بيانات صحفية

14 آذار/مارس 2007

بيروت-أبوظبي

انطلاق أعمال الدورة الثالثة للجنة المرأة في "إسكوا" بتكريم خاص
لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك

تميز اليوم افتتاح الدورة الثالثة للجنة المرأة في "إسكوا" التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في مقر الاتحاد النسائي العام، أبو ظبي، بتكريم سيدتين رائدتين في العالم العربي هما: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة منظمة المرأة العربية، والسيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"إسكوا"، في حضور السيد عبدالله المسعود، رئيس المجلس الاستشاري، وحشد من الشخصيات السياسية والسفراء المعتمدين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والهيئات العربية والدولية المعنية بالمرأة. وقد بدأت مراسم جلسة الافتتاح بالنشيد الوطني الإماراتي تبعته كلمة ترحيبية للسيدة سهير عزوني، رئيسة مركز المرأة في "اسكوا". ثم أعطي الكلام إلى الدكتورة ميثاء الشامسي، مستشار سمو الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي ألقت كلمة باسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، راعية الدورة، هنا مقتطف منها: "لقد تابعت باهتمام بالغ "اجتماع الخبراء المعني بتنمية المرأة العربية في ظل الحروب" والذي عقد يوم أمس، ولعلكم جميعاً تدركون مدى اهتمامي بهذا الموضوع وفي هذا الخصوص أود أن ألفت الانتباه إلى عدة نقاط سريعة في مقدمتها دعمنا وحرصنا البالغ على إحلال السلام ورغبتنا الأكيدة في أن يعم الأمن والأمان شتى بقاع الأرض، ورؤيتنا في هذا الخصوص واضحة وإيماننا أكيد بأن تعاون البشرية فيما بينها من أجل إعمار الأرض مهمة إنسانية عظيمة ونبيلة ينبغي علينا جميعا أن نسعى لتكريسها كفكرة ومبدأ. ومن هذا المنطلق ندعو بكل صراحة وضوح إلى حل النزاعات وفق أساليب دبلوماسية بعيداً عن لغة الحروب والدمار، وكما كنت أقول دوماً إن المرأة يمكنها أن تلعب دوراً أكبر وأكثر تأثيراً في إفشاء ثقافة السلام في مواجهة دعوات الحرب والقتال. نعم على المرأة أن تعلي صوتها كي يسمعه العالم كله. ربما يحرص الرجال على وضع المرأة في الصفوف الخلفية بعيداً عن مرمى النيران لكن حقائق التاريخ والواقع تؤكد لنا أن النساء أكثر من يكتوين بنيران الحروب ويتجرعن كأس مرارتها. ولا غرابة فالمرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة إذا ما فقدت رجلها وعائلها انقلبت حياتها إلى جحيم لا يطاق. دعونا من خلال لقاءنا هذا وعبر لجنتكم الموقرة هذه أن نضع حجر أساس في بنيان نتطلع جميعا إلى أن يطال عنان السماء يكون معبرا عن موقف واضح وحازم للمرأة الرافضة للخراب والدمار والمساهمة بفاعلية في عملية البناء والتنمية. وفي هذا المقام لا يفوتني بالطبع أن أحيّي صمود المرأة خاصة في المناطق المنكوبة وما أكثرها في عالم اليوم من الصومال إلى العراق وفلسطين والعديد من بؤر التوتر على خارطة الكرة الأرضية". تلاوي ثم ألقت السيدة مرفت تلاوي كلمة جاء فيها: "نجتمع اليوم في أبو ظبي لمراجعة أوضاع المرأة العربية وتقييمها، وللتخطيط لما ينبغي القيام به من أجل النهوض بالمرأة العربية، بخاصة في ظل ظروف الحروب والصراعات المسلحة التي تعصف بأكثر من خمسة بلدان عربية وتؤثر سلباً على إمكانيات التنمية في البلاد المجاورة، ولا سيما أن أثر هذه الصراعات المسلحة لا يقتصر على القضاء على فرص التنمية والتقدم في هذه البلاد، بل يهدد بالإطاحة بإنجازات تحققت على مدى سنوات عديدة من العمل الدؤوب والنضال الطويل على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة. إن المنطقة العربية هي أكثر المناطق عرضة للحروب والتوترات السياسية والأمنية مما يعوق المضي قدماً بمسار التنمية والمساواة الذي نسعى جميعاً إلى بلوغه. لهذه الأسباب عقدت "إسكوا" يوم أمس اجتماعاً للخبراء حول أوضاع النساء في ظل الحروب والنزاعات المسلحة". وأضافت تلاوي: "إلا أنه على الرغم من ذلك، تحقق العديد من الإنجازات ... وأذكر من هذه الإنجازات على سبيل المثال لا الحصر: - أصبح لدى غالبية الدول العربية جهاز حكومي يُعنى بشؤون المرأة؛ - تم وضع استراتيجيات خاصة للنهوض بالنساء في معظم البلدان العربية؛ - أجرت بعض البلدان تعديلات على بعض تشريعاتها بحيث تنسجم مع متطلبات المعاهدات والقرارات الدولية؛ ومن ضمن هذه التشريعات قوانين العمل والخدمة المدنية والتمثيل السياسي وبعض قوانين الأسرة؛ - بلغ عدد الدول العربية التي وقعت على اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة 18 بلداً عربياً، ويراجع عدد من البلدان العربية حالياً تحفظاته على الاتفاقية؛ - وتقوم "إسكوا" حالياً بالاشتراك مع خمس مؤسسات إقليمية ودولية هي: منظمة المرأة العربية، وجامعة الدول العربية، واليونيفيم، ومركز الدراسات العربية (كوثر)، لإعداد دراسة عن التحفظات؛ - اتخذت بعض الدول تدابير من أجل زيادة تمثيل النساء في مواقع صنع القرار، كما قامت بخطوات لتوظيف الإناث في الوزارات والإدارات الحكومية عبر قرار صادر عن مجلس الوزراء؛ - ارتفعت نسبة تمثيل النساء في البرلمانات ومجالس الشورى والمجالس المحلية؛ - يبذل العديد من الدول العربية جهوداً متواصلة لتطوير قاعدة معلومات مفصلة وفقاً للجنس، كما تم إنشاء إدارة بحوث ودراسات تعنى بقضايا المرأة، وتقوم الآليات الحكومية المتخصصة بالمرأة في بعض الدول برصد وضع المرأة في مجالات عديدة، كما يتم أيضاً رصد العنف ضد المرأة والطفل في بعض الدول؛ - تعتمد سبع دول عربية استراتيجية إعلامية تسعى إلى تقديم صورة متطورة وغير نمطية عن المرأة تعكس أدوارها المتعددة". وعددت تلاوي العقبات التي لا تزال تواجه المرأة العربية كالتمييز في بعض القوانين وبخاصة قوانين الجنسية والأسرة والعقوبات؛ والأمية المرتفعة وانخفاض نسبة العمالة الرسمية للمرأة العربية وهي النسبة الأكثر انخفاضاً في العالم؛ ومعاناة المرأة في بعض البلدان العربية من الفقر والبطالة؛ وتقيد النساء بالعادات والتقاليد الموروثة الخاطئة التي تُمعن في التمييز ضدهن؛ ومحدودية الميزانيات المخصصة للنهوض بالمرأة على المستويات كافة؛ والحد من فرص التنمية الذي تسببه الحروب والصراعات المسلحة والتي تعيق أيضاً النهوض بالمرأة وتهدد بالقضاء على مكتسبات السنوات الماضية. وإذ أشادت تلاوي بجهود الحكومات في الرد على استبيان "اسكوا" الذي مكنها من الشروع بتقييم أوضاع المرأة العربية، قالت أيضاً: "تتطلب قضية تمكين المرأة وتحقيق المساواة، العمل الدؤوب والممنهج وتضافر الجهود على المستويات والأصعدة كافة فهي مسؤولية مشتركة على عاتق الجميع حيث أنها قضية مجتمع وليست قضية فئة بعينها وحيث أصبح تقدم المرأة معيار لقياس تقدم المجتمع والدولة. سنقيم الي
arrow-up icon
تقييم