أخبار

15 آب/أغسطس 2011

الإسكوا منبر سلام لأطفال العراق ولبنان

Iraqi and Lebanese Children at ESCWA.JPG


"حق لنا عليكم أيها المسؤولون أن تتذكروا أننا نحن مستقبل الأوطان وأنه بمقدار حرصكم علينا تحرصون على مستقبل أوطاننا، فما تزرعونه فينا اليوم ستحصدونه غداً". هذه الرسالة هي أمانة أودعها أطفال عراقيون ولبنانيون لدى الإسكوا وأمينتها التنفيذية ريما خلف كي تصل إلى مسامع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون وإلى العالم أجمع.

من كافة أقطاب العراق ولبنان جاؤوا، ومن مختلف طوائف البلدين، ليجتمعوا في مخيّم نظّمته جمعية فرح العطاء اللبنانية بعيداً عن أية تجاذبات، تحت شعار "لنبني الجسور ونلتقي" وفي ظل قيم المحبة والتسامح والاحترام. وبعد قضائهم فترة سوياً، أنتجت تجربتهم نداء "سلام ومحبة وحقوق"، والذي شاءت الصدف أن يسلموه للإسكوا في اليوم العالمي للشباب، فتحولت اللجنة الإقليمية بفعل هذه الصدفة منبراً للأطفال والشباب، يوجهون من خلاله الرسالة التي يريدون أن يسمعها العالم عن طموحاتهم وأمنياتهم وآمالهم.

وقد أكّد نداء السلام والمحبة والحقوق أنّ "العيش معا باختلاف الطوائف والعرقيات وفي جو من الاستقرار والطمانينة ممكن وقادر أن يساهم في بناء الحضارة الإنسانية". وقد شدد الأطفال من خلاله أيضاً على حقوقهم، ومنها حقهم في عيش طفولتهم، وأن يكبروا بطمأنينة في بلدهم، وأن يتلقوا التعليم والتربية ويعيشوا باختلاف طوائفهم وعرقياتهم بأمان وسلام تحت سقف القانون واحترام الاختلاف.

ورحّبت الأمينة التنفيذية للإسكوا بنداء الأطفال هذا، وقالت لهم: "نداؤكم نداء السلام والمحبة والحقوق، وهو كفيلٌ بتغيير عالمنا إلى حيث نريد، إلى مجتمع كما طلبتم، ينعم فيه الكبار كما الصغار بجميع حقوقهم: الحق في العيش بطمأنينة وأمان وسلام، والحق في التمتع بجميع حقوق الإنسان". وأضافت خلف أن "أطفال اليوم هم شباب الغد، وقد رأينا على مدار هذا العام كيف شرع شبابنا العربي في محاولات جادة لتغيير عالمهم نحو العدالة والحرية والعيش بكرامة (...) أما نحن في الإسكوا فنعمل يداً بيد مع منظمات المجتمع المدني، إيماناً منا بأن هذه المنظمات تشكل دعما كبيرا لمسيرتنا الهادفة إلى تحقيق النماء في وطننا العربي والتنمية الإنسانية في جميع ربوعه. لذلك، فإن النداء الذي تتوجهون به اليوم إلى الأمين العام للأمم المتحدة سيكون محور اهتمام كبير لنا وسوف نعمل على متابعته في إطار عملنا الإنمائي والإنساني. هذه حقوقكم، وحقكم واجب علينا".
 
رافق الأطفال في مهمتهم رئيس جمعية فرح العطاء محمد حمادة، وعضو الهيئة التنفيذية ملحم خلف، ومن الراعين الروحيين للجمعية، الأب جان روكيت والسيد هاني فحص. وألقى خلف كلمة تحدث فيها عن إنشاء الجمعية في لبنان في ظل ظروف تشابه تلك التي يمر بها العراق حالياً. "حضرنا إلى هنا من كل العراق، مجتمعين ليس في لبنان إنما مع لبنان. ما ترونه هنا هو فعل إيمان بدأ في عام 1985 حين كان لبنان لا شيء غير نقطة دم على شاشة تلفاز العالم (...) في عام 1985 أردنا ان نقف ونقول لا للحرب. وبوسائلنا البسيطة، التي لم تكن سوى ألعاب أطفال، أناشيد وأغاني فرح، هكذا كنا نغني للبنان الآتي. وها هو، بعد أكثر من 25 سنة، يأتي ليغني مع شعب العراق. ها هو اليوم يأتي ليشهد أن غداً هو بما نأتيه نحن وليس بما سيؤتى به لنا. هذا فعل إيمان مرتبط بالعمل ولا يرتبط بالكلام".
 
arrow-up icon
تقييم