ألقى الأمين التنفيذي بدر عمر الدفع محاضرة بعنوان: "البعد الثقافي في التنمية" في مكتبة الأسد بدمشق، في 5 أيار/مايو 2010، وذلك ضمن سلسلة محاضرات "أربعاء تريم الثقافي" التي ينظمها مركز تريم للعمارة والتراث. وقد أكد الدفع في المحاضرة على أنّ الثقافة هي ركنٌ من أركان التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، وأنها عصب التنمية البشرية وأساس كل تنمية.
وبيّن الأمين التنفيذي دور الثقافة في تدعيم التنمية الشاملة ونجاحها، مشيراً إلى أنه لا يمكن وصول التنمية إلى أهدافها الوطنية والإنسانية دون أن تسندها الثقافة القائمة على المبادرة الفردية والقناعات العامة والوعي الذاتي والعمل الطوعي والشعور بالمسؤولية تجاه الإطار الوطني والاجتماعي. وأكد أن التنمية الثقافية لا تقوم وحدها بل هي جزء من كل ولابد أن تكون جزءاً من مشروع حضاري للتنمية الشاملة، فالعلاقة عضوية بين ما هو ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي.
وقد سلّط الدفع الضوء على واقع المنطقة العربية التي أسهمت حضارتها في توسع وارتقاء الحضارة الإنسانية عبر مختلف الاختراعات والإنتاج الثقافي والاجتماعي والإنساني، والتي كان لها تأثيرها في كافة الثقافات والحضارات العالمية، لاسيما في عصرها الذهبي، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التقدم التقني السريع في مجالات المعلومات والاتصالات، وفتح مجالات للحوار مع الثقافات الأخرى، والانفتاح عليها وتعزيز الهوية العربية والحفاظ على مكتسباتها الحضارية، ووضع سياسات للتنمية الثقافية، وتحقيق أمن الثقافة العربية في عصر العولمة الاقتصادية والثقافية من خلال الاهتمام بالتراث الحضاري والآثار والحفاظ عليها.
حضر اللقاء شخصيات بارزة، منها نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الإعلام محسن بلال ووزيرة الاقتصاد والتجارة لمياء عاصي.
يُذكر أنّ مركز تريم هو مؤسسة غير حكومية، مركزها دمشق، أسستها المهندسة ريم عبد الغني في كانون الثاني/يناير 2004 . ويُعنى المركز بالتراث والعمارة في العالم العربي، ومن فعالياته التي تتم برعاية وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية تنظيم محاضرات أربعاء تريم الثقافي وهي سلسلة من المحاضرات تصب في الطابع العربي للثقافة والعمارة والتراث.
وخلال زيارته لدمشق، التقى الدفع كلا من وزير الخارجية وليد المعلم، وزير الثقافة رياض نعسان آغا، ورئيس هيئة تخطيط الدولة عامر حسني لطفي. واستعرض الدفع مع المسؤولين التعاون القائم مع سورية، لا سيما في مجال توفير الخدمات الاستشارية والفنية والدورات التدريبية الهادفة إلى رفع كفاءة الكوادر الحكومية المعنية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. واتفق المسؤولون الأمميون والسوريون على إرسال مجموعة من الخبراء المتخصصين من الإسكوا إلى سورية لتحديد الأولويات والاحتياجات وإقرار النشاطات المقبلة، وذلك في خطوة لمتابعة نتائج الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها الدفع إلى البلد في العام الماضي.