بيانات صحفية

20 كانون الأول/ديسمبر 2006

الذكرى الـ60 لانطلاقة الفدرالية العالمية لجمعيات الأمم المتحدة
إحتفال في بيت الأمم المتحدة ودرع تقديرية لـ"اسكوا"

أبدت السيدة مرفت تلاوي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي لـ"إسكوا" حرصها على أن تستمر الجمعيات الوطنية الداعمة للأمم المتحدة في عملها الرامي إلى إلقاء الضوء على النشاطات الإنمائية للمنظمة الدولية "مما يجعل صورة المنظمة أكثر وضوحاً". وقالت إن الأمم المتحدة تشكل منتدى مهماً للدول النامية على وجه الخصوص لأنها تؤمن لها الأرضية للحفاظ على حقوقها. كلام تلاوي جاء أمام وفد من الجمعية اللبنانية للأمم المتحدة زارها صباح أمس في مكتبها في بيت الأمم المتحدة برئاسة السيد سمير الضاهر. وقد حضر اللقاء النائب بيار دكاش والسيدة رجاء حمادة، الأمين العام للجمعية، بالإضافة إلى أعضاء الهيئة الإدارية. وقد تسلمت تلاوي من الجمعية درعاً تقديرية. وقبل زيارة تلاوي، كانت الجمعية اللبنانية للأمم المتحدة قد أحيت الذكرى الستين لتأسيس الفدرالية العالمية لجمعيات الأمم المتحدة وذلك في احتفال أقيم في بيت الأمم المتحدة حضره رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، السيد مروان فارس، وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية ومن ممثلي المجتمع المدني. وقد تكلم في الاحتفال كل من السيد سمير الضاهر، رئيس الجمعية، والدكتور سامي ريشوني، عضو الهيئة الإدارية، الذي ألقى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة لمناسبة الذكرى الـ60 لانطلاقة الفدرالية (تاريخ الرسالة 2 آب/أغسطس 2006) والسيدة رجاء حمادة، التي ألقت رسالة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الشيخة هيا راشد آل خليفة لمناسبة انعقاد الجمعية العامة الـ38 للفدرالية العالمية لجمعيات الأمم المتحدة (تاريخ الرسالة 30 تشرين الأول/أكتوبر 2006) والدكتور بيار دكاش، نائب رئيس الجمعية، الذي ألقى كلمة أرسلها السيد بطرس بطرس-غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والسيد عاطف قبرصي، نائب الأمين التنفيذي لـ"اسكوا". الضاهر الكلمة الافتتاحية ألقاها السيد سمير الضاهر. وقد جاء فيها: " شعوب الأرض قاطبة تقف اليوم أمام هول مصائب البشرية جمعاء فلم يعد الاختيار اليوم ما بين موسكو وواشنطن ولا بين الشمال والجنوب بل بين الحياة والموت. إن ثروة 225 شخصاً في العالم تبلغ 1000 مليار دولار وإن 4% من هذه الثروة كافية لتعميم الخدمات التالية: التعليم الأساسي للجميع، الرعاية الصحية، وتوفير الغذاء والمياه". وتسائل: "هل بدأ عالمنا مسيرة الانحدار الروحي والفكري المقلق الذي يهدد مصير البشرية جمعاء؟ هذا الواقع المؤلم والمعيب – مجاعة وقلقاً وتشردا وفسادا. هل يجوز لهذا العقل الإنساني المبدع أن يرى إنسانا جائعا في هذا العالم، وثروات الأرض تكفي لأن يعيش 12 مليار من سكان الأرض باكتفاء تام؟ هل يعقل أن يعيش نصف سكان الأرض في ظروف لا تليق بكرامة الإنسان؟" وأضاف: "هناك 100 ألف إنسان يموت يوميا من الجوع، وكل سبعة دقائق يموت طفل ما دون العاشرة من عمره جوعا، 125 مليون طفل لا يعرفون المدرسة، 50 مليون إنسان عاطل عن العمل، وحوالي ثمانمائة مليون يعانون سوء التغذية... أليس عدلا أن يطالب الإنسان بالعدل والمساواة واحترام كرامة الإنسان؟ الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الحقوق والكرامة. لقد آن لنا أن نضع الإنسان في قلب اهتمامنا. فإلى متى سيبقى الإنسان بعيداً عن الإنسان وهو أخ له في الخلق؟ وهنا أود أن أستشهد بقول جميل للكيمان الإسكندري: إن رأيت أخاك، رأيت ربك". وقال: "إن سعادة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دعا إلى مواصلة العمل من أجل الإنسانية ومساعدة شعوب العالم في البحث عن حلول مشتركة للمشاكل معتبرا أن المنظمة قدمت إنجازات مفيدة للإنسان، لكنها لم تبلغ يوما حد الكمال، وحان الوقت لإدخال تحسينات عليها داعياً الشعوب لإسماع صوتها للحكومات. ولكن يا سعادة الأمين العام، هل يكفينا أن تذكر الحكومات مبادئ وبيانات وتقطع عهودا حتى يصار إلى احترامها. وهل يجب علينا أن ندع حرية القرار للحكومات وحدها؟ كم من دول وحكومات أقرت شرعة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يمكنها أن تبرهن أنها احتقرت هذه الوثيقة العالمية في عالمنا المعاصر. من هنا أهمية ودور المجتمع الذي أطلق عليه فلاسفة النهضة تسمية "المجتمع المدني" وأهمية المنظمات غير الحكومية وخاصة نحن ممثلي شعوب الأمم المتحدة. ففي غياب المجتمع المدني، كم من آثار ولت أدراج الرياح؟ وكم من حقوق انتهكت في الخفاء؟ فحينما تعرض الإنسان للقمع والذل والإهمال، وقف المجتمع المدني إلى جانبه، لأنه هو حقل القوى الفاعلة التي توجهها قيم ثقافية وصلات مجتمعية والاعتراف بإستقلالية هذا المجتمع كما فعل البريطانيون والهولنديون الذين سبقوا الجميع إلى ذلك وهو الشرط الأول من شروط الديمقراطية. ريشوني ثم ألقى الدكتور سامي ريشوي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان الذي اعتبر أن الفدرالية العالمية للأمم المتحدة قامت بتعبئة لافتة في دعم الأهداف الإنمائية للألفية "فطاولاتها المستديرة وندواتها وورشات عملها ومؤتمراتها المعنية بنموذج الأمم المتحدة التي نظمتها، كلها أثارت الاهتمام والدعم لحملات الأهداف الإنمائية للألفية". حمادة وفي رسالتها التي تلتها السيدة رجاء حمادة، أعربت الشيخة هيا آل خليفة عن ايمانها بأن تحديات اليوم تتطلب دعم وتعاون المجتمع المدني. وأضافت انه "من الضروري العمل سوياً لحماية وتطوير الروابط بين المجتمع المدني والأمم المتحدة". وأبدت استعدادها لأن تكون وراء تنظيم سلسلة من الأحداث والمناقشات تعنى بمواضيع التنمية والمساواة بين المرأة والرجل وحوار الحضارات لتكون فرصة بنّاءة للتفاعل بين الدول الأعضاء والشركاء الآخرين بمن فيهم منظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. دكاش وفي رسالة الدكتور بطرس بطرس-غالي التي تلاها النائب الدكتور بيار دكاش جاء ما يلي: "أدعو جامعة الدول العربية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) وجميع وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان لدعم هذه الجهود من أجل استمراريتها ونجاحها. إن ما تقومون به من نشاطات يصح به ما قلته عن أسرة شعوب الأمم المتحدة. أنتم عنصرأساسي في تمثيل العالم المعاصر وإن مشاركتكم في أعمال الأمم المتحدة تشكل ضمانة أساسية وتعطي شرعية دولية للأمم المتحدة، فأنتم المنبر الحقيقي في المجتمع الدولي. هذه الأنشطة التي تقوم بها منظمة لبنان للأمم المتحدة قد تعجز عنها وزارات أحياناً، لذلك تستحق منا كل التقدير والإعجاب. قبرصي الكلمة الأخيرة كانت للسيد عاطف قبرصي، نائب الأمين التنفيذي لـ"اسكوا" الذي قال: إذا كان الهدف النبيل الذي تسعى إليه الجمعيات الوطنية الداعمة للأمم المتحدة هو تحقيق السلام الدائم، فإنها تدرك أيضاً بأن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق من دون تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، التي إذا ما تحققت، تراجعت النزاعات واضمحلت أسباب الحروب والأزمات العسكرية والإرهاب. وإذا تحققت التنمية الاقتصادية والاجتماعية تقاربت شعوب العالم فيما بينها وبنيَ حوار الحضارات على أسس صلبة واستطعنا تخطي الأزمات التي عادة ما تكون وليدة الصراعات السياسية والثقافية بجذور اقتصادية إنمائية. ودعماً لهذا الاتجاه أطلقت الأمم المتحدة الأهداف الإنمائية للألفية التي تشكل مخططاً اتفقت عليه بلدان العالم والمؤسسات الإنمائية الرائدة من أجل بناء عالم أفضل بحلول العام 2015". وأضاف: " لا يخفى عليكم أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى تحقيق السلام الدائم في منطقتنا، تمر من خلال تحقيق التكامل الإقليمي. وهذا ما تسعى إلى تحقيقه "اسكوا" من خلال برامجها الرامية الى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها. وبعد أن أصبح البعد الاقليمي عنصراً أساسياً في التعامل مع قضايا العولمة، تسعى "اسكوا" إلى تحصين المنطقة لدرء أخطار العولمة، والاستفادة القصوى من فرصها. وفي هذا الإطار تسعى "اسكوا" إلى تحقيق التفاعل بين منطقة غربي آسيا وباقي مناطق العالم. ولا شك أن نظام النقل المشترك في المشرق العربي الذي يشمل شبكات الطرق الدولية وسكك الحديد والنقل البحري والذي أطلقته "اسكوا" يشكل مثالاً ملموساً على هذا المسعى. وإننا نشجع الدول الأعضاء في "اسكوا" على تطبيق هذا النظام لأنه يشكل المرجعية القانونية في المجالات التي يغطيها والفرصة الإنمائية الكبيرة للقطاعات الاقتصادية عامة والتجارية والسياحية خاصة على صعيد المنطقة العربية".
arrow-up icon
تقييم