أخبار

8 نيسان/أبريل 2009

النقل عصب المنطقة

Story 1.JPG

"الجسم من غير شرايين يقف. وانسيابية النقل تشبه انسيابية الدم في الشرايين؛ فأي تعطّل فيها يؤثر على الجسم بأكمله". هكذا عرّف نبيل صفوت، رئيس شعبة التنمية الاقتصادية والعولمة في "الإسكوا" أهمية النقل ولا سيما في منطقة تضمّ بلداناً نامية. فامتداد محاور النقل يسهم في زيادة التواصل بين البلدان، وتسهيل التنقل ضمن البلد نفسه ومع غيره من البلدان يزيد من قدرته على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويصحّ هذا القول بالأخص فيما يتعلّق بالسودان، التي طلبت الانضمام إلى اتفاقيات النقل الثلاث المعتمدة في إطار منطقة "الإسكوا".
 
وكانت "الإسكوا" قد اختتمت مؤخراً أعمال الدورة العاشرة للجنة النقل التابعة لها (31 آذار/مارس-2 نيسان/أبريل 2009؛ بيروت) بتوصيات لافتة ركّزت بشكل خاص على موضوعين أساسيين: مواءمة الهياكل المؤسسية والتشريعات في قطاع النقل في منطقة "الإسكوا" وطلب السودان الانضمام إلى اتفاقيات النقل. وقد حصد الاجتماع مشاركة واسعة النطاق لممثلين عن البلدان الأعضاء، وعن منظمات إقليمية ودولية كمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية وجامعة الدول العربية والبنك الدولي والصندوق السعودي للتنمية، وغيرها.
 
النقل والمال
يبرز قطاع النقل بشكل خاص في منطقة "الإسكوا"، التي تعاني من مشاكل وتحديات تواجه هذا القطاع وتشمل ضعف البنى التحتية؛ وعدم تكامل أنظمة النقل؛ والعقبات التي تعيق حركة تنقل البضائع والركاب؛ وضعف التبادل التجاري بين هذه البلدان؛ ومشاكل اللوجستيات والأنظمة المؤسسية والقانونية الخاصة بالتجارة والنقل وغيرها من العقبات. ولهذه المشاكل أثر سلبي على دور النقل الرائد في تفعيل الأوضاع الاقتصادية في بلدان المنطقة وزيادة التكامل الإقليمي فيما بينها حتى تستطيع أن تقوم بتطوير قدراتها التنافسية في سوق الاقتصاد العالمي، ولا سيما في الأوضاع الراهنة.  لذلك جاء تركيز "الإسكوا" على تفعيل هذا الموضوع في وقت يواجه العالم فيه أزمة مالية غير متوقعة تركت أثاراً عميقة في السياسة والاقتصاد والمال، ولم ينج منها قطاع النقل حسب تعبير وزير النقل اللبناني، غازي العريضي الذي رعى افتتاح الدورة العاشرة للجنة النقل. فقد اعتبر العريضي أنّ هذا القطاع تأثر سواء "على مستوى صناعة الآليات أو النقل البري أو تصنيع الطائرات أو النقل البحري والسفن". من هنا، دعا إلى تفعيل خطط النقل وانتهاز الفرص السانحة بفضل الموقع الجغرافي للاستثمار وتفعيل عملية الانتقال والتواصل بين الشعوب والدول على مستوى الأفراد والتبادل التجاري والاقتصادي. وقد تطرق الأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، بدر عمر الدفع أيضا إلى مسألة الأزمة المالية، وأوضح أهمية تكثيف الاستثمارات في قطاع النقل والبنى الأساسية لمواجهة آثارها، ولا سيما أنّ "قطاع النقل يبقى من العوامل الأهم لتحقيق التنمية والتكامل الإقليمي ورفع مستوى معيشة شعوب المنطقة"، حسب تعبيره.
 
اتفاقيات إقليمية
وأشار الدفع إلى تعاون "الإسكوا" والجامعة العربية في إعداد مخطط الربط البري بالسكك الحديدية بين البلدان العربية الذي اعتمد في القمة العربية  الاقتصادية والتنموية المنعقدة في الكويت في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام. كما تقوم "الإسكوا" حالياً بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية مع وزارة النقل اليمنية لإنشاء شبكة سكك حديدية في اليمن.
 
كما لفت الأمين التنفيذي إلى أنّ مجلس وزراء النقل العرب وافق في دورته الحادية والعشرين (29 تشرين الأول/أكتوبر 2008/بور سعيد) على الصيغة الموحدة بين "الإسكوا" وجامعة الدول العربية لاتفاقية النقل متعدد الوسائط بين الدول العربية. وقرر المجلس عرض مشروع الاتفاقية على الأجهزة المختصة في الأمانة العامة للجامعة العربية لإقرارها، تمهيداً لتصديق البلدان العربية عليها.
 
الدورة العاشرة
وقد هدف اجتماع لجنة النقل إلى استعراض ما تم التوصل إليه من إنجازات للبلدان الأعضاء بالتعاون مع الأمانة التنفيذية لـ"الإسكوا" منذ الدورة التاسعة للجنة النقل (آذار/مارس 2008/بيروت) ومراجعة مدى تنفيذ الاتفاقيات والآليات والتوصيات المتعلقة بتسهيل كفاءة قطاع النقل بكل مجالاته وأبعاده ورفعها. من جهتها أشارت ممثلة عمّان، التي ترأست مكتب الدورة التاسعة للّجنة، حنان بنت سالم بن سيف الرّحبية إلى أنّ عمل اللجنة يشمل أيضاً متابعة تنفيذ نظام النقل المتكامل في المشرق العربي، بهدف تسهيل التجارة والنقل بين بلدان المنطقة لتحقيق التكامل الإقليمي في ما بينها.
 وترأّست فلسطين الدورة العاشرة للجنة النقل، فيما تولّت كلّ من عمان وقطر منصبي نائب الرئيس والكويت منصب المقرر. وقد شدّدت الدورة على مواءمة الهياكل المؤسسية والتشريعات في قطاع النقل في منطقة "الإسكوا"، ورحّبت بانضمام السودان إلى اتفاقات النقل الثلاث المعتمدة في اللجنة الإقليمية كما حثّتها على سرعة إيداع وثيقة الانضمام لدى الأمين العام للأمم المتحدة. وتضمّنت التوصيات أيضاً الموافقة على المحاور الإضافية للطرق الدولية والسكك الحديدية الدولية التي تقدمت بها السودان، ومتابعة توصيات اللجنة في دورتها التاسعة.
arrow-up icon
تقييم