اليوم العالمي للمرأة في الإسكوا
دشتي: أيّ يوم نحيي معًا، وبأيّ امرأة نحتفي؟
الأشقر: ما بالنا نتخبّط في حيرةٍ من التاريخ وفي غفلةٍ من الزمن؟
بيروت، 5 آذار/مارس 2019 (الإسكوا)--تساءلت اليوم الدكتورة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 آذار/مارس) عن "أيّ يوم نحيي معًا، وبأيّ امرأة نحتفي؟ هل نحتفي بطفلة تقاسي حرّ الصيف وقرّ الشتاء في مخيَّم للاّجئين تشرّدوا من أوطانهم؟ هل نحتفي بِأخت تتضوّر جوعًا لأنها تدّخر كلّ كسرة خبز لصغار تخشى أن يحرمهم حصار أو غارة أو تفجير من قوتِ غد؟ أم بابنة زجّوا أباها المسنّ في السجن، فأصبحت هي المعيلة لأمّ أثكلها الاحتلال منذ سنين وحال العوز دون حصولها على رعاية صحية تليق بشيخوختها؟ هل نحتفي اليوم وتكلفة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله في عالمنا العربي تفوق ديون بعض الدول العربية؟"دشتي: أيّ يوم نحيي معًا، وبأيّ امرأة نحتفي؟
الأشقر: ما بالنا نتخبّط في حيرةٍ من التاريخ وفي غفلةٍ من الزمن؟
دشتي كانت تحدثت أمام حشدٍ من الدبلوماسيين العرب والأجانب تقدّمهم السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ومن مندوبي المنظمات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة وجمعٍ، وذلك في الاحتفال الرسمي الذي أحيته الإسكوا للمناسبة في بيت الأمم المتحدة، ساحة رياض الصلح، بيروت.
وحلّت السيدة نضال الأشقر متكلمةً رئيسية على الاحتفال الذي نُظِّم بالتعاون مع الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، جامعة البلمند وقدّمه الإعلامي محمد قيس.
وقدّمت دشتي الاعتذار من كل امرأة وطفلة لم يُحقق حلمُها بالمساواة ودعت إلى اعتبار هذا اللقاء اجتماع عمل في جلسة طارئة لا تكرّر فيها شعارات فضفاضة ساحرة، ولا تُرسَم فيها رؤى تذهب أدراج الرياح لفرط بُعدها عن الواقعية.
وأكّدت دشتي أنّ التحديات كثيرة "تؤدي إلى تأجيل العمل على تحقيق المساواة مع الرجل تحت ذريعة إيلاء الأولوية لقضايا تعتَبر أكثر إلحاحًا، تحديات لا ننكرها، لا سيما في بلدانٍ عربية أنهكتها النزاعات والحروب وحالات الاحتلال وموجات النزوح والتهجير؛ وتفاقُم الكوارث الاقتصادية والطبيعية والبيئية. ولأن هذه التحديات تختلف من بلدٍ عربي إلى آخر، وإن تشابهت، فلعلّ أفضل بداية لمسار تذليلها هي تحديد المجالات ذات الأولوية المشتركة، تمهيدًا لتنفيذ استجابات تدفع عجلة التنمية المستدامة على مستوى المنطقة بأسرها، وتُثمر بالتالي مكاسب على كل بلدٍ من بلداننا".
ولفتت إلى دور الإسكوا في العمل مع شركائها في استحداث "حلول ملموسة وعملية قابلة للتنفيذ في السنوات القليلة المتبقّية لغاية عام 2030، علّنا بذلك نَفي ولو بجزء من التزامات تعهَّدنا بها في أيلول/سبتمبر 2015، يوم التحقنا بالركب العالمي للتنمية المستدامة".
الأشقر
وبعد كلمة الأمينة التنفيذية للإسكوا، تكلّم آلان بروناس، مدير كلية السينما والفنون السمعية والبصرية، باسم الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وأشار إلى مساهمة طلاّبه عبر الفن والإبداع في الإضاءة على هذا الصراع العابر للدول والأجيال. وقال: إنّ شبابنا الذين نريد لهم أن يكونوا أحرارًا ومسؤولين ومناصرين للمساواة والإنسانية لا يجسّدون قيم الأكاديمية فحسب بل قيم جيل معاصر ومنفتح لا بدّ وأن يمتلك القدرة على النقد الضروري والحيوي.
ثمّ تكلّمت نضال الأشقر وتساءلت: "ما بالنا، نحن الذين استقت حضارات العالم من حضارتنا، نتخبّط اليوم في حيرةٍ من التاريخ وفي غفلةٍ من زمنٍ كان يجب أن يكون ارتقاءً لنا في ضوء ما أُعطينا من ثرواتٍ وفرص؟ وما بالنا حين نتكلم عن المرأة العربية نتفاوض على حقوقها وواجباتها كأنها جسم خارجٌ عن مجتمعها في حين أنه لا وجود للتنمية البشرية المستدامة والمساواة والعدالة الاجتماعية والمرأة خارج المعادلة؟ وما بالنا إذا أردنا التغيير نستعين بالمرأة وشجاعتها وإيمانها وجرأتها على رأس الحراك الشعبي ونستثني وجودها في صناعة القرار وفي رسم مستقبل الأجيال الفتيّة؟"
وطالبت الأشقر بأن تتمتع المرأة العربية بكامل حريتها في اختيار وتقرير مصيرها في حياتها الخاصة والعامة من دون قيودٍ تُفرض عليها، وهي الكفيلة والمسؤولة الأولى والأخيرة باحترام خصوصيتها الثقافية والدينية والاجتماعية والحضارية.
كما طالبت بالاعتراف بقدرات المرأة الهائلة على مستوى اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الناجع وبالعمل على تغيير عقلية التعاطي مع المرأة بقيمتها الإنسانية ومعاناتها وعلى الاستثمار بقدراتها العلمية والثقافية وطموحاتها حتى تستطيع أن تكون من الحلقات الأقوى إنتاجًا على الصعيد الاقتصادي. وطالبت بأن تُعطى المرأة وأسرتها الأولوية في الحماية خلال النزاعات المسلّحة ضمن القوانين والمواثيق الدولية، وذلك لما تُسبب أذيتها من تداعيات خطيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
ثم كانت وقفة شعرية مؤثرة للممثلة اللبنانية الشابة ناتاشا شوفاني عن الاغتصاب جاء فيها: "تخسرين جسدك/ عندما تسمعين من "المحاضرين"/ أنّ ما تعرّضتِ له ليس اغتصابًا،/ فما عشتِه لا مكان له في قواميسهم./ عندما تسمعين منهم/ أنّه عليكِ تخطي الأمر/ والتوقّف عن لعب دور الضحيّة/ لأنّ نساءً غيرَك عانَينَ ألمًا أعظم".
وفي الختام، وزّعت الدكتورة دشتي شهادات تقدير على فريق طلاب الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة الذين شاركوا في الإعداد لمعرض فني أقاموه للمناسبة وعكس رؤيتهم لواقع المرأة.
الصور: https://bit.ly/2ENavlM
****
لمزيد من المعلومات:نبيل أبو ضرغم، المسؤول عن وحدة الاتصال والإعلام: +96170993144 dargham@un.org
السيدة رانيا حرب، مسؤولة إعلامية مساعدة: +96170008879 harb1@un.org