتكنولوجيا لا بد من العمل على بناء هذا القطاع على أسس متينة تؤكد استدامته، ولا سيما في ضوء غياب موضوع إنشاء قطاع إنتاجي وخدمي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدول النامية عن مؤتمر القمة العلمية لمجتمع المعلومات، وبالتالي غياب محور عمل خاص ببناء وتطوير مثل هذا القطاع في خطة عمل جنيف.
متطرقا على عمل "الإسكوا"، قال نصير إنها وضعت في خطتها الإقليمية لبناء مجتمع المعلومات منذ العام 2004 برنامجاً خاصاً ببناء قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطويره وهو البرنامج الخامس. كما قامت في العام 2007 بدراسة حول تمويل المشاريع والمبادرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال ريادة الأعمال ورؤوس الأموال المخاطرة وقدمت فيها العديد من المقترحات والتوصيات العملية. وسوف تنظم ورشة عمل حول الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أيار/مايو القادم. كذلك فقد ركزت الإستراتيجية العربية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على بناء هذا القطاع بشكل أساسي.
وذكر نصير أنّ بعض الدول العربية مثل مصر والأردن والكويت بجهود كبيرة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد تجاوز معدل النمو 17٪ في هذه البلدان خلال عام 2004. ولكنه قد لا يصل إلى 7٪ في الكويت و إلى 10٪ في مصر والأردن خلال عام 2009 بسبب الأزمة المالية العالمية وازدياد الصعوبة التي يواجهها هذا القطاع الناشئ للتغلب على المشاكل المتفشية في المنطقة. وتشمل هذه العقبات الاعتماد الكامل على استيراد معظم المعدات والتجهيزات والبرمجيات المستخدمة وحتى الخدمات، وضعف السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تعزيز قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوجيه الموارد البشرية والمالية على المستويين الوطني والإقليمي لدعمه بغية تلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية.
ويستمر اجتماع الخبراء حول "تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الإسكوا" حتى يوم غد الخميس 12 آذار/مارس 2009،ويشارك فيه نخبة من الخبراء الوطنيين والإقليميين ذوي المعارف بالحالة الراهنة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقضايا المتعلقة بتطويره وإمكانياته، وذلك بالإضافة إلى الخبراء الماليين والعاملين مع مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويشارك أيضاً خبراء حكوميون ضالعون في صياغة السياسات الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستراتيجياتها وتنفيذها.
ويهدف الاجتماع بشكل رئيسي إلى إبراز العقبات التي تواجه هذا القطاع، واقتراح حلول لتذليل هذه العقبات لبناء قطاع إقليمي مزدهر. وسوف يعالج هذه المسألة من خلال تناوله الحالة الراهنة، والإمكانيات، والعوائق، والحلول الممكنة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة "الإسكوا"، وذلك من المنظور الوطني والإقليمي؛ والتمويل ورأس المال المخاطر وريادة الأعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة "الإسكوا"؛ قياس أداء قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى الوطني، ومقارنة أداءه على الصعيدين الإقليمي والعالمي؛ واستدامة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة "الإسكوا": وضع السياسات والاستراتيجيات وأدوات المراقبة؛ والموارد البشرية والمالية للتطوير السليم لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ وغيرها. ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بشكل رئيسي بمجموعة من التوصيات وبخطة عمل مبدئية تتمحور حول تطوير القطاع الفعّال والمستدام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة "الإسكوا".