العريضي في افتتاح الدورة العاشرة للجنة النقل في "الإسكوا": تفعيل قطاع النقل لتفعيل عملية الانتقال والتواصل بين شعوبنا ودولنا
رعى وزير النقل والأشغال العامة اللبناني غازي العريضي افتتاح أعمال الدورة العاشرة للجنة النقل في "الإسكوا"، التي تنعقد لغاية يوم الخميس 2 نيسان/أبريل 2009، في فندق هوليداي إن، ديونز، فردان، بيروت بحضور الوفود المشاركة من البلدان الأعضاء.
وإلى جانب العريضي، شهدت الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من ممثلة سلطنة عمان، بصفتها رئيس مكتب الدورة التاسعة للّجنة، حنان بنت سالم بن سيف الرّحبي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"الإسكوا"، بدر عمر الدفع.
الرحبي
أشارت الرّحبي في كلمتها إلى أنّ عمل اللجنة يشمل متابعة تنفيذ نظام النقل المتكامل في المشرق العربي، بهدف تسهيل التجارة والنقل بين بلدان المنطقة لتحقيق التكامل الإقليمي في ما بينها. وعدّدت الرّحبي الإنجازات في هذا المجال، فقد انضمت معظم البلدان الأعضاء إلى اتفاقية الطرق الدولية في المشرق العربي وبدأت بتنفيذها أو الترتيب فعليا لها؛ كما شهد اتفاق السكك الحديد الدولية انضمام 8 بلدان بدأت بوضع خطط العمل له؛ فيما انضمت 9 بلدان جديدة إلى اللجان الوطنية لتسهيل النقل والتجارة وصدّقت 8 بلدان على مذكرة التفاهم في مجال النقل البحري في المشرق العربي، كان آخرها عمان (فبراير 2009). وأوضحت الرحبي أن "الإسكوا" قد أعدّت ورقة عمل حول واقع منظومة النقل في المنطقة العربية وتطويرها في إطار الإعداد لإستراتيجية عربية مشتركة لتطوير النقل في المنطقة
الدفع
في كلمته، قال الدفع "إذا كنا نحتفل هذا العام بالذكرى الـ35 لتأسيس "الإسكوا"، فإننا ندرك أكثر من أي وقت مضى بأن قطاع النقل يبقى من العوامل الأهم لتحقيق التنمية والتكامل الإقليمي ورفع مستوى معيشة شعوب المنطقة". وأشار في هذا المجال إلى الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي بدأت تظهر آثارها على منطقتنا سواء من حيث ارتفاع مستوى البطالة وتدني حركة التجارة البينية وزيادة نسبة الفقر، أو غير ذلك من التأثيرات السلبية على كافة القطاعات الاقتصادية والتنموية التي تحتم على بلدان المنطقة التكاتف والتضامن من أجل الحد من تداعياتها وتكثيف الاستثمارات في قطاع النقل والبنى الأساسية.
وذكّر الدفع بأنّ اجتماع لجنة النقل يهدف إلى استعراض ما تم التوصل إليه من إنجازات للبلدان الأعضاء بالتعاون مع الأمانة التنفيذية لـ"الإسكوا" منذ الدورة التاسعة للجنة النقل التي عقدت في بيروت في شهر آذار/مارس 2008 ومراجعة مدى تنفيذ الاتفاقيات والآليات والتوصيات المتعلقة بتسهيل ورفع كفاءة قطاع النقل بكل مجالاته وأبعاده.
في هذا الإطار، قال الدفع "يسعدني أن أشير إلى تعاون "الإسكوا" والجامعة العربية في إعداد مخطط الربط البري بالسكك الحديدية بين البلدان العربية الذي اعتمد في القمة الاقتصادية العربية المنعقدة في الكويت في شهر كانون الثاني/يناير من هذا العام انطلاقاً من توسيع اتفاق السكك الحديدية الدولية في المشرق العربي ليشمل كافة البلدان العربية بالمواصفات الفنية نفسها وبأسلوب ترقيم المحاور نفسه. كما تقوم "الإسكوا" حالياً ووزارة النقل اليمنية بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء شبكة سكك حديدية في الجمهورية اليمنية".
وفي مجال النقل متعدد الوسائط يسرني أن أشير أيضاً إلى أن مجلس وزراء النقل العرب في دورته الحادية والعشرين التي انعقدت في بور سعيد في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2008 قد وافق على الصيغة الموحدة بين "الإسكوا" وجامعة الدول العربية لاتفاقية النقل متعدد الوسائط بين الدول العربية. وقد قرر المجلس عرض مشروع الاتفاقية على الأجهزة المختصة في الأمانة العامة للجامعة العربية لإقرارها، تمهيداً لتصديق البلدان العربية عليها.
العريضي
وشدد العريضي على أهمية هذا المؤتمر، ولا سيما في المرحلة الحالية الحساسة. وقد شكر "الإسكوا" التي "واجهت صعوبات كثيرة وتحديات كبيرة وقال كثيرون إنها لن تكون قادرة على تجاوزها و ستنتقل من بيروت التي لن توفر لها الظروف الملائمة لعملها" ولكن اللجنة الإقليمية تؤكد بحسب العريضي أنها منظّمة متماسكة وفاعلة وقادرة على الاستمرار، تماماً كما تؤكد بيروت ولبنان والحكومة أنها قادرة على احتضان المؤسسات الدولية والعربية وتوفير الظروف الملائمة لعملها.
وقال العريضي إنّه في السياسة والاقتصاد والمال نواجه أزمة مالية عالمية غير متوقعة ونقرّ علناً في مراكز العالم العربي أننا متأثرون ويمكن أن نتأثر أكثر بنتائجها في القطاعين العام والخاص، وعلينا أن نفكر في إطار النقاشات الدائرة عالمياً فالمجتمعات الأكثر تقدما تعاني من الأزمة العالمية، حتى أن واشنطن تتحدث عن التأميم.
وأكّد وزير النقل اللبناني أنّ قطاع النقل من القطاعات الأساسية التي تأثرت بالأزمة المالية سواء على مستوى صناعة الآليات أو النقل البري أو تصنيع الطائرات أو النقل البحري والسفن. وشدد في هذا المجال على تفعيل خطة النقل عبر سكك الحديد لأنها من حيث نقل الأشخاص أو البضائع تبقى من أهم وسائط النقل التي تعالج مشكلة السير، ولا سيما أننا لا نستطيع بناء الأنفاق في بعض العواصم وأنه لدينا مرافئ ناشطة (بيروت- مشروع توسعة يقدر ب 120 مليون دولار)
وأضاف أنّ عملية نقل البضائع من المرافئ إلى الدول الأخرى عبر سكك الحديد ملحة وحضارية ويجب التفكير بها، فهي عنصر مهم في تفعيل عملية الانتقال والتواصل بين شعوبنا ودولنا على مستوى الأفراد والتبادل التجاري والاقتصادي.
متطرقاً إلى النقل البحري، اعتبر العريضي أنّ المؤتمر الدولي للموانئ البحرية الذي عقد في مصر كان مهماً للاطلاع على الخطوات الكبرى التي يتخذها البلد وبعض البلدان العربية في هذا المجال، ولا سيما أن إمكانية التعاون بينها كبيرة جدا. "يجب انتهاز الفرص ولا سيما بالنظر إلى المواقع الطبيعية وإمكانات استثمار والاستفادة من الشواطئ والمرافئ والقدرة على استقبال عدد كبير من السفن"، حسب تعبيره.
أماّ النقل الجوي، فقال العريضي مختتما إنّه شهد تطوراً كبيراً من خلال الأجواء المفتوحة وقيام شركات عربية خاصة. ولكن بعد أن شهد القطاع أزمات، يجب التفكير في مواجهة الأزمة العالمية، وفي خطط التطوير، وسلامة الطيران، وانتظام العمل في المطارات والتعاون بين المؤسسات.
مكتب الدورة
وبعد الجلسة الافتتاحية انتخب مكتب الدورة، فجاءت فلسطين، ممثلة بمحمود قادر، رئيساً، فيما عمان وقطر نائبين للرئيس، ممثلتين بحنان بنت سالم بن سيف الرّحبي، وحمد بن سالم خليفة بالترتيب. كما جاء ممثل دول الكويت، نزار صايغ مقرراً.
وتبحث الدورة العاشرة للجنة النقل قضايا بارزة على صعيد التكامل الإقليمي ومنها: متابعة تنفيذ اتفاق السكك الحديدية الدولية في المشرق العربي؛ ومذ