أخبار

19 أيار/مايو 2010

الرئيس برّي يفتتح الدورة الوزارية السادسة والعشرين للإسكوا ويحث على الاهتمام بالشباب،

Photo
26 Session-Ministerial Opening.JPG

افتتح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي اليوم الدورة الوزارية السادسة والعشرين للإسكوا تحت شعار "الشباب هم التغيير"، في بيت الأمم المتحدة في بيروت، وذلك في حضور حشدٍ كبير من الوزراء والمسؤولين العرب والإعلاميين.
 
 وقد ألقيت في الافتتاح كلمات لكلّ من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون تلاها الأمين التنفيذي للإسكوا بدر عمر الدفع الذي ألقى أيضاً كلمة الإسكوا، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية، ووزير التخطيط والتعاون الدولي في المملكة الأردنية الهاشمية جعفر حسان، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التخطيط والتعاون الدولي في الجمهورية اليمنية عبد الكريم إسماعيل الأرحبي.
 
استهلّ بري كلمته بالإشارة إلى أنه للمرة الثانية يرعى نشاطا للإسكوا، وذلك "نظراً للأدوار المتنوعة التي تقوم بها مختلف مكاتب الأمم المتحدة وخصوصاً الإسكوا، التي تتجاوز تأثيرات قراراتها وأنشطتها لبنان إلى محيطه العربي والمنطقة". ودعا إلى وضع استراتيجيات ملموسة تستهدف الشباب وتحدد مجموعة من الأولويات التي تحرص على إتاحة الفرص الكافية أمام استخدام طاقاتهم وإمكانياتهم في جميع المجالات والاتجاهات. وأضاف بري أن الإسكوا عمدت إلى "إجراء مسح استقصائي بهدف حصر المعطيات والمعوقات لسلوك الطريق لتنفيذ البرنامج العالمي للشباب، وهي دون ريب اكتشفت أن ضعف الالتزام السياسي للقوى البرلمانية وغيرها والتي تشكل الموالاة والمعارضة بموضوع الشباب، أفسح المجال للحكومات بأن تتلكأ عن سلوك هذا الطريق، إضافة إلى النقص الفاضح في البيانات والمعلومات والإحصاءات المفيدة التي تمكّن من رسم صور للواقع، وإعداد التوصيات والاقتراحات والقرارات اللازمة". وتمنّى برّي أن يتم سدّ الثغرة الواسعة في المرحلة الانتقالية بين التعليم العالي وأسواق العمل، داعياً إلى إنشاء مجالس عليا للتربية في كل دول المنطقة، تنسّق ناتج التعليم العالي مع حاجات سوق العمل.
 
وفي الرسالة الموجّهة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى الدورة، أعرب بان كي-مون عن أمله من خلال تركيز المناقشات حول الشباب كأحد المواضيع الرئيسية، أن تأتي الثمار في ترسيخ الاعتراف بمساهمة الشباب ومشاركتهم الكاملة في جميع أوجه الحياة الاجتماعية، مرحّباً باعتماد إعلانٍ بشأن الشباب يجدد الالتزام بوضع سياسات فعالة تلبّي أولوياتهم وتطلعاتهم للمستقبل. كما نوّه بالتركيز على القدرات البشرية والمؤسسية نظراً للدور الجوهري الذي يلعبه تحديث القطاع العام والإصلاح الإداري في تحقيق الأهداف الإنمائية الوطنية وبناء مؤسسات تتصف بالقوة والفعالية. وأكّد ثقته بالخيارات التي ستتخذ في السياسة العامة التي "تلبّي الاحتياجات المحليّة وتهدف إلى تحقيق مزيد من الفعالية في الحكم ومزيد من المناعة للمجتمعات".  
 
أما بدر الدفع فأكّد في كلمته أن الإسكوا استطاعت على مدى خمسة وثلاثين عاماً "الاستمرار في أداء رسالة إنمائية تزداد صعوبة في ظل الظروف القاسية التي تواجهها المنطقة وبلدانها، وتزيد اللجنة إصراراً على أن تكون بمستوى التحديات". وأشار إلى ضرورة إجراء مراجعة نقديّة بنّاءة للمناهج الإنمائية في التعاطي مع الشباب وذلك بهدف الوصول إلى معالجات علمية تنسجم مع الخصوصيات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية، ومع ما تفرضه المرحلة من فرص وتحديات تؤثر على قضايا الشباب وعلى أدائهم الاجتماعي. وختم مؤكّداً بأن "الانجازات التي نريدها والنوايا لا يمكن أن تتحقق إذا لم تؤمّن لها البيئة المناسبة".
 
بدوره نوّه العطيّة بالدور الإقليمي الحيوي الذي تقوم به الإسكوا في دفع التفاعل البنّاء بين البلدان الأعضاء والإطار المؤسسي الذي وفّرته لتأمين تعاون أوثق بين دول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أشار إلى أن "مجلس التعاون قد حقق العديد من الانجازات على كافة المسارات السياسية والأمنية والعسكريّة والبيئية وبالتأكيد في مجال الشباب والرياضة" ، مضيفاً أن دول المجلس قد تبنّت برامج للتوجيه المهني تعين الشباب على اختيار ما يتناسب وميولهم وقدراتهم من المهن، مع دفعهم نحو تغيير النظرة لديهم تجاه بعض الحرف.
 
أما حسان فقد تكلّم عن الارتفاع في معدلات النمو السكاني وبخاصة في أعداد الشباب حيث أشار إلى الإحصاءات والتقارير الصادرة عن اللجنة والتي توضح بأن "مجتمعاتنا تملك أعلى المعدلات على المستوى العالمي للفئات العمرية تحت 25 عاماً، والتي تشكل ما نسبته حوالي 60 بالمائة من عدد سكان المنطقة، الأمر الذي يتطلب جهوداً كبيرة لتأمين فرص العمل لهم". ورأى أن ذلك "يلقي علينا مسؤوليات جمة من حيث التخطيط السليم للموارد البشرية وبناء القدرات المؤسسية". هذا وأضاف أن الأردن يتطلع لاستضافة مركز الإسكوا للتكنولوجيا، والذي "نأمل أن يكون منبراً هاماً في تعزيز ونشر وبناء المعرفة والابتكار في هذا المجال الحيوي والأساسي للتنمية، ومؤكداً على ضرورة إنشاء المركز بأسرع وقت لتمكيننا جميعاً من الاستفادة منه واعتماد القرار بذلك في هذه الدورة".
 
أما الأرحبي فقد دعا في كلمته الدول المتقدّمة إلى تحمّل مسؤوليتها في إرساء قواعد جديدة للاقتصاد العالمي تكون أكثر عدلاً بالنسبة للدول النامية بما يمكّنها من التصدي للتحديات التي تواجهها وبالتالي تحقيق أهدافها التنموية الأساسية. وأكّد على أهمية موضوع الفرص والتحديات الماثلة أمام الشباب في العالم العربي باعتبارهم "الأداة الفاعلة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن كونهم يمثلون أغلبية السكان في المنطقة العربية". كما ربط موضوع بناء القدرات البشرية والمؤسسية بموضوع الحكم الرشيد لأنه "أداة مهمة لتنظيم وترشيد استخدام الموارد العامة بطرق فعالة وشفافة تعزز جهود التنمية والسلم الاجتماعي".  
 
وبعد الجلسة الافتتاحية، عُقدت طاولتان مستديرتان، ضمّت الأولى شباباً من مختلف الجامعات في المنطقة العربية مع الوزراء العرب المشاركين في هذه الدورة، حيث تناقشوا حول أبرز الفرص المتاحة أمامهم كشباب والتحديات التي تواجههم. أما الثانية، فقد تناولت موضوع بناء القدرات البشرية والمؤسسية.
 
وكانت الاجتماعات على مستوى المسؤولين الكبار قد بدأت يوم الاثنين الماضي في 17 أيار/مايو، حيث تم تسليم رئاسة الدورة للمملكة الأردنية الهاشمية للعامين المقبلين، وتمّ تعيين ممثلي كلّ من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين نائبين للرئيس، وممثل سوريا مقرراً. ودارت جلسات اليومين الماضيين حول مواضيع متعددة أبرزها إنجازات البرامج الفرعية السبعة في الإسكوا، ومتابعة تنفيذ القرارات التي اعتمدتها اللجنة في دورتها الخامسة والعشرين، وبرامج التعاون الفني والخدمات الاستشارية الإقليمية التي توفرّها اللجنة للبلدان الأعضاء، بالإضافة إلى الوضع المالي للجنة وتقارير دورات الهيئات الفرعية للجنة. كما تناقش الحاضرون حول رفع مركز المرأة وقسم القضايا الناشئة والنزاعات إلى إدارتين أسوة بالإدارات الخمسة الأخرى للبرامج الفرعية في الإسكوا، بالإضافة إلى التقدم المحرز في موضوع إنشاء مركز الإسكوا الإقليمي للتكنولوجيا في الأردن.
arrow-up icon
تقييم