بيانات صحفية

6 آذار/مارس 2017

اليوم العالمي للمرأة 2017 في الإسكوا

غوتيريش: إنني ملتزم بزيادة مشاركة المرأة في جهودنا لبسط السلام والأمن
خلف: كنت أرجو أن أقول لكم، في آخر كلمة لي من على هذا المنبر، إن فرجاً قريباً سيأتي
الرومي: أقف للمطابة بالتغيير باسم الإنسانية وباسم مجتمعاتنا العربية
 أوغاسابيان: المرأة قادرة أن تتسلم وزارات سيادية مثل الدفاع والمال

وقفت صباح اليوم الدكتورة ريما خلف، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، على منبر قاعة المؤتمرات الكبرى في الإسكوا في ساحة رياض الصلح، بيروت، لتلقي خطابها الأخير في الإطار الرسمي للأمم المتحدة ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة فقالت في وصفٍ مباشر لوضع المنطقة العربية:

              "في وطننا العربي اليوم، دول تتصدع تحت وطأة نزاعات معلنة، ودول على وشك التصدع تحت وطأة نزاعات كامنة لا تقل عن المعلنة شراسة. ضحايا بالملايين. أطفال ينتزعون من مقاعد الدراسة ويلقون في ساحات المعارك. نساء تستباح حياتهن. والناس يخيرون بين أن يباعوا في أسواق النخاسة، أو أن يعدموا في المعتقلات؛ بين أن يجوعوا في السجون حتى الموت، أو أن يقضوا تحت البراميل المتفجرة أو القذائف الموجهة، أو المصفحات وهم معتصمون في الميادين.
والمرأة تعاني كل هذا الظلم كما الرجل، ثم يقع عليها ظلم وتمييز لأنها امرأة. تمييز في قوانين لا تنصفها في حقوق الزواج والطلاق وحضانة الأطفال وحرية التنقل وحق الملكية. تمييز وتهميش في سوق العمل، يحرمها من فرص متساوية في الوظيفة وإن تساوت في التعليم. عنف داخل المنزل وعنف مؤسسي يصيبها كونها امرأة.

وفي الدول المنكوبة بالنزاعات، كسوريا والعراق وليبيا واليمن، تعاني المرأة من الظلم الذي يضرب مجتمعاتها من قتل وتدمير وتشريد واتجار بالبشر، وتتحمل فوق ذلك ظلماً تفرضه عليها تلك المجتمعات، تسلبها مقومات الحياة، وتأتمنها على استمرار الحياة. في هذه البقعة الصعبة من الأرض، يذهب الرجال ليتداولوا الموت بينهم، ويبقى عليها هي أن تلملم الجراح، أن تربي أطفالها وتعلمهم، أن تصنع بيديها عيشاً مؤقتاً، على أرض مؤقتة، بين قصفين في بيت مهدم، أو بين ترحيلين في خيمة أقيمت على عجل.
 أما فلسطين، فالظلم الذي يقع على أهلها فريد. طردوا من بلادهم وحرموا من حقهم في تقرير مصيرهم، ولو جزئياً. وحتى اليوم تصادر بيوتهم وأراضيهم، وتقام عليها مستوطنات لغرباء أتوا من وراء البحر. يخضعون للأحكام العسكرية، والاعتقال الإداري الطويل، والقتل العشوائي خارج القانون. ومن ينج من هذا كله يعش ليعاني نظام تفرقة عنصرية يعاقبه على عرقه ولغته ودينه، ويترك للعسكر الغزاة أن يحددوا له نصيبه من الأرض والسماء".

 الخطاب الذي ألقته خلف والذي وصف الزمان الصعب الذي تعيشه المنطقة والعالم بكل جوانبه المريرة توجّهت فيه إلى الحضور من سياسيين، على رأسهم وزير الدولة لشؤون المرأة اللبنانية جان اوغاسابيان، ودبلوماسيين ومثقفين ومعنيين بحقوق الإنسان وشؤون المرأة لتقول:

"كنت أرجو أن أقول لكم، في آخر كلمة لي من على هذا المنبر، إن فرجاً قريباً سيأتي. ولكن ما نرى ينذر بأيام قد تكون أكثر ظلماً، أيام تباعد بيننا وبين مبتغانا".

إلا ان كلمة خلف، التي تطرقت إلى الخطر الذي يواجه أهم الإنجازات البشرية في الزمان الصعب هذا وإلى العنصرية المتصاعدة والطائفية التي تنال من التعايش بين فئات المجتمع وإلى خسارة الإنجاز الأخلاقي الذي دفعت البشرية تاريخاً من الدماء لإحرازه، أضاءت فيها الأمينة التنفيذية شعلة أمل تُجسّد صلابة المرأة العربية حتى في الملمّات فقالت:

          "العاشرة ليلاً، في المطر، يدق ضابط الاحتلال الإسرائيلي باب وصال، أم نبيل، من قرية دير غسانة شمالي رام الله. يطلب منها تسليمه ولديها. يقول إنه جاء لاعتقالهما، ثم يضيف: "ألبسيهما جيداً في هذا البرد، لن تريهما مرة ثانية". تجيبه وصال: "سأراهما، وسيكبران وسيتزوجان وسيرزقان بالأولاد والبنات، أما أنت فلن يحول عليك الحول". كان هذا عام 1982، ووصال تحكي هذه القصة اليوم، وحولها ولداها وأحفادها، ولا ندري ما مصير الضابط".

  وقالت:
"ومن يخبر العمل الرسمي في بلادنا، مثلي ومثل الكثيرين منكم، يعلم أنه يقترب من الحرية كلما ابتعد عن السلطة وتخلص من رقابة ذاتية يفرضها على نفسه، لا خوفاً، بل حرصاً على زملائه ومؤسسته، يصبح له ملء حرية الاختيار، وأنا، مثل وصال والكثيرات غيرها، أختار الأمل.
أختار الأمل بارغم من توحش الظلم في منطقتنا، أو ربما بسبب توحشه".

غوتيريش
وكان الاحتفال قد استُهلّ برسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تلتها نائبة الأمينة التنفيذية للإسكوا، الدكتورة خولة مطر وجاء فيها:
         "وعندما تشارك المرأة مشاركة كاملة في القوة العاملة، فإن مشاركتها تهيئ فرصا وتُحقّق نموا. وسد الفجوة بين الجنسين في العمالة يمكن أن يضيف مبلغ 12 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي بحلول عام 2025. وزيادة نسبة النساء العاملات في المؤسسات العامة يجعلها أكثر تمثيلا، وينهض بالابتكار، ويُحسِّن عمليات اتخاذ القرار، ويحقق فوائد للمجتمعات بأسرها.
         والمساواة بين الجنسين عنصر محوري في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الخطة العالمية التي اتفق عليها قادة جميع البلدان بغية التصدي للتحديات التي نواجهها. ويدعو الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة تحديدا إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، وهذا أمر أساسي لبلوغ جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
         وإنني ملتزم بزيادة مشاركة المرأة في جهودنا لبسط السلام والأمن. ويزيد قيام النساء بالمفاوضات من فرص تحقيق السلام المستدام، والنساء حفظة السلام يُقلصن فرص حدوث الاستغلال والانتهاك الجنسيين".
أوغاسابيان والرومي
وتميّز احتفال هذا العام الذي قدمته الفنانة القديرة تقلا شمعون بمشاركة الوزير أوغاسابيان والسيدة ماجدة الرومي.
وفي كلمته، قال أوغاسابيان: "خلال شهرين باتت لدى لبنان وزارة بهيكلية واضحة ومكاتب وفريق عمل واستراتيجية ورؤية مستقبلية وموازنة تشغيلية لمدة سنة، فضلا عن موقع إلكتروني حديث تتم مواكبته بتعزيز مختلف وسائل التواصل الاجتماعي". وأكد أن "وزارة الدولة لشؤون المرأة على تواصل مع كل الجمعيات اللبنانية والوكالات الدولية المعنية بالمرأة"، مشيرا إلى متابعته أحد عشر اقتراح قانون مع اللجان النيابية في البرلمان، وتقدمه بأربعة مشاريع قوانين إلى مجلس الوزراء في غضون شهرين.

وذكّر أوغاسابيان بأهداف وزارة الدولة لشؤون المرأة، معدّداً أولويات إنهاء التمييز ضد المرأة وتعزيز دورها في صنع القرار والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، وإنهاء كل أشكال العنف ضد النساء، ومساندة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في سبيل تعزيز حقوق المرأة.

وأكد أنه سيستمر في عمله مواظبا على المطالبة بالكوتا لمرحلة إنتقالية لقناعة راسخة بأهمية وجود المرأة في مناصب سياسية في الحكومة والمجلس النيابي، ليس فقط في وزارات لها طابع إداري أو لها علاقة بالمرأة بل إن المرأة قادرة أن تتسلم وزارات سيادية مثل الدفاع والمال.

أما الرومي، فقالت:
          "أقف هنا اليوم، بمنتهى المسؤولية، لأضمّ صوتي إلى جميع من علَت أصواتهم، كي يطالبوا بجرأة، بتغيير الظروف الحياتية الصعبة المستحيلة، التي تعانيها ملايين السيدات العربيات على امتداد الأرض العربية كلّها.
          أقف للمطالبة بالتغيير أولاً باسم الإنسانية، ثانياً باسم مجتمعاتنا العربية، التي يرتدّ عليها قهر المرأة واضطهادها سلباً، لا حدّ لتداعياته.

          أقف هنا اليوم لأقول بملء صوتي:
          أعتقوا المرأة وأطفالها وعائلتها من بؤر الفقر والجهل والأميّة، تكونوا بذلك تخططون لقيام دول أقلّ إجراماً وحروباً، وتنتزعون فتيل القنابل الموقوتة من بيوتٍ وقلوب مقهورة ومنكسرة، وتحوّلونها إلى سنابل بركةٍ ومواسم خير.
          (...) ضعوا قوانين تحمي المرأة نفسياً وجسدياً من كل عنفٍ وذلّ، تكونوا بذلك تقطفون من سكينة قلبها أجيالاً على صورتها مؤهّلة لكلّ تغيير واعدٍ في كلّ ميادين الحياة".

وتميّز الاحتفال أيضاً بأداءٍ للسيدة أميمة الخليل رافقها على البيانو الأستاذ هاني سبليني وبعرضٍ مسرحيٍ بعنوان "ألاقي زيَّك فين يا علي" من تأليف وأداء السيدة رائدة طه وإخراج السيدة لينا أبيض.
 لوحة فنيّة ومعارض حرفية وثقافية وحلقة نقاش
 
وقد كتب المشاركون كلمات من وحي المناسبة على لوحة وُضعت على مدخل مقرّ الإسكوا على أن تُعرض في ما بعد بين الأعمال الفنية المهداة إلى المقرّ. كما نُظم على هامش الاحتفال معرض لمنتجات حرفية وغذائية لجمعيات داعمة للمرأة بالتعاون مع منظمة "بليسنغ"، وعرض لفيلم "678" الذي يتناول موضوع العنف ضد المرأة ومعرض لأعمال السيدة كاتيا طرابلسي بالتعاون مع غاليري صالح بركات.
 
وُنظمت أيضاً على هامش الإحتفال بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، حلقة نقاش عرضت تجارب نساء رائدات في الحياة العامة وعالم الأعمال أدارتها الإعلامية ديما صادق وشاركت فيها كل من السيدة رندة بدير (رئيسة مجموعة الخدمات المصرفية في بنك عودة) والسيدة ريما الحسيني (مؤسِسة ورئيسة منظمة بليسنغ) والكابتن رُلى حطيط (أول قائدة لطائرة تجارية لبنانية) والسيدة مايا بخعازي (رائدة في مجال المطاعم والسياحة) والسيدة كاتيا طرابلسي (فنانة تشكيلية).
 
* *** *
لمزيد من المعلومات:
السيد نبيل أبو ضرغم: 0096170993144 البريد الإلكتروني: dargham@un.org
السيدة مران أبي زكي: 0096176046402 البريد الإلكتروني: abi-zaki@un.org
السيدة رانيا حرب: 0096170963761 البريد الإلكتروني: harb1@un.org
البريد الإلكتروني لوحدة الاتصال والإعلام في الإسكوا: escwa-ciu@un.org
 
لمزيدٍ من الأخبار:
موقع الإسكوا على الانترنت: www.unescwa.org
فايسبوك: https://www.facebook.com/unescwa  و تويتر@ESCWACIU :
arrow-up icon
تقييم